إقبال أوروبي شديد على مهرجان المأكولات الخاص باللاجئين
في عامه الثاني، انتشر المهرجان في عدد أكبر من المدن الأوروبية، حيث قُدمت أكثر من 10,000 وجبة في 13 مدينة في ستة بلدان خلال 15 يوماً.
الطهاة اللاجئون ونظراؤهم الإيطاليون في مطبخ مطعم "إيتالي" في روما خلال مهرجان المأكولات لعام 2017.
© UNHCR/Alessandro Penso
مع قائمة من الأطباق الإفريقية الغنية بالنكهات، قدّم مهرجان المأكولات المعروف بـRefugee Food Festival لعام 2017 طلبات الطعام الأخيرة في فلورنسا يوم الجمعة الماضي، بعد أن رحب بآلاف الرواد في 84 مطعماً في 13 مدينة أوروبية على مدى 15 يوماً.
فتحت المطاعم في اليونان وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا وبلجيكا وهولندا مطابخها لـ80 طاهياً لاجئاً من 25 جنسية مختلفة، مما سمح لهم بعرض مهاراتهم ومشاركة ثقافتهم في فن الطهي.
ارتدى الطاهي السوري محمد الخالدي رداءه الأبيض لإطلاق المهرجان هذا العام يوم 15 يونيو في مطعم "لو سوبتسرا" الذي يملكه الطاهي الفرنسي الحائز على عدد من الجوائز، هوبير فرجينيون، في عاصمة الماكولات الفرنسية، ليون.
وتم تقديم الأطباق الأخيرة في 30 يونيو في مطعم "إيثنوس" في الحي الفلورنسي في بورغو سان لورينزو، حيث تولى الطاهي الإثيوبي أوناتو تاغي والطاهي ماركو ستابيل، صاحب نجمة ميشلن، شؤون المطبخ.
في المجموع، تمتع أكثر من 10,000 شخص من رواد المطاعم بأطباق من بلدان مثل سوريا وأفغانستان والعراق والصومال والكاميرون، سواءً في المطاعم أو المطاعم الصغيرة أو حتى في منازلهم.
وقد بدأت هذه المبادرة الفرنسية المنشأ في العام الماضي كشراكة بين المنظمة غير الحكومية "فود سويت فود" والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بدعم من الشركاء والمواطنين والسلطات المحلية والمطاعم والشركات الخاصة.
"كان الأهم بالنسبة لي رؤية الابتسامات على وجوه الطهاة وهم يجيبون على أسئلة الزبائن"
بعد نجاح فعاليات العام الماضي في باريس وستراسبورغ، تم توسيع نطاق المهرجان في عامه الثاني ليشمل مدناً أوروبية أُخرى، كما بدأت المحادثات بشأن المقترحات لإقامة مهرجانات المأكولات في العام المقبل في مدن في الولايات المتحدة الأميركية وكندا والبرازيل وأستراليا.
وقال لويس مارتن، المؤسس المشارك لمنظمة "فود سويت فود" مع مارين ماندريلا، بأن المهرجان لهذا العام قد يكون انتهى، لكنّ المشروع ما زال في مراحله الأولى. وأضاف: "هناك الكثير مما يجب القيام به، بدءاً بمتابعة الإندماج المهني للطهاة".
وفي ما يلي بعض أبرز النقاط من مهرجان المأكولات لعام 2017:
في أثينا، حُجزت خمسة مطاعم مشاركة بالكامل قبل أيام، من قبل ما يقدر تقريباً بـ1500 زبون. بعد ليلتين كاملتين، قرر صاحب أحد المطاعم، "فاسينيلاس"، تمديد الحدث لليلة ثالثة للسماح لمزيد من الرواد بالاستمتاع بالقائمة المكونة من خمسة أطباق والتي أعدها حسن حسن من الصومال.
وقال المالك ثناسيس فاسينيلاس: "يتمتع اللاجئون بالمهارات والمواهب، ومن الضروري أن تقدم لهم الفرص المناسبة لتحقيق إمكاناتهم".
وقال فيليب لوكلير، ممثل المفوضية في اليونان: "كان المهرجان فرصة حقيقية للاجئين، وكذلك لأصحاب المطاعم والطهاة الذين استضافوهم في أثينا."
