لاجئون يخطفون الأضواء في مؤتمر "تيد" التاريخي
عشرات آلاف الأشخاص يشاهدون للمرة الأولى مؤتمر تيد في مخيم للاجئين.
المتحدثة اللاجئة ميرسي أكيوت على المسرح خلال مؤتمر تيد في مخيم كاكوما.
© TEDxKakumaCamp/Tobin Jones
أثار متحدثون من اللاجئين إعجاب المشاهدين في كافة أنحاء العالم أثناء حديثهم يوم السبت خلال مؤتمر "تيد" في مخيم كاكوما، وهي الفعالية الأولى التي تُقام في مخيم للاجئين.
وقالت المنسقة المشاركة لمؤتمر تيد في مخيم كاكوما، ميليسا فليمينغ، أثناء افتتاح الفعالية في مخيم كاكوما، شمال غرب كينيا: "نحن فخورون اليوم بالمتحدثين من اللاجئين، وهي المرة الأولى التي يكونون فيها على مسرح عام كهذا".
وأضافت دانا هيوز، وهي أيضاً مشاركة في التنسيق قائلةً: "نأمل أن يظهر مؤتمر تيد في مخيم كاكوما مدى تميز هذا المكان بفضل سكانه المذهلين".
تم إنشاء مخيم كاكوما في منطقة توركانا النائية في عام 1992 لخدمة اللاجئين السودانيين، وهو اليوم يستقبل اللاجئين بسبب الحروب من جميع أنحاء إفريقيا.
ألقى المحاضرات التي تمحورت حول موضوع "الازدهار"، اثنا عشر متحدثاً خبيراً، وذلك في خيمة نصبت خصيصاً في الساحة الأمامية لمدرسة في مخيم كاكوما.
وكان بين المستمعين المتواجدين داخل الخيمة والبالغ عددهم 350 شخصاً، عدد من سكان المخيم وممثلو شركات راعية وممثلون عن الحكومة الكينية وحكومات أجنبية ومنظمات غير حكومية دولية.
وشاهد عشرات آلاف الأشخاص الآخرين بثاً مباشراً للمؤتمر أتاحته شركة الاتصالات المتنقلة الكينية "سفاريكوم" وانضموا إلى مشاهدين في الولايات المتحدة وأميركا اللاتينية وأوروبا وأستراليا.
وعلى الرغم من الحر والغبار، فقد تقاسم المتحدثون قصصهم عن العزم وقدموا وجهات نظر جديدة وبناءة حول تجربة اللاجئين.
وقد ضج الحضور بالهتاف عندما شارك العداء الجنوب سوداني بور بيال البالغ من العمر 23 عاماً قصته، وقد كان سابقاً أحد سكان مخيم كاكوما.
وقال بور، الذي وصل وحيداً إلى المخيم عندما كان طفلاً والذي شارك في منافسات دورة الألعاب الأولمبية عام 2016 في ريو: "في الحياة، نواجه جميعاً الصعوبات. يمكنك الهروب منها أو باتجاهها. ولكن الأهم، أن تبقى في المسار وتواصل السير".
لا يزال بور على صلة وثيقة بريبيكا نياغوني، "والدته في كاكوما" بالتبني التي لا تزال تعيش في المخيم، والتي كانت حاضرة بين الجمهور.
وقالت ريبيكا، وهي أيضاً من جنوب السودان: "نحن فخورون بهذا الفتى. إنه يمثل كاكوما وجنوب السودان وهذا بمثابة إنجاز بالنسبة لنا جميعاً. نحمد الله على ذلك".
ومن بين المتحدثين غير المألوفين كثيراً للجمهور، كانت الجنوب سودانية ميرسي أكيوت، وهي من أحد سكان مخيم كاكوما. تعمل في الحقل الاجتماعي، وقد نجت من الزواج القسري وتدعم الآن الشابات الطموحات في المخيم.
قالت ميرسي التي لقي كلامها تصفيقاً حاراً: "إذا مكَّنّا النساء، فسوف نهزم الفقر ونهزم العنف. إن تغيير الثقافة التي تضطهد النساء وتلحق الضرر بهنّ هو مسؤوليتنا المشتركة".
خارج الخيمة، بثت شاشة المحاضرات مباشرة لمئات المشاهدين من سكان كاكوما، ولمشاهدين في ساحة مماثلة مخصصة للمشاهدة في مخيم داداب للاجئين في شرق كينيا.
وقالت اللاجئة الكونغولية البالغة من العمر 48 عاماً، ياهيما بيسمان، التي أتت باكراً لإيجاد مكان في الظل: "لقد جئنا إلى هنا اليوم لأن لدينا ضيوفاً من كل أنحاء العالم. من الجيد لنا أن نرى هؤلاء الأشخاص يمثلوننا. لعلّ الأمور تتغير إذا رآنا أحد هنا".
وعمل المنظمون بشكل وثيق مع كبير مستشاري تيد، برونو جيوساني، لتوجيه قدرة برنامج تيد ونطاقه، وهو برنامج فعاليات إقليمية مصمم على نسق المنصة غير الربحية لتبادل الأفكار التي تغير العالم.
وانضمت إلى المتحدثين اللاجئين مجموعة متنوعة من الخبراء تضم ناشطين وعارضي أزياء وممثلين وأخصائيين نفسيين واقتصاديين وقد تناولت محاضراتهم طرقاً مبتكرة لمعالجة قضية اللاجئين.
وتطرق العديدون منهم إلى أعمالهم في مخيم كالوبيي الرائد والمتكامل المجاور لكاكوما والواقع في مقاطعة توركانا أيضاً، والذي يعيش فيه اللاجئون والمجتمعات المستضيفة جنباً إلى جنب.
وقال جوزفات نانوك، حاكم مقاطعة توركانا، في مناقشة على المسرح مع فليمنغ، وهي رئيسة إدارة الاتصال في المفوضية: "نريد إيجاد حلول لا تدعم اللاجئين فحسب، بل أيضاً المجتمعات المستضيفة".
ومن أهم ما شملته هذه الفعالية أيضاً، عرضان قدمهما كل من سفيرة المفوضية للنوايا الحسنة المعينة حديثاً، الشاعرة إيمي محمود، وفنان الهيب هوب الكيني، أوكتوبيزو.
وقالت ديانا أرميني، وهي المديرة العالمية لمؤسسة "إيتش أند إم"، أحد رعاة فعالية تيد في مخيم كاكوما: "إنه لأمر مدهش أن نرى كيف تجاوز المتحدثون اللاجئون كل هذه العوائق دون استسلام. إنه تذكير بأننا جميعاً متشابهون أكثر مما نعتقد".
ستكون جميع المحاضرات متاحة على يوتيوب في الأسابيع المقبلة ويمكن مشاهدة الفعالية كاملةً الآن على صفحة فيسبوك الخاصة بالمفوضية.