التحويلات المالية عبر الهاتف تساعد النازحين الكونغوليين على الصمود وسط تهديد فيروس كورونا

لمنع انتشار المرض، تقوم المفوضية بتعزيز أنشطتها الصحية في المخيمات والمواقع ومراكز العبور.

تلقت جيلي كافيرا ماباو، 24 سنة، هاتفاً محمولاً وشريحة هاتف في موقع للتوزيع في بيني، مقاطعة شمال كيفو، جمهورية الكونغو الديمقراطية.  © UNHCR/Ibrahima Diane

قبل شهرين، فرت سولونيتا مع ابنها عندما هاجم مسلحون قريتها في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية. تعيش الآن في بلدة بيني، بعدما أجبرت على مغادرة منزلها، حيث يتعين عليها الاستعداد لمواجهة عدو صحي محتمل آخر – وهو وباء فيروس كورونا.


لحسن الحظ، فإن المساعدة الحيوية الآن تأتي عن طريق الهاتف المحمول، وبالتالي فإنها تقلل من مخاطر انتشار العدوى المرتبطة بالتقارب الجسدي بين الأشخاص.

وصلتها رسالة نصية مؤخراً تفيد بأنه تم تحويل 75 دولاراً أمريكياً كمساعدة نقدية لتتوجه إلى أقرب مصرف لسحب جزء منها. ويتيح لها هذا المبلغ شراء أكثر ما تحتاجه لنفسها وابنها كاكول، البالغ من العمر 30 عاماً.

وقالت سولونيتا: "ساعدني المبلغ كثيراً وسوف أشتري بطانية. فقد تعرضت جميع حاجياتنا في المنزل للحرق بعدما أضرم فيه المهاجمون النار. سأستخدم هذا المال أيضاً لشراء ملابس لكاكول لأننا هربنا دون أخذ أي شيء معنا".

أجبرت الجماعات المسلحة أكثر من مليون شخص مثل سولونيتا وكاكول على الفرار من منازلهم في مقاطعة شمال كيفو في الأشهر الـ 12 الماضية. وقد وجد معظمهم الأمان في مواقع النزوح أو تم الترحيب بهم في المجتمعات المحلية.

"ساعدني المبلغ كثيراً وسوف أشتري بطانية"

في بعض مناطق شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، تجعل الاشتباكات العنيفة المستمرة من الصعب للغاية على المفوضية وشركائها توفير الحماية والمساعدة وتنفيذ الأنشطة الحيوية لمنع انتشار فيروس كورونا في مخيمات اللاجئين والنازحين. وقد أسست المفوضية اللجان في هذه المجتمعات لتوفير الإدارة عن بعد بشكل مؤقت إلى أن يتحسن الوضع الأمني.

التحويلات المالية عبر الهاتف تساعد النازحين الكونغوليين على الصمود وسط تهديد فيروس كورونا

في حين لم يتم حتى الآن الإبلاغ عن حالات للفيروس بين مجتمعات اللاجئين أو النازحين داخلياً، إلا أن منظمة الصحة العالمية قد أبلغت عن أكثر من 470 حالة مؤكدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، خاصة في العاصمة كينشاسا، و 30 حالة وفاة.

ولمنع انتشار المرض، تقوم المفوضية بتعزيز أنشطتها الصحية في المخيمات والمواقع ومراكز العبور.

تلقت سولونيتا، إلى جانب 6,000 عائلة نازحة أخرى في مقاطعة شمال كيفو، هاتفاً محمولاً وشريحة هاتف في موقع للتوزيع وضعت فيه المفوضية تدابير خاصة للحد من التقارب الجسدي وبالتالي تعزيز وعي المستفيدين بالتدابير التي أعلنت عنها جمهورية الكونغو الديمقراطية لمنع انتشار الفيروس.

يتم فحص درجة حرارة المستفيدين في الموقع، وهم قادرون على غسل أيديهم في محطات غسل اليدين المثبتة، مع الحفاظ على مسافة كافية بين الواحد والآخر.

إن توفير الهواتف المحمولة وشرائح الهاتف للعائلات النازحة يتيح لها فرصة الحصول على الدفعات الإلكترونية. ويمكنهم اختيار تحديد أولويات الاحتياجات التي قد تتراوح من الطعام إلى الملابس والرعاية الصحية والمأوى.

وقال إبراهيما ديان، رئيس مكتب المفوضية في بيني: "يتيح ذلك لنا أيضاً فرصة الحفاظ على التواصل معهم في وقت نحتاج فيه لممارسة التباعد الاجتماعي".

"يتيح ذلك لنا أيضاً فرصة الحفاظ على التواصل معهم في وقت نحتاج فيه لممارسة التباعد الاجتماعي"

على الصعيد العالمي، تمثل الآن المساعدة النقدية التي تقدمها المفوضية حصة أكبر من المساعدات العينية التقليدية. في جمهورية الكونغو الديمقراطية، تلقى أكثر من 60,000 نازح كونغولي مساعدة نقدية في عام 2019.

وفي جميع أنحاء العالم، تلقى حوالي 20 مليون مهجر قسرياً في أكثر من 100 دولة ما يفوق 2.4 مليار دولار أمريكي في السنوات الثلاث بين عامي 2016 و 2019.

تأتي الجهود الهادفة لمنع انتشار فيروس كورونا في الوقت الذي لا تزال فيه جمهورية الكونغو الديمقراطية تصارع من أجل القضاء على فيروس إيبولا المميت، والذي أودى بحياة 2,279 شخصاً منذ بدء تفشي المرض في عام 2018. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فقد لقي 478 شخصاً حتفهم بسبب إيبولا في منطقة بيني.

وفي المجمل، تعرض أكثر من خمسة ملايين شخص للنزوح بسبب النزاع في جمهورية الكونغو الديمقراطية، مما يجعلها الأكبر من حيث عدد النازحين داخلياً في إفريقيا. ويؤثر النزوح القسري في الغالب على مقاطعات شمال كيفو وجنوب كيفو وإيتوري وكاساي الكبرى وتنغانيكا.

ويؤثر نقص التمويل على قدرة النازحين على تلبية احتياجاتهم الأساسية. وبحلول أبريل 2020، لم يتم تلقي سوى 18% فقط من إجمالي 154 مليون دولار أمريكي المطلوبة لعمل المفوضية في جمهورية الكونغو الديمقراطية.