المفوض السامي: دور المنظمات غير الحكومية جوهري أكثر من أي وقت مضى

شدد فيليبو غراندي على الدور الحيوي للمنظمات غير الحكومية، خلال المحفل السنوي الذي جرى في جنيف مع 300 شريك.

سوريون من النازحين داخلياً يأخذون حصتهم من مواد الإغاثة التي وزعتها المفوضية والمنظمات غير الحكومية المحلية بالقرب من حلب.   © UNHCR/Antwan Chnkdji

جنيف ، سويسرا - دعا المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي المنظمات غير الحكومية من جميع أنحاء العالم إلى العمل معاً لمواجهة الخطابات "السامة" التي تشكل خطراً ليس على اللاجئين فحسب، بل على "أسس مجتمعنا العالمي".

وقال غراندي يوم الأربعاء في جنيف مخاطباً 500 مندوب من حوالي 300 منظمة من المجتمع المدني تعمل في أكثر من 80 دولة في الجلسة الافتتاحية للمشاورات السنوية للمفوضية مع المنظمات غير الحكومية، وهو اجتماع استمر لثلاثة أيام: "نحتاج للرد بطريقة أخلاقية واستراتيجية على هذه النزعات".

وشدد غراندي على الدور الحاسم الذي تلعبه هذه المنظمات، مشيراً إلى أن مناصرتهم كانت أكثر أهمية من أي وقت مضى في خضم المناخ السياسي الحالي.

كما أشار إلى رئيس الجلسة الافتتاحية - اللاجئ السابق غوليد مير، والذي أجبر على الفرار من وطنه الصومال كطفل وأصبح منذ ذلك الحين مدافعا بارزاً عن اللاجئين في وطنه الجديد بالتبني نيوزيلندا – وذلك كمثال على هذا النوع من المساهمات الإيجابية التي يمكن للاجئين تقديمها.

"اللاجئون ككل، نحن نثري المجتمعات"

وقال غراندي: "أنت دليل على أن الحلول ممكنة، وأنت دليل على أن اللاجئين يساهمون في المجتمعات التي تستضيفهم".

وأجاب مير البالغ من العمر 28 عاماً والذي شارك في تأسيس منظمة تدعى "عقول الثقافة الثالثة"، مع التركيز على الصحة العقلية، بأنه دائماً ما يحاول "تذكير الناس بأن تجربتي ليست فريدة"، قائلاً: "إنها تجربة اللاجئين، التجربة العالمية. اللاجئون ككل، نحن نثري المجتمعات".

وأعرب مير عن أسفه لكون نشر هذه الرسالة باتت أكثر صعوبة في مواجهة الخطاب المتصاعد والمناهض للاجئين في أجزاء كثيرة من العالم.

لدى المفوضية أكثر من 1000 منظمة شريكة - ثلثاهم من المنظمات غير الحكومية المحلية والوطنية، والباقي من المنظمات الدولية. وقال غراندي بأنه وبالتعاون مع المفوضية، ينفذ هؤلاء الشركاء برامج مدعومة بمبلغ 1.4 مليار دولار من الجهات المانحة سنوياً، مضيفاً بأن المفوضية أدركت بأن "المنظمات غير الحكومية الوطنية بحاجة إلى مزيد من الدعم".

 

  • الناشط واللاجئ السابق غوليد مير يتحدث خلال اليوم الأول من المشاورات السنوية للمفوضية مع المنظمات غير الحكومية.
    الناشط واللاجئ السابق غوليد مير يتحدث خلال اليوم الأول من المشاورات السنوية للمفوضية مع المنظمات غير الحكومية.  © UNHCR/Susan Hopper
  • غوليد مير مع المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، في جنيف.
    غوليد مير مع المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، في جنيف. © UNHCR/Susan Hopper

وتُعد المشاورات السنوية بمثابة منتدى مهم للنقاش وتتيح فرصاً جديدة للتعاون في الأمور العملياتية وحشد التأييد مع مشاركين من جميع أنحاء العالم.

تشمل الموضوعات الرئيسية لاجتماع هذا العام استخدام البيانات في الاستجابة للاجئين؛ وعملية الهيكلة الإقليمية المستمرة للمفوضية؛ والحاجة إلى مواصلة التركيز على النزاهة؛ والمنتدى العالمي الأول للاجئين، المقرر عقده في جنيف يومي 17 و 18 ديسمبر 2019. ويهدف هذا المحفل إلى تقييم الوضع العالمي الحالي وتعزيز الاستجابة الدولية.

خلال جلسة من الأسئلة والأجوبة، أجاب غراندي على استفسارات الحضور حول العديد من التحديات المستمرة، كالتدفق الجاري من فنزويلا والوضع في ليبيا، بما في ذلك الهجوم الذي وقع ليلة الثلاثاء على مركز احتجاز تاجوراء، والذي خلف عشرات القتلى والجرحى.

ورداً على سؤال حول الوضع في وسط البحر الأبيض المتوسط​​، قال: "من الواضح جداً أن الإنقاذ في البحر هو ضرورة مطلقة، وأن إضعاف عمليات الإنقاذ في البحر، كما تفعل أوروبا، أمر غير مقبول على الإطلاق".

وقد ربط غراندي الوضع في وسط البحر المتوسط ​​بالاتجاه العالمي المثير للقلق للمناقشات المسيسة بشكل متزايد حول اللاجئين: "إن إقحام السياسة في الخطاب الإنساني بطريقة تؤدي إلى الحط من قدر اللاجئين ووصمهم وتهميشهم ... هو منحدر شديد الانزلاق".