المفوض السامي غراندي يدعو لتوفير المزيد من الدعم لجهود تركيا في استضافة اللاجئين
خلال اجتماع مع الرئيس التركى، رحب غراندي بالدور الذى تلعبه البلاد كأكبر مستضيف للاجئين فى العالم.
أشاد المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي يوم الخميس بسخاء تركيا لاستضافتها أكثر من 3.5 مليون لاجئ جراء الحرب في سوريا، داعياً لتوفير المزيد من الدعم للبلد الذي يستضيف أكبر عدد من اللاجئين في العالم.
وفي لقاء مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في العاصمة أنقرة، أعرب غراندي عن امتنانه لحسن استضافة تركيا للاجئين السوريين وسياسة الإدماج التي تتبعها من خلال توفير فرص الحصول على التعليم والرعاية الصحية والتوظيف.
وقال المفوض السامي: "وفرت تركيا وشعبها الملاذ الآمن واللجوء لملايين السوريين الفارين من الحرب والدمار في بلادهم". وأضاف: "بصفتها مستضيفة لأعداد من اللاجئين تفوق العديد من الاقتصادات الكبرى في العالم مجتمعة، فإن على المجتمع الدولي القيام بدوره لدعم السخاء المستمر الذي تبديه تركيا".
وبالإضافة إلى أكثر من 3.5 مليون لاجئ جراء الصراع المستمر منذ سبع سنوات في سوريا، تستضيف تركيا أيضاً مئات الآلاف من الذين فروا من الصراع وعدم الاستقرار فى دول مثل العراق وأفغانستان والصومال.
ويشكل الأطفال والنساء حوالي 70% من اللاجئين في تركيا ويعيش أكثر من 90% من اللاجئين في البلاد خارج المخيمات أي في المناطق الحضرية والريفية إلى جانب مضيفيهم الأتراك.
وخلال زيارته، سلط المفوض السامي الضوء على بعض الخطوات التي اتخذتها الحكومة لتشمل اللاجئين السوريين في الخدمات. فقد تم منح السوريين الحق في العمل في عام 2016، وفي حين أن حاجز اللغة يشكل تحدياً للكثيرين في العثور على عمل، فقد نظمت السلطات الدورات اللغوية والتدريب المهني.
ومع وجود ما يقرب من مليون سوري في سن الدراسة يعيشون في البلاد، فقد تضاعفت مستويات الالتحاق في العام الدراسي 2017-2018 إلى 60%، معظمها في المدارس الحكومية، وذلك بعد حملة لتشجيعهم على العودة إلى المدرسة. وتهدف الحكومة إلى تحقيق نسبة 100 % من الملتحقين بدعم من المجتمع الدولي.
وخلال المناقشات التي أجريت مع كبار المسؤولين الأتراك، بمن فيهم وزراء الخارجية والداخلية والسياسات الأسرية والاجتماعية، بشأن إيجاد حلول للاجئين، بالإضافة إلى الخطوات المتخذة فيما يتعلق بالإدماج الاجتماعي، شدد الجانبان على أهمية توافر خيارات إعادة التوطين والمسارات القانونية والعودة الطوعية متى سمحت الظروف بذلك.
ووصف غراندي الإطار القانوني التركي الخاص بالإدماج تجاه اللاجئين بأنه مثال إيجابي يساعد على صياغة المفوضية للميثاق العالمي الشامل بشأن اللاجئين، والمقرر تقديمه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في وقت لاحق من هذا العام.
وأعرب عن استيائه من تراجع أعداد اللاجئين الذين أعيد توطينهم في بلدان ثالثة، ودعا الحكومات إلى تقاسم المسؤولية مع تركيا وغيرها من البلدان المضيفة لأعداد كبيرة من اللاجئين من خلال تقديم المزيد من الفرص.
وأثنى المفوض السامي على تركيا لدورها كجهة إنسانية عالمية فاعلة، ولا سيما لدعمها للاجئين الروهينغا في بنغلاديش.
وقبل يوم واحد، التقى غراندي مع بعض اللاجئين السوريين البالغ عددهم 540,000 شخص والذين يعيشون حالياً في اسطنبول وهي أكبر مدينة في تركيا. وبالإضافة إلى رواد الأعمال من الشباب والطلاب الذين يدرسون في الجامعات التركية، تحدث المفوض السامي مع أعضاء من مجموعة لدعم النساء السوريات حيث أخبروه عن آمالهن وتحدياتهن.