زانا مصطفى يستلم جائزة نانسن للاجئ لعام 2017
تم تسليم ميدالية نانسن لمصطفى خلال الحفل السنوي الذي تنظمه المفوضية سنوياً في جنيف.
المفوض السامي فيليبو غراندي يقدم جائزة نانسن للاجئ لعام 2017 إلى زانا مصطفى، وهو من المناصرين لحقوق الأطفال النازحين في الحصول على التعليم في شمال شرق نيجيريا.
في حفل أقيم في مقر الأمم المتحدة بجنيف، تسلم مساء يوم الإثنين زانا مصطفى من نيجيريا جائزة نانسن للاجئ لعام 2017، وذلك تقديراً للعمل الإنساني الجبار الذي قام به خدمةً للنازحين واللاجئين على حد سواء في نيجيريا.
وتمنح المفوضية هذه الجائزة سنوياً لشخص أو مجموعة أو منظمة إنسانية عرفاناً لهم لجهودهم وتفانيهم في خدمة قضايا اللجوء.
جهود مصطفى لم تتوقف عند العمل الإنساني بل تعدتها لمحاولاته إحلال السلام في شمال شرق نيجيريا، كما أظهر تفانياً منقطع النظير في خدمة الأطفال واليتامى من الذين تضرروا جرّاء النزاع القائم في منطقة بورنو، وذلك من خلال تأسيسه لمدرسة تضمن لهم حق الدراسة والتعليم مع تبرعه بأراض واسعة لصالح 800 عائلة نازحة وتشييده مضخة لمياه الري وتوفيره المأوى لهؤلاء النازحين.
وقد قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي في خطاب ألقاه خلال الحفل: "عند حدوث أزمات لجوء أو نزوح هناك أشخاص لا يستجيبون لتلك الأزمات بالكلمات، بل يستجيبون بالأفعال وزانا مصطفى هو واحد من هؤلاء الأشخاص." وأضاف: "إننا نقدر في هذه الليلة إنجازات زانا مصطفى، رجل الشجاعة والسلام. لقد تحلى بالشجاعة لبناء مدرسة ولتوفير التعليم للأطفال المتضررين من العنف. إنه الشخص المناسب للفوز بجائزة نانسن لهذا العام."
وفي كلمته، شكر زانا مصطفى جميع المعلمين والأرامل الذين عمل معهم وأشاد بطلاب مدارسه: "لم أكن لأحلم أن أرى هؤلاء الأطفال وهم يتقدمون في هذه الفترة المتخبطة في حياتهم"، وأضاف: "عندما أنظر إلى وجوه الأطفال أرى العزيمة والاستقرار. لسنا فى رحلة لنكون على نفس الطريق ولكننا فى رحلة لفهم خلافاتنا والتغلب على محنتنا. ويمكننا تحقيق ذلك بالتعليم. هناك الكثير من الأطفال في مناطق النزاع غير قادرين على الذهاب إلى المدرسة. لقد اوضحنا ما هو ممكن".
"هم يعتقدون أنّي أباً لهم، وأنا أحب أن أعتقد ذلك أيضاً"
بدأ زانا مصطفى عمله الإنساني مع 36 طفلة في سن الدراسة، حيث مَنحهن فرصة للتعليم في المدرسة التي شيّدها في عام 2007، وهُنّ الآن في طريقهن للالتحاق بمقاعد الدراسة في الجامعة. وقد مكّن مصطفى العائلات النازحة الـ 800 التي ساعدها من توفير احتياجاتها بنفسها دون الاعتماد على المساعدات الإنسانية، وهم الآن يعملون ويسوقون منتجاتهم في الأسواق المحلية.
"في هذا المكان، كل طفل مُهِّم بِغضّ النظر عن دينه أو عرقه أو ثقافته. هدفنا هنا هو إحداث تغيير إيجابي في حياة هؤلاء الأطفال"
يعتبر مصطفى من المدافعين عن حقوق الأطفال النازحين جرّاء أعمال العنف شمال شرق نيجيريا في الحصول على حق التعليم بالتساوي من دون تمييز على أي أساسٍ كان، حيث أسس مدرسة في عام 2007 في مايدوغوري، عاصمة ولاية بورنو والتي ظلت تزاول عملها حتى مع اشتداد أعمال العنف التي شهدتها المنطقة والتي راح ضحيتها ما يقارب العشرين ألف شخص وأدّت لنزوح الملايين.
تقدم هذه المدرسة فرصة التعليم المجاني للطلاب ووجبات مجانية كما تزودهم بالزي المدرسي بالإضافة إلى الرعاية الصحية. كما تستقبل المدرسة الأيتام الذين ينتمون لعائلات من كلا طرفي النزاع كخطوة يأمل مصطفى أن تُساعد على خلق روح التسامح بين الأطراف المتنازعة.
تضم جائزة ناسن للاجئ ميدالية تذكارية، وهي ميدالية نانسن، وجائزة مالية قدرها 100 ألف دولار أمريكي مهداة من طرف حكومتي النرويج وسويسرا لدعم مشروع لفائدة المُهّجرين قسراً بالتنسيق مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشوؤن اللاجئين. ويدعم برنامج جائزة نانسن للاجئ كل من حكومتي النرويج وسويسرا والمجلس النرويجي للاجئين ومؤسسة إيكيا.
وجاءت تسمية هذه الجائزة نسبةً إلى فريتيوف نانسن، رجل الدولة النرويجي والذي عُيّن كأول مفوض سام للاجئين في عصبة الأمم آنذاك. وقد حقق نانسن في إطار عمله كمفوض سام خطوات معتبرة في إيصال صوت المُهّجرين قسراً إلى المحافل الدولية، حيث تكللت مساعيه بالمصادقة في جنيف على ما عُرف في ذلك الوقت بجواز نانسن و الصليب الأحمر سنة 1922 و الذي تمكن بموجبه المُهّجرون قسراً من الحصول على وثائق إثبات الهوية. وعلى إثر ذلك، حصل نانسن على شهادة نوبل للسلام من نفس السنة.