المفوض السامي: الميثاق العالمي للاجئين فرصة لرسم مسار جديد
في افتتاح اجتماع رئيسي في جنيف، قال فيليبو غراندي بأن مهمة المفوضية أصبحت الآن طارئة أكثر من أي وقت مضى.
جنيف- أعلن المفوض السامي اليوم أنه وبعد عام على تعهد العالم بالعمل معاً من أجل تحسين استجابته لأوضاع اللاجئين، تفاقمت مأساة النزوح القسري. وأشار فيليبو غراندي في افتتاح اجتماع رئيسي في جنيف حول الميثاق العالمي بشأن اللاجئين بأن الناس حول العالم لا يزالون يضطرون للفرار من منازلهم نتيجة الفشل الجماعي للمجتمع الدولي في تفادي النزاعات وحلها.
وقال المفوض السامي: "إن مهمتنا أكثر إلحاحاً الآن من أي وقت مضى... حالة النزوح من ميانمار إلى بنغلاديش هي الأبرز ولكن مدنيين أبرياء لا يزالون يفرون لإنقاذ حياتهم في جمهورية إفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديمقراطية وسوريا وأماكن أخرى."
وقد ألقى غراندي الكلمة الافتتاحية لحوار المفوض السامي العاشر بشأن تحديات الحماية الذي يقام في 12 و13 ديسمبر.
وسيقيّم الاجتماع بشكل أساسي نتائج المشاورات التي جرت منذ أن اعتمدت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والبالغ عددها 193 دولة، عام 2016، إعلان نيويورك الذي يلزم الأعضاء بتقاسم المسؤولية بشكل أفضل عن اللاجئين في العالم وبدعم المجتمعات التي تستضيفهم من خلال ميثاق عالمي. وقد شمل ذلك وضع إطار شامل للاستجابة للاجئين.
وقال غراندي للمندوبين الحاضرين في الاجتماع المنعقد في قصر الأمم في جنيف: "قد يمر الاهتمام العالمي باللاجئين بمراحل ازدياد أو تراجع وسط تقلبات السياسة الدولية، ولكن إعلان نيويورك يبقى التزاماً سياسياً رفيع المستوى لتغيير الطريقة التي نستجيب من خلالها لأزمات اللاجئين."
"إن الميثاق العالمي بشأن اللاجئين هو فرصتنا لرسم مسار جديد."
وأضاف: "يجب أن يشكل الميثاق العالمي الأداة لتحويل هذا الالتزام إلى عمل حتى يكون للاجئين فرصة في بناء حياة منتجة وهادفة ويساهموا في المجتمعات التي تستضيفهم وفي مستقبلهم."
واعتبر غراندي الذي دعا إلى أن يكون الميثاق أداة لتغيير الطريقة التي يلتزم بها المجتمع الدولي بقضايا اللاجئين، أن عدم التعاون الدولي قوّض أيضاً الحماية للفارين من الصراع والاضطهاد، فأُغلقت الحدود وقُيدت إمكانية الدخول وتم تسييس تحركات اللاجئين.
وقال: "يدفع اللاجئون ثمن ذلك إلى جانب الدول القليلة التي تتحمل عبء استضافة اللاجئين من دون الحصول على دعم يمكن الاعتماد عليه من الآخرين الذين يتمتعون بإمكانيات أكبر. وبينما يثبت تعدد الأطراف تعثره في مجالات أخرى، يُعتبر الميثاق العالمي بشأن اللاجئين فرصتنا لرسم مسار جديد من خلال الالتزام الفعلي والتعاون بناءً على القيم الإنسانية."
ووصف غراندي إعلان نيويورك بأنه إنجاز يساهم في توفير غطاء والتزام سياسي بأوضاع اللاجئين وبأنه إعادة تأكيد مهمة على القيم الإنسانية الأساسية.
"يدفع اللاجئون ثمن ذلك إلى جانب الدول القليلة التي تتحمل العبء"
وأشاد غراندي بالدول الـ 13 التي بدأت بإطلاق الإطار الشامل للاستجابة للاجئين وتلك التي شاركت في مراجعة الدروس الأساسية المستفادة حتى الآن والتجارب من حالات لجوء أخرى واسعة النطاق.
وقد وصف المناقشات الموضوعية المنعقدة بين يوليو ونوفمبر 2017 بـ "الإيجابية والتطلعية والمليئة بالأفكار."
من المتوقع أن يحضر المناقشات حوالي 500 ممثل عن الحكومات والسلطات المحلية والمجتمع المدني والقطاع الخاص والمؤسسات الأكاديمية والمنظمات الدولية والمؤسسات المالية والمندوبين من الشباب اللاجئين حول العالم.
وسوف يعتمد الميثاق العالمي بشأن اللاجئين على الإطار الدولي القائم بشأن حماية اللاجئين، بما في ذلك اتفاقية عام 1951 الخاصة بوضع اللاجئ وهو يهدف إلى تقاسم المسؤولية بإنصاف أكبر في ما يتعلق باستضافة اللاجئين في العالم ومساعدتهم في بناء حياتهم.
كما سيحدد الحوار خطوات ملموسة لاتخاذها من قبل الحكومات والجهات الأخرى من أجل ضمان حصول المجتمعات المضيفة للاجئين على الدعم المناسب الذي تحتاج إليه وإدماج اللاجئين بشكل أفضل في المجتمعات المضيفة (مع الحصول على الخدمات الصحية والتعليم وسبل كسب العيش)، وإيجاد حلول لمحنة اللاجئين منذ بدء أزمة اللاجئين.
ستبدأ المفوضية مشاورات رسمية بشأن الميثاق مع الحكومات وأصحاب المصلحة الآخرين في فبراير 2018 وسيقترح المفوض السامي ميثاقاً على الجمعية العامة للأمم المتحدة في نهاية عام 2018.