المزيد من الشركات تلتزم بمساعدة اللاجئين على الازدهار من خلال الوظائف والتدريب والاستثمار
اعترافاً بمواهب اللاجئين ومساهماتهم، أعلنت أكثر من 20 شركة، بمن فيها مايكروسوفت و"إيتش أند إم" وهيلتون عن مبادرات لمواجهة أزمة النزوح.
نيويورك – أصبحت أزمة النزوح بالنسبة لأعداد متزايدة من الشركات والمستثمرين فرصةً اقتصادية وخيرية. وخلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أكدت أكثر من 20 شركة التزامات جديدة من أجل مساعدة اللاجئين من خلال إقامة شراكات مع المفوضية وغيرها من المنظمات الإنسانية.
وقالت نائبة المفوض السامي، كيلي ت. كليمنتس، مسلطةً الضوء على الدور المهم للقطاع الخاص في الاستجابة العالمية للاجئين: "هناك أعداد قياسية من الأشخاص المتنقلين اليوم، ولكن يمكننا النظر إلى ذلك كفرصة. لكن ذلك لا يمكن أن يكون فرصة إلا بمشاركة الجميع. لا يمكننا القيام بذلك بمفردنا".
من توظيف آلاف اللاجئين، وصولاً إلى استثمار ملايين الدولارات في التدريب على المهارات والتكنولوجيا والتجهيزات التعليمية، أعلنت هذا الأسبوع شركات كبرى مثل مايكروسوفت وإيكيا و"إيتش أند إم" وسوديكسو وهيلتون عن خطط ملموسة ومعايير لمساعدة آلاف اللاجئين وتحفيز آمالهم في تحقيق الازدهار.
وأعلنت شركة تكنولوجيا المعلومات العملاقة مايكروسوفت أنها سوف تستثمر بمبلغ مليوني دولار أميركي في شراكة مع المفوضية لتطوير نموذج جديد للتدريب على محو الأمية الرقمية وتطوير المهارات في هذا المجال على مدى ثلاثة أعوام. وستركز الشراكة على تعزيز فرص التدريب الموجهة نحو السوق في مخيم كاكوما للاجئين في كينيا، حيث تهدف إلى تمكين 25,000 شاب من اللاجئين والمجتمع المستضيف بحلول عام 2021.
"لا يمكن أن يكون ذلك فرصة إلا بمشاركة الجميع"
وقال براد سميث، رئيس شركة مايكروسوفت ومديرها القانوني في مؤتمر كونكورديا السنوي: "يجب أن يحظى جميع اللاجئين والمجتمعات التي تستضيفهم بفرصة الوصول إلى فرص التعليم الرقمي المعتمد، ذي الجودة والصلة، والتدريب الموجه نحو السوق".
ويُعتبر الرئيس التنفيذي لشركة "شوباني"، حمدي أولوكايا، مؤيداً متحمساً لقضية اللاجئين منذ فترة طويلة. لم يكن راضياً عن توفير فرص عمل فحسب، ويقول: "لا نريد فقط توظيف اللاجئين، نريد أن نفعل أكثر من ذلك".
وقد ألهمه التزامه بمساعدة اللاجئين بإنشاء شراكة "تنت" من أجل اللاجئين، وهي ائتلاف لحشد الدعم من أجل اللاجئين من أكثر من 100 شركة في أقل من ثلاثة أعوام.
وقال أولوكايا: "في عالم اليوم، يُعدُّ القطاع الخاص صانع التغيير الأكثر فعالية".
وفي فعالية نظمتها "تنت" والبنك الدولي، أعلنت 20 شركة أنها ستنفذ مبادرات لدعم اللاجئين والمجتمعات المستضيفة في الأردن وحول العالم، تشمل الوظائف والدورات التدريبية والاستثمارات وخطوط الأعمال الجديدة.
