شاعرة تتحدث نيابة عن اللاجئين في مهرجان للموسيقى في بودابست
أدت إيمي محمود خلال مهرجان سيجيت الضخم الذي أقيم في جزيرة في نهر الدانوب وسط العاصمة الهنغارية.
الشاعرة وسفيرة النوايا الحسنة للمفوضية، إيمي محمود، تقدم عرضاً خلال مهرجان سيجيت في هنغاريا.
© László Mudra/Rockstar Photographers
نادراً ما نرى جمهوراً خلال مهرجان للموسيقي يصفق بحماس لقصيدة شعرية، لكن جمهور مهرجان سيجيت الهنغاري كسر القاعدة يوم الاثنين عندما أصغى للشاعرة إيمي محمود خلال إلقائها قصيدة تتضمن رسائل حول التضامن مع اللاجئين.
إيمي، البالغة من العمر 25 عاماً، هي سفيرة النوايا الحسنة للمفوضية. وقد صعدت على خشبات المسرح مرتديةً ثوباً أبيض وعمامة زرقاء قبل إطلاق إحدى قصائدها بعنوان "الساعة الثانية صباحاً".
وقالت أليكس، وهي طالبة تسويق المانية: "لقد كانت كلمات رائعة لدرجة أنه أصابتني القشعريرة". أما تاماس، وهو منسق مشاريع هنغاري، فقال: "يمكننا الاعتماد على آخرين مثلها".
ولدت إيمي في السودان، وكانت ذات يوم لاجئة. فقد فرت عائلتها إلى اليمن عندما كانت طفلة لتفوز في وقت لاحق بيانصيب الهجرة إلى الولايات المتحدة، حيث ترعرعت هناك.
تخرجت من جامعة ييل، واتجهت لشعرالـ"سلام"، وهو نوع من البطولات الشعرية أمام جمهور مباشر ولجنة تحكيم. فازت بلقب "الشعر الفردي العالمي" في عام 2015. وفي العام التالي، احتلت المركز الأول في مهرجان "نساء العالم"، الذي يحيّي إنجازات النساء والفتيات.
كان أداء إيمي مؤثراً للغاية نظراً لأن هنغاريا لديها سياسات صارمة بشأن الهجرة واللجوء. وتفتخر الحكومة بأن تصف نفسها على أنها "غير ليبرالية" وأن سياساتها تفضل الأمن على الإدماج. وإلى جانب السور الذي تم بناؤه في عام 2015 لإبعاد المهاجرين عن الحدود، هناك الآن مجموعة من "المخازن" التي يحتجز فيها طالبو اللجوء، بمن فيهم الأطفال، بانتظار نتائج طلباتهم.
وقالت إيمي: "سمعة الشعوب وسمعة الدولة أمران مختلفان".
"يستقطب المهرجان جمهوراً منفتحاً ومتسامحاً"
يقام المهرجان الذي يستمر لمدة أسبوع في جزيرة تقع في نهر الدانوب ويستقطب 700,000 شخص من 95 بلداً. كما يجتذب المهرجان الشباب الليبرالي ويأتي نصف زواره من الخارج، وقد أدت إيمي أمام جمهور متقبل لرسالتها.
وقال المتحدث باسم المفوضية في هنغاريا، إيرنو سيمون، بأن "المهرجان يجتذب جمهوراً منفتحاً ومتسامحاً في حين أن البلاد ككل تعتبر أكثر تحفظاً".
وقالت دورا، البالغة من العمر 24 عاماً، وهي خريجة جامعية من هنغاريا: "عندما اندلعت الأزمة، سألت نفسي عما سيكون عليه الحال لو كانت هناك حرب هنا في بلدنا وكان علينا الفرار. لقد صدمت عندما رأيت السياج. لا أعتقد أن هذا هو الحل".
رحبت المفوضية بزوارها في "خيمة بلا حدود"، حيث عرضت لوحات لمرسال فقيرزادا، وهو طالب لجوء أفغاني محتجز حالياً في "منطقة العبور" على الحدود الهنغارية مع صربيا.
وقالت إيمي، والتي تم تعيينها سفيرة للمفوضية للنوايا الحسنة منذ العام الماضي، بأنها لم يسبق لها أن أدت أمام حشد كبير كهذا: "عندما لا يمكنك هدم الجدران جسدياً، عليك أن تفعل ذلك عاطفياً. آمل أن تلين قلوب الناس عندما يغادرون".