العنف المتزايد يعرض المئات للخطر في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية التي ينتشر فيها مرض إيبولا
في ما يلي ملخص لما قاله المتحدث باسم المفوضية أندريه ماهيسيتش، الذي يمكن أن يُعزى إليه النص المقتبس، في المؤتمر الصحفي الذي عُقِد اليوم في قصر الأمم في جنيف.
تشعر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالقلق إزاء التصاعد الأخير لأعمال العنف في مقاطعة كيفو الشمالية الواقعة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية والتي يُعتبر الوضع فيها متقلباً أصلاً والتي انتشر فيها مرض إيبولا. يهدد التأثير المتراكم للصراع وانتشار المرض المميت حياة ملايين الكونغوليين.
وتصاعد القتال الذي يشمل عدداً من المجموعات المسلحة التي تعمل في المنطقة في ست مناطق في كيفو الشمالية وهي مقاطعة تقع على الحدود بين رواندا وأوغندا. فر آلاف المدنيين من قراهم المحروقة وأفادوا عن حصول هجمات عنيفة. وما زاد على الوضع الإنساني المتدهور هو انتشار فيروس إيبولا في أجزاء من المقاطعة. وأدى المرض إلى وفاة أكثر من 60 شخصاً وإصابة عشرات الأشخاص الآخرين في الأسابيع الأخيرة.
بيقى النزوح القسري في هذا الجزء من البلاد كبيراً. ويُقدر بأن يكون أكثر من مليون شخص قد نزحوا في كيفو الشمالية. ويشكل ذلك أكبر عدد من النازحين داخلياً في جمهورية الكونغو الديمقراطية. وأُجبر حوالي نصف مليون شخص على ترك منازلهم هذا العام وحده.
تشعر المفوضية بالقلق بشكل خاص إزاء تدهور الوضع في مدينة بيني الواقعة في شمال البلاد والتي انتشر فيها مرض إيبولا. تستضيف المنطقة حوالي 1.3 مليون شخص. ونتيجة الصراع المتزايد يعيش السكان هناك في حالة من الحصار منذ أكتوبر 2017. وتنتشر التقارير عن زيادة انتهاكات حقوق الإنسان والقيود التي تعترض وصول المساعدات الإنسانية. تشير التقديرات إلى أن أكثر من 100 مجموعة مسلحة هي ناشطة في المقاطعة وتخيف السكان باستمرار. وعلى الرغم من قيام الجيش الكونغولي بهجوم عسكري واسع النطاق على تحالف القوى الديمقراطية وهو إحدى أبرز المجموعات المتمردة منذ يناير، لم يتم القضاء على أعمال العنف.
على الرغم من التحديات الأمنية، تمكن فريق المفوضية من الدخول إلى منطقة بيني الشمالية في أوائل هذا الشهر وأجرى تقييمات إنسانية في مقاطعتي أويشا وإيرينغيتي. أطلع السكان موظفينا على الهجمات العنيفة بالمناجل التي تعرض لها المدنيون. وانتشرت القصص عن المجازر والسلب والنزوح القسري والانتهاكات الأخرى لحقوق الإنسان.
يزداد العنف الجنسي والقائم على نوع الجنس في بيني. ويتم تجنيد الكثير من الأطفال كجنود. ويزداد العنف بشكل خاص في ما يُعرف بـ "مثلث الموت" بين إيرينغيتي ومبو وكامانغو عند الحدود بين أوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وفي بيني وأويشا ومافيفي.
رأت فرق المفوضية قرى فارغة ومنازل عديدة محروقة ومهجورة بالإضافة إلى سيارات محروقة. والأشخاص الذين فروا وجدوا مأوى في بيني وأويشا بشكل خاص حيث يتعرض كل من المجتمعات المستضيفة والنازحة لهجمات عنيفة وغير قابلة للتوقع. تستضيف بيني أكثر من 32,000 نازح ومعظمهم مجبرون على العيش مع عائلات مستضيفة أو في المدارس أو الكنائس. أُجبر أكثر من ثلثي الأشخاص على الفرار في الأشهر الثلاثة الأخيرة.
وجدت فرق المفوضية أن وضع الجماعات الأصلية النازحة والضعيفة سيء. بعد إجبارها على مغادرة مناطقها الأصلية في الغابات، تُعتبر شروط عيشها في مواقع مؤقتة سيئة. تنام العائلات في ظروف قاسية في مآويها الهشة غير المحمية جيداً من عوامل الطقس. ومواردها للبقاء على قيد الحياة قليلة جداً أو معدومة نظراً لأنها لم تعد تستطيع الاصطياد في الغابات وهي الآن تخضع لمراقبة المجموعات المسلحة. هناك خطر حقيقي بأن يفقد هؤلاء الأشخاص ثقافتهم وطريقة عيشهم.
تكثف المفوضية قدرتها في كيفو الشمالية على الاستجابة للاحتياجات الإنسانية المتزايدة. نحن نقدم مآوٍ طارئة إضافية ومساعدات إنسانية أخرى لتلبية احتياجات النازحين في بيني. في حين أن المفوضية تستمر بتوفير الاستجابة الإنسانية على الرغم من انتشار مرض إيبولا، إلا أن الوضع الأمني السائد والنقص الكبير في التمويل يؤثران بشكل كبير على جهودنا. لم يتم تمويل نداء المفوضية في جمهورية الكونغو الديمقراطية في عام 2018 والبالغ 201 مليون دولار أميركي إلا بنسبة 17%.
لمزيد من المعلومات بشأن هذا الموضوع، يرجى الاتصال بالجهات التالية:
- في جمهورية الكونغو الديمقراطية، أندرياس كيرشوف، [email protected] +243 81 700 9484
- في جنيف، بابار بالوش، [email protected] +41 79 513 9549