وأضاف أولوكايا: "ليس ذلك خياراً، بل مسؤولية. آمل أن يُلهم ذلك اليوم العديد من الشركات الأخرى للقيام بدورها والمساعدة في منح الملايين من الرجال والنساء والأطفال الذين فقدوا كل شيء المستقبل الذي يستحقونه".
"في عالم اليوم، يُعدُّ القطاع الخاص صانع التغيير الأكثر فعالية".
وقال الرئيس التنفيذي لمؤسسة إيكيا بير هيغنز في قمة كونكورديا العالمية: "إن اللاجئين هم أشخاص مثلي ومثلكم. يريدون هدفاً في الحياة. لديهم أهداف، ويتمتعون بمهارات وكل ما يريدونه هو الحصول على وظيفة".
وأوضح هيغنز كيف استثمرت مؤسسة إيكيا بمبلغ 100 مليون دولار أميركي في خطة للتنمية المستدامة متعددة الأعوام في إثيوبيا، تعود بالفائدة عل كل من اللاجئين ومستضيفيهم من خلال تعزيز البنية التحتية والخدمات في المنطقة. وأضاف قائلاً: "نريد إنشاء مجتمعات صلبة يمكنها العيش في وئام".
وردد الكثير من قادة الأعمال الآخرين دعوة هيغنز إلى وضع أهداف مستدامة وطويلة الأجل لقيام القطاع الخاص بدعم اللاجئين. وقال الرئيس التنفيذي لشركة "هيسشو سوشي": "اللاجئون هم أكثر العمال الجادين الذين قابلتهم في حياتي. إنهم مخلصون وأذكياء". وستساعد الشركة المتخصصة بصناعة السوشي 1,250 لاجئاً على أن يصبحوا مالكي امتيازات بحلول عام 2023 مع زيادة مواقعها في كل أنحاء الولايات المتحدة.
وتعهدت سوديكسو، وهي شركة دولية تقدم خدمات تحسين نوعية الحياة، بتوظيف 300 لاجئ في الولايات المتحدة وكندا والبرازيل والسويد بحلول عام 2020. وقال نائب رئيس سوديكسو المعني بالمسؤولية الاجتماعية للشركات، روهيني أناند: "إنه الأمر الذكي الذي ينبغي القيام به، وهو يصب في مصلحتنا التجارية".
وقال كفين وينزيل، وهو كبير مستشاري البرمجة في كونكورديا: "إن الحاجة إلى تعبئة القطاع الخاص دعماً لأزمة اللاجئين أمر بالغ الأهمية اليوم. للقطاع الخاص دور كبير يجب أن يلعبه، ليس فقط في ما يتعلق بالموارد المالية، ولكن أيضاً من حيث اقتراح نماذج تجارية طويلة الأجل تركز على إعادة إدماج اللاجئين في المجتمع بطريقة فعالة".
"اللاجئون هم أكثر العمال الجادين الذين قابلتهم في حياتي"
وقال رئيس البنك الدولي، جيم يونغ كيم، بأن تسهيل حركة رأس المال إلى البلدان التي تستضيف أكبر عدد من اللاجئين يعد أولوية بالنسبة للبنك الدولي، وأوضح قائلاً: "يقع على عاتق مجتمع المانحين مسؤولية وضع الحوافز بحيث تقوم المزيد من الشركات بذلك. لا يزال بإمكاننا إيجاد طرق لوضع الحوافز المناسبة".
وأشارت نائبة المفوض السامي كليمنتس إلى حقيقة أن اللاجئ يبقى في مخيم للاجئين طوال 25 عاماً كمعدل: "هذا هو السبب وراء كون القطاع الخاص شريك أساسي". لم يعد الوضع مؤقتاً، إنه استثمار طويل الأجل.
يضم ائتلاف المفوضية #مع_اللاجئين حالياً أكثر من 400 جامعة ومؤسسة ومنظمات دينية ومجموعة شبابية ووكالة تابعة للأمم المتحدة ومنظمة غير حكومية. تعرف عليها أكثر هنا.