المفوضية تواصل الاستجابة الإنسانية في العراق مع ارتفاع حالات النزوح من الموصل
تم افتتاح مخيم حسن شام بعد حدوث أكبر حالات للنزوح منذ بداية الهجوم على الموصل، مع فرار 8,000 رجل وامرأة وطفل من مناطق القتال.
حسن شام، العراق – افتتحت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين مخيماً جديداً في حسن شام في شمال العراق يوم الجمعة والذي سيستوعب أكبر عدد من الأشخاص النازحين من الموصل منذ بداية الهجوم لاستعادة السيطرة على ثاني أكبر مدينة عراقية في الشهر الماضي.
وافتتحت المفوضية المخيم بعد وصول حوالي 8,000 عراقي فروا من القتال خلال الـ24 ساعة الماضية.
وقد بدأت مجموعات ضخمة من السيارات والشاحنات والمركبات الزراعية التي تنقل الرجال والنساء والأطفال الفارين من مواقع القتال في الوصول خلال الليل وطوال اليوم.
وتم استقبال حوالي 5,000 شخص في مخيم الخازر الذي تديره الحكومة. وبدأت أولى العائلات في الوصول إلى مخيم حسن شام الذي بنته المفوضية مؤخراً عند الظهر، وسرعان ما وصل إليه حوالي 3,000 شخص.
"شهدت الـ24 ساعة الماضية أكبر حالات نزوح على الإطلاق منذ بداية الهجوم على الموصل".
في السابق، وصل عدد العراقيين النازحين منذ بدء الهجوم العسكري في 17 أكتوبر إلى 22,000، وارتفع المجموع إلى 30,000 مع وصول المزيد من الأشخاص مؤخراً. وقد قدرت الأمم المتحدة أن يكون أكثر من مليون شخص نزحوا مؤخراً من وطنهم.
وأتى معظم الواصلين الجدد من كوكجلي وضواحي أخرى شرق مدينة الموصل، التي شهدت اشتباكات عنيفة منذ ثلاثة أيام وهي الآن تحت سيطرة قوات الأمن العراقية.
تحدّث أول الواصلين إلى المخيم عن ارتياحهم عند الفرار من القتال ومن الحكم العسكري القاسي الذي سبقه على مدى أكثر من عامين.
وترك سلطان قاسم، وهو سمكري يبلغ من العمر 47 عاماً من كوكجلي، منزله منذ ثلاثة أيام وأمضى ليلتين في المخيم بالقرب من خطوط القتال قبل أن يتوجه إلى المخيم يوم الجمعة.
وأخبر موظف المفوضية قائلاً: "غادرنا منزلنا هرباً من قذائق الهاون التي تسقط في كل مكان من حولنا. وعندما غادرنا الموصل وأتينا إلى هنا، بدا الأمر كالانتقال من الظلمات إلى النور".
وأضاف: "على مدى العامين الماضيين لم نكن نملك حتى أساسيات الحياة، وعشنا في ظل القمع فقط. لم نملك المال ولا العمل وبعنا كل ما نملكه لنتمكن من تناول الطعام فقط. أما السبب الوحيد لعدم إصابتي بمكروه فيعود إلى أنني بقيت في المنزل طيلة الوقت".
وعند الوصول إلى المخيم، تم تسجيل العائلات في منطقة الاستقبال قبل أن يتم نقلها إلى المخيم حيث ستحصل على الوجبات الساخنة والبطانيات والفرش ومواد أساسية أخرى.
وأخيراً، سيتسع مخيم حسن شام لإيواء 1,800 عائلة، أو ما يعادل 11,000 شخص. ومع إقامة 450 خيمةً ونصب الفرق المزيد خلال اليوم، قال كبير المنسقين الميدانيين التابع للمفوضية، فريدريك كوسيغ، بأن جميع الواصلين الجدد سيحصلون على المأوى في اليوم نفسه عند وصولهم: "كجزء من خطة الطوارئ في الموصل وبالاتفاق مع السلطات، افتتحنا هذا المخيم الجديد للتعامل مع التدفقات الجديدة. وقد شهدت الـ24 ساعة الماضية أكبر نزوح حتى الآن منذ بدء الجهوم على الموصل ولدينا معلومات أن حالات التدفق هي كبيرة ومستمرة".
"عندما غادرنا الموصل وأتينا إلى هنا، بدا الأمر كالانتقال من الظلمات إلى النور".
ويعتبر مخيم حسن شام من بين 11 مخيماً أقامته المفوضية للاستجابة للنزوح المتوقع واسع النطاق من الموصل، والذي أوى عند انتهائه ما يصل إلى 120,000 شخص. وحالياً، هنالك خمسة مخيمات مستعدة لاستقبال النازحين من الموصل.
كما تمتلك المفوضية 27,000 خيمة في العراق يمكنها إيواء 162,000 شخص. وسيرتفع هذا العدد ليصل إلى 40,000 خيمة (240,000 شخص) في آخر نوفمبر و50,000 خيمة (300,000 شخص) في منتصف ديسمبر. وتخطط المفوضية أيضاً لتوفير 50,000 حزمة من لوازم المأوى في حالة الطوارئ التي ستوفر مآوي إضافية.
لا تزال استجابة المفوضية لحالة الطوارئ في الموصل ممولة بأقل من النصف مع تلقي 95 مليون دولار أميركي من أصل المجموع المطلوب وهو 196.2 مليون دولار أميركي. ومن هذا المبلغ، هنالك حاجة لـ60 مليون دولار أميركي بشكل خاص لتوفير المساعدة الملحة في فصل الشتاء للعائلات التي قد تنزح من الموصل في الأيام القادمة.