الأمين العام للأمم المتحدة يؤكد ضرورة تعزيز دور المجتمع الدولي في تحمل المسؤولية تجاه اللاجئين
"التعهدات الجريئة والملموسة ضرورية" لضمان دعمٍ متكافئ للاجئين – الأمين العام للأمم المتحدة يؤكد أمام المشاركين في المنتدى العالمي الأول للاجئين
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس خلال المنتدى العالمي للاجئين مع ثلاثة ممثلين عن اللاجئين وهم: هينا شيخاني، وتريسور نزينغو مبواني، ودييغو نارفايز.
© UNHCR/Steve Forrest
أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بأنه على المجتمع الدولي لعب دور أكبر لتشارك المسؤولية تجاه ملايين اللاجئين حول العالم، من خلال تقديم تعهدات جريئة وملموسة، وجاء ذلك اليوم أثناء انعقاد المحفل الدولي الهادف لتغيير المقاربة لحالات اللجوء في زمن سجلنا خلاله مستوىً غير مسبوق من النزوح القسري.
وقد قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أثناء الجلسة الافتتاحية للمنتدى العالمي الأول للاجئين: "الامتنان ليس كافياً في زمن الاضطرابات.. على المجتمع الدولي لعب دورٍ أكبر بكثير لتشارك المسؤولية".
وأضاف: "الآن، أكثر من أي وقت مضى، نحن بحاجة للتعاون الدولي والاستجابة الواقعية الفعالة. نحن بحاجة لتحسين الاستجابة لمن يضطرون للفرار، والارتقاء بالمساعدة التي نقدمها للمجتمعات والدول التي تستضيفهم".
ينعقد المنتدى في جنيف في وقت يوجد فيه 70.8 مليون شخص نازح قسراً حول العالم، بما في ذلك 25.9 مليون لاجئ. ويشارك في المنتدى نحو 3,000 شخص، ومن بينهم لاجئون ورؤساء دول وحكومات وقادة في الأمم المتحدة ومؤسسات دولية ومنظمات تنموية وقادة أعمال وممثلون عن مؤسسات المجتمع المدني، وغيرهم.
"الآن، أكثر من أي وقت مضى، نحن بحاجة للتعاون الدولي والاستجابة الواقعية الفعالة"
وتستضيف المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين هذا المنتدى بشراكة مع سويسرا، وتنسيق كل من كوستاريكا وإثيوبيا وألمانيا وباكستان وتركيا، وهي من البلدان التي تستضيف الأعداد الأكبر من اللاجئين عالمياً.
ويكمن الهدف من المنتدى – على مدى أيامه الثلاثة – في الخروج بطرق جديدة والتزامات طويلة الأجل من مجموعة واسعة من الجهات الفاعلة من أجل مساعدة اللاجئين والمجتمعات التي يعيشون فيها.
وأضاف غوتيريس، وهو كان قد تولى منصب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بين عامي 2005 و2015: "أرجو منكم أن تكون تعهداتكم شجاعة وملموسة، فهذا أوان الطموح والابتعاد عن النموذج الذي ترك حياة اللاجئين معلقة لعقودٍ من الزمن".
كما حث وزير الخارجية السويسري إيغناسيو كاسيس – الذي افتتح المنتدى نيابة عن الحكومة السويسرية التي تشارك في تنظيم المنتدى – المشاركين على الاستفادة من الانسجام القائم بين الميثاق العالمي للاجئين وأهداف التنمية المستدامة والإصلاحات في الأمم المتحدة.
وقال: "يعني ذلك أيضاً ضمان تحسين التنسيق بين مختلف الأطراف المعنية للخروج بحلول تدوم".
أما المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي فقد قال مخاطباً المنتدى كشريكٍ في تنظيمه بأن الفقر وانعدام المساواة وأزمة التغير المناخي، جميعها عوامل تسهم في تسريع وتيرة الصراعات والنزوح، في حين "تبدو قدرة على التعامل مع الأزمات طويلة الأمد أضعف أكثر من أي وقتٍ مضى".
وفي الوقت عينه، أشار غراندي إلى أن المقاربة المجتزأة وغير المتوازنة لأزمات اللاجئين تعني بأن الدول الغنية بالموارد تلقي بالمسؤولية على الدول النامية التي تعد "أقل قدرة على التأقلم".
وأضاف: "آن الأوان لنعيد صياغة استجابتنا. نحن بحاجة إلى رؤية شاملة لإلهام والوصول إلى الأشخاص والمؤسسات من مختلف شرائح المجتمع – تحالف يجمع الحكومات ومجتمعات العمل الإغاثي والأعمال مع مؤسسات التنمية والمجتمع المدني والجهات الروحية والأكاديمية والرياضية والفنية، واللاجئين أنفسهم".
"آن الأوان لنعيد صياغة استجابتنا. نحن بحاجة إلى رؤية شاملة"
وعقب غراندي بأن الميثاق العالمي للاجئين – الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة العام الماضي – يمهد الطريق أمام الجميع للاضطلاع بمسؤولياتهم ولعب دور فاعل – بما يتضمن كافة المستويات في القطاعات الحكومية والخاصة ووكالات التنمية والمؤسسات المالية والمجتمع المدني والجهات الروحية والأكاديمية والرياضية والفنية، واللاجئين أنفسهم".