في مدريد، حُجزت المطاعم التسعة المشاركة في المهرجان بالكامل طوال الأسبوع.
وقال بانافشيه فرهانغ، صاحب أحد المطاعم المُشاركة، "بانيبانو": "لقد وجدت هذه المبادرة مذهلة. وأعتقد أن إسبانيا تحتاج إلى هذا النوع من الفعاليات لدعم اللاجئين".
وقالت ناتاليا دياز، المشاركة في تنظيم القسم من المهرجان في مدريد: "كان الأهم بالنسبة لي رؤية الابتسامات على وجوه الطهاة اللاجئين وهم يجيبون على أسئلة زبائن المطعم الذين كانوا مهتمين حقاً بطعامهم وأسلوب طبخهم".
في أمستردام، كانت أبرز محطة للمهرجان في مطعم "دو بالي" الذي هو أيضاً دار سينما. محمد الحاج قاسم، المهندس المعماري الذي علمته والدته فن الطهي، قدم الأطباق السورية، وقد قال: "لست طاهياً متمرساً، لكنني أعشق فن الطبخ. علمتني والدتي كل شيء".
وقال مساعد رئيس الطهاة في "دو بالي"، لويس دوارتي بورخيس: "من دواعي سرورنا أن يكون محمد بيننا. يشاركنا العمل في المطبخ، يعد أطباقه الخاصة، وأنا متأكد أن الجميع سيحبونها".
في بروكسل، أذهل السوري الياس إدلبي بيطار الماهر في خلط الكوكتيلات وغيرها من المشروبات الضيوف بالكوكتيلات التي استخدم فيها التوابل السورية في مطعم "شي ريشار". وفي مطعم هنري الأنيق والعصري، استمتع الضيوف، بمن فيهم مسؤولون من المفوضية الأوروبية، بالمأكولات العراقية التي أعدها الطاهي اللاجئ عامر محسن.
"لا أحد منا يقرر مكان ولادته، لذلك من الجوهري أن نتذكر قيم الترحيب والاندماج"
في باريس، وفي الحدث الختامي للجزء الفرنسي من المهرجان في "سوق ستالينغراد الكبير"، على قناة سان مارتن، قدمت سوزانا كيلاني، وهي لاجئة من سوريا، نكهة شرق أوسطية للآيس-كريم الشهير الذي يصنّعه بيار جيرونيمي من خلال إضافة الفستق والبقلاوة.
وفي بوردو، اختتم المهرجان بنزهة ضخمة بمناسبة عيد الفطر، الاحتفال الذي يقام في نهاية شهر رمضان المبارك، حيث تم تقديم الفلافل من سوريا والحلويات من المغرب العربي والكعك من أفغانستان والكيك الفرنسي بالشوكولاتة.
في ليل، تمكن الزبائن من تذوق أطباق من سورينام في مطعم "لي سيرك". وقد حُجزت كامل الأمكنة في المطعم مسبقاً قبل أيام.
في مرسيليا، قدم الطاهي خانجي تاراخيل الأطباق الأفغانية التقليدية المؤلفة من الأرز والدجاج والباذنجان والجزر والزبيب المشوي والكمون واللبن في "لي غراند تابل دو لا فريش". تم حجز المطعم بالكامل في حدود الساعة الواحدة ظهراً في اليوم الأول، وتمكن الذين خاب أملهم بحجز الأماكن من العودة في اليوم التالي لتذوق المزيد من الأطباق الأفغانية المميزة.
في إيطاليا، أعد الطهاة اللاجئون الطعام وشاركوا في فعاليات فنون الطهي طوال ثلاثة أيام، بما في ذلك عروض الطهي في محلات "إيتالي" الراقية في روما وميلانو وباري.
في ميلانو، استكشفت الطاهية صاحبة نجمة ميشلن، فيفيانا فاريزي، مع طاه إثيوبي المطبخ الإثيوبي.
وقال أوسكار فالنتيني، مؤسس سلسلة إيتالي: "لا أحد منا يقرر مكان ولادته، لذلك من الجوهري أن نتذكر قيم الترحيب والإندماج التي تعد قيماً استراتيجية لبناء مستقبل مجتمعنا".