أول منافسة تطلقها المفوضية للشركات الناشئة للاجئين
كارمن، فتاة كولومبية لاجئة تلعب في ورشة والدتها
© UNHCR/Andrés Loor
كان التوتر مسيطراً. فعلى الرغم من أن عائلات عديدة كانت تعرف بعضها البعض، إلا أنه بالإمكان ملاحظة وجود توتر. للمرة الأولى، حصل هؤلاء اللاجئون على الفرصة للمشاركة في حدث يُمنح عادةً لرواد الأعمال المستقبليين أو خريجي إدارة الأعمال. كان اللاجئون متحمسين لطرح أحلامهم على كبار الخبراء وطلبوا من الخبراء التأكيد على قدراتهم.
في عام 2011، وصلت إلى إزميرالدا في الإكوادور التي كانت إحدى المناطق الأكثر حرماناً في أميركا اللاتينية. ومع وصول معدل جرائم القتل فيها إلى أكثر من 90 شخصاً لكل 100,000 مواطن، كانت إحدى أكثر المناطق خطورةً أيضاً. كما كانت موطناً جديداً لآلاف اللاجئين الفارين من العنف في الساحل الكولومبي المطل على المحيط الهادئ.
لم يقدم الاقتصاد في المنطقة إلا فرصاً قليلة جداً للاجئين وكانت قدرة المفوضية على توفير الدعم محدودة. ومع عدم توفر المال الكافي للميزانية، قررنا التركيز على تطوير حاضنة أعمال تستهدف اللاجئين. كان هناك حاضنة أعمال تديرها الجامعة المحلية (الجامعة البابوية الكاثوليكية في الإكوادور، إزميرالدا) ولكنها كانت تستهدف رجال الأعمال المتعلمين في المنطقة وليس الأشخاص من الفئات الأشد ضعفاً. وكنا نؤمن بفرصة التعاون من أجل تلبية حاجة محددة. ومع الجامعة، طورنا منهجية تركز على فرص الأعمال في أسواق تحتاج إلى الخدمات. أثبتت المبادرة من كافة الجوانب بأنها ناجحة ولكنها مكلفة. ومع ذلك، كانت محفزاً لأمر أكبر.
بقي إدراج عدد أكبر من اللاجئين في حاضنة الأعمال تحدياً كبيراً. وكنا بحاجة أيضاً إلى المزيد من الموارد لإجراء مبادرات مشابهة في مناطق أخرى. في هذا السياق، بدأت بحثاً لتعزيز القدرة والدعم حتى يتمكن رواد الأعمال اللاجئون من بناء أفكارهم واكتشاف حلول جديدة مع دعم أقل من المفوضية.
في العام الماضي، تم اختياري كزميل في الابتكار في المفوضية. وخلال الزمالة الممتدة لعام، حصل الزملاء في الابتكار على الدعم لتحديد التحديات التي تواجهها عملياتهم وتطبيق طرق التصميم المركزة على المستخدم ووضع النماذج لمعالجة هذا التحدي. وإلى جانب الأدوات التي تعلمناها، حصلنا أيضاً على دعم كبير أتاح لنا إمكانية تجربة أمور جديدة ومعالجة المشاكل في طرق عديدة. كانت فكرتي تكييف مفهوم منافسة نهاية الأسبوع للشركات الناشئة (المعروفة في سيليكون فالي) مع احتياجات اللاجئين. ومن خلال إنشاء ورشة عمل مكثفة ومهمة، كنا نأمل بتحديد رواد الأعمال اللاجئين المحتملين الذين يمكنهم تطبيق حلولهم في المستقبل.
في ديسمبر الماضي، قمنا مع زملاء من المكتب الميداني في غواياكيل ومعهد التقنيات المتعددة ومركز رواد الأعمال بإعداد منافسة نهاية الأسبوع للشركات الناشئة للاجئين. تمكنّا من تدريب 49 لاجئاً من رواد الأعمال المستقبليين (30 لاجئة و19 لاجئاً). وفي الوقت الحالي، يعمل 9 لاجئين كبائعين في الشوارع أو كبائعين غير رسميين، و8 يعملون في المنازل و6 يعملون كحرفيين و4 يعدون أو يبيعون الطعام وثمانية عاطلون عن العمل. وجميع النساء اللواتي شاركن كان لديهن فكرة عن إنشاء مشروع تجاري عائلي. ومن بين هذه المجموعة من رائدات الأعمال، سيركز 50% على قطاع الأغذية و26% على مجال التجميل أو الخدمات ذات الصلة.
أجرت المفوضية تقييمات للسوق وعرفنا وجهات النظر المحلية في هذه المجالات الموضوعية وكنا مستعدين لتقديم التوصيات المناسبة. بالإضافة إلى التدريب، قدمنا أدوات للتأكيد على أفكارهم بناءً على احتياجات السوق، واستناداً إلى هذه النتائج سيتمكن رواد الأعمال من تقديم الخدمات المطلوبة. أتاحت منهجية منافسة نهاية الأسبوع للشركات الناشئة للمشاركين بالتحقق من نظرياتهم (أفكارهم التجارية) في ما يتعلق باحتياجات زبائنهم أو طلب المنتجات أو الخدمات التي يجب تقديمها وطلبات السوق الشاملة. هناك أدوات أساسية لأي رائد أعمال مستقبلي ستزيد من إمكانية نجاحه. كانت النتائج الأولية إيجابية جداً وسوف نعد كتيبات تتيح للزملاء محاكاة التجربة في مكاتب أخرى للمفوضية حول العالم. وسنشرف أيضاً على الناتج الاقتصادي للمبادرة لضمان قياس فعالية التدريب ومبادرة الابتكار.
ومع الخبراء من مركز رواد الأعمال ومعهد التقنيات المتعددة اخترنا أفضل شركة ناشئة، وكانت تملكها لاجئة من كولومبيا قدمت وصفة مبتكرة لصنع بيتزا من الموز واستخدام صلصة خاصة ابتكرتها والدتها. تم اختيارها لعملها المبتكر وتفانيها وتصميمها على النجاح.
غالباً ما يخسر اللاجئون كل شيء خلال محنتهم من أجل إيجاد الأمان ولكن عدداً كبيراً منهم أيضاً ينجحون في بلد اللجوء. تتوفر الرغبة والموهبة لدى الكثير من اللاجئين ويتعين علينا توفير الأدوات لمساعدتهم على بناء وتعزيز مشاريعهم التجارية لكي يتمكنوا من الاندماج والاعتماد على الذات. ويتعين على المفوضية أن تهدف إلى مساعدة اللاجئين في مساعدة أنفسهم حتى يعتمدوا على أنفسهم في بلدانهم الجديدة. وينطبق ذلك على موظفي المفوضية، حيث يتمتع الكثير من الزملاء بالرغبة والموهبة للابتكار مع ومن أجل اللاجئين ولكننا كمنظمة لا نغتنم الفرص لدعمهم. بدعم بسيط، يمكننا أن نجد حلولاً مبتكرة لبعض المشاكل الأكثر إلحاحاً في العالم وضمان أن يقود اللاجئون العملية.