وتابع حديثه قائلاً: "خلال اليومين القادمين، يمكننا ترقب مجموعة واسعة من التعهدات والمبادرات المبتكرة التي ستساعد في إحداث تحول في الاستجابة لأزمات اللجوء لتصبح جهداً دولياً موحداً بالفعل".
وبعد هذه الكلمات، خاطبت الدول المشاركة في التنظيم المنتدى.
قال الرئيس كارلوس ألفارادو كويسادا بأن كوستاريكا تضع حقوق الإنسان أولاً في مقاربتها للاجئين وطالبي اللجوء، رغم العبء الذي قد يضعه ذلك على الموارد المالية للحكومة. استقبلت الدولة كثر من 70,000 طالب لجوء من نيكاراغوا منذ العام الماضي إضافةً إلى آخرين كثر من المنطقة.
وقال: "نظام الصحة العامة لدينا يقدم الخدمات مجاناً للقاصرين والحوامل والأشخاص في حالات الطوارئ، والآن – بدعمٍ من المفوضية، سنضيف إلى ذلك توفير التأمين الصحي في مختلف أرجاء البلاد لطالبي اللجوء وعائلاتهم لمدة عامٍ كامل".
"نصلي لنجاح عملية السلام لكي يحصد شعب أفغانستان نتائجها".
تستضيف باكستان أكثر من 1.4 مليون لاجئ أفغاني ورئيس الوزراء الباكستاني عمران خان قال بأنه يأمل بحلول السلام في أفغانستان.
وقال: "نصلي لنجاح عملية السلام لكي يحصد شعب أفغانستان – الذي عانى على مدى 40 عاماً - نتائجها".
أما نائب رئيس وزراء إثيوبيا ديميكي ميكونين فقد أعلن عن إجراءات جديدة لدعم اللاجئين والمجتمعات المضيفة لهم في بلاده، بما في ذلك 90,000 فرصة اجتماعية-اقتصادية عبر سلاسل القيمة لقطاع الزراعة والمواشي، فضلاً عن توفير التدريب المعتمد عالي الجودة لأكثر من 20,000 لاجئ وفرد من المجتمع المضيف.
وقال نائب رئيس وزراء البلاد التي تستضيف أكثر من 700,000 لاجئ: "تلتزم حكومة إثيوبيا بتعميق السياسات الهادفة لإدماج اللاجئين".
وقال وزير الخارجية هايكو ماس بأن ألمانيا تعد الدولة الصناعية الوحيدة بين الدول العشر التي تستقبل أكبر عددٍ من اللاجئين، فضلاً عن كونها ثاني أكبر المانحين والدولة الخامسة من حيث عدد اللاجئين الذين تستضيفهم.
وأضاف بأن ألمانيا سوف تزيد عدد فرص إعادة التوطين العام القادم، علماً بأن تبرعاتها هذا العام للمفوضية قد تجاوزت ضعف ما كانت عليه، وبأنها سوف تحافظ على مستوى مشابه من الدعم في 2020 بعطاء أول بقيمة 124 مليون يورو.
وقال: "الرسالة التي ينبغي استقاؤها من هذا المنتدى هي رغبتنا برؤية مزيد من التضامن في مقاربتنا لقضية اللاجئين".
وبدوره، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى تعزيز الدعم لبلاده – التي تستضيف نحو 3.7 مليون لاجئ سوري - وغيرها من الدول المستضيفة للاجئين بأعدادٍ كبيرة.
"آمل وأصلي لكي يكون هذا المنتدى ركيزة لإيجاد حلٍ نهائي لأزمات اللاجئين".
وقال أردوغان: "في عالم اليوم، أقدارنا محددة ومشتركة. آمل وأصلي لكي يكون هذا المنتدى ركيزة لإيجاد حلٍ نهائي لأزمات اللاجئين من المنحى الإنساني".
وأضاف: "يجب أن يساعدنا المنتدى العالمي للاجئين في مد يد العون للضحايا حول العالم الذين ألهمهم وجودنا معاً هذا الصباح. علينا أن نمنحهم الأمل بالمستقبل".
وقد استفاد المفوض السامي غراندي من الفرصة للترحيب بمشاركة نحو 80 لاجئاً في أعمال المنتدى – مؤكداً على "دورهم الحيوي" في صياغة نتائج هذا المحفل الدولي.
بين هؤلاء اللاجئين، آية عبدالله، وهي لاجئة اضطرت للفرار من بيتها في بغداد في الـ14 من عمرها، لكنها اليوم طالبة جامعية في سويسرا.
قالة آية: "اللاجئون مسالمون بطبيعتهم. استثمروا فينا وسترون بأننا سنصبح أقوى معاً".
وتتضمن باقة التعهدات الشاملة المقدمة خلال المنتدى المساعدات المالية والتقنية والعينية، والتغييرات في السياسات والقوانين لتعزيز إدماج اللاجئين في المجتمع، فضلاً عن توفير فرص إعادة التوطين ودعم بلدان الأصل على بناء بيئة تتوفر فيها الحلول.
سوف تتمحور المباحثات والفعاليات الخاصة والحوارات رفيعة المستوى في جنيف على مدى ثلاثة أيامٍ حول ستة مواضيع أساسية: ترتيبات تقاسم الأعباء والمسؤولية، والتعليم، وفرص العمل وسبل العيش، والطاقة والبنية التحتية، والحلول، وقدرات الحماية.
سوف يتطرق المنتدى أيضاً إلى كيفية تحقيق التكامل بين الاستجابات الإنسانية والتنموية.