المفوضية توزع مساعدات نقدية منقذة للحياة على النازحين اليمنيين
يساعد توزيع 33 مليون دولار أميركي حتى الآن في هذا العام 150,000 شخص على دفع ثمن الطعام والحصول على المأوى والأدوية.
أطفال نازحون يمنيون في مخيم ضروان خارج العاصمة صنعاء، مايو 2017.
© UNHCR/Mohammed Hamoud
صنعاء، اليمن- تسببت الحرب بنزوح حسن ناصر من دياره في عدن منذ ثلاثة أعوام وهو يعيش الآن مع أقاربه في صنعاء برفقة زوجته وأطفاله الأربعة.
وقد توجه متكئاً على عصاه إلى مصرف في العاصمة اليمنية لتسلم منحة نقدية، وهي مساعدة أساسية له ولعائلته.
ويشرح حسن قائلاً: "أعاني من فشل كلوي ولا أستطيع المشي بسرعة لأنني أعاني أيضاً من انزلاق غضروفي. سأستخدم معظم المبلغ لدفع ثمن الأدوية وأستخدم بعضه لتسديد إيجار منزلي".
وقالت المفوضية يوم الجمعة بأنها كثفت جهودها لضمان حصول النازحين في اليمن، كناصر البالغ من العمر 61 عاماً، على الدعم النقدي لتلبية احتياجاتهم الأكثر إلحاحاً على صعيد المأوى والحماية.
وقال المتحدث باسم المفوضية أندريه ماهيسيتش بأن هذه المساعدة تُعتبر شريان حياة للعائلات من الفئات الأشد ضعفاً لأنها تدعمها في تلبية احتياجاتها الملحة.
وقال في مؤتمر صحفي عقد في جنيف: "تُضاف الظروف الحالية لما قبل المجاعة وانتشار الكوليرا في اليمن إلى التأثير الكارثي الذي خلّفه الصراع حتى الآن والمتمثل في النزوح الهائل والخسائر المدنية المتزايدة".
"يبقى من الضروري تنفيذ الأنشطة المنقذة للحياة"
وأضاف: "لذلك، يبقى من الضروري تنفيذ الأنشطة المنقذة للحياة بما في ذلك في مجالَي الحماية والمأوى الطارئ ودعمها بالتوازي مع برامج الغذاء والصحة والتعليم".
وقد فرت العائلات، البالغ عددها حوالي 20,000 والمستفيدة من هذه المساعدة، من الصراع إلى مناطق آمنة أو عادت إلى منازلها بعد النزوح. وتجد عائلات كثيرة منازلها مهدمة وتواجه صعوبة في البقاء.
ومن بين المستفيدين، سهام عبد الله، البالغة من العمر 27 عاماً، والتي فرت من ميناء الحديدة الغربي منذ أربعة أشهر مع ابنيها وشقيقها التوأم بسام، والذي لديه طفل، ويعيشون جميعهم الآن في مسكن مؤقت في صنعاء.
تقول سهام: "جميع المتاجر مغلقة وكان ابني يبكي لساعات بسبب الجوع. اضطررنا للمغادرة. تعرض حيّنا لقصف جوي حتى إن منزلنا تضرر جراء الشظايا".
وقال عبد الله بأنه سيستخدم المبلغ النقدي لشراء الطعام ودفع إيجار المسكن المؤقت الذي تقيم فيه العائلة.
"لدي طفل من ذوي الإعاقة وهو يحتاج للعلاج. الطقس بارد في صنعاء وهو يشعر بالمرض"
وأضافت سهام: "ينفد لدينا الطعام... يعطينا الجيران أحياناً قطعة من الخبز لأننا لا نملك الطعام في منزلنا. لدي طفل من ذوي الإعاقة وهو يحتاج للعلاج. الطقس بارد في صنعاء وهو يشعر بالمرض".
يحتاج أكثر من 22 مليون شخص إلى المساعدة في اليمن التي اندلعت فيها الحرب الأهلية في عام 2015 وتسببت بحالة من النزوح الداخلي لـ 2.7 مليون شخص.
وتعمل المفوضية مع بنك الأمل لتوزيع النقد مباشرةً من خلال ما يُعرف بنظام “الحوالة” الذي لا يزال فاعلاً على الرغم من الصراع في اليمن. وتصل رسالة نصية قصيرة للعائلات بمستحقاتها التي يمكنها استلامها من أي فرع للمصرف في البلاد.
ويتيح ذلك للمفوضية توفير المساعدة للعائلات الموجودة في مناطق يصعب الوصول إليها وفي مناطق نائية. ويساعد النقد في تفادي اللجوء إلى آليات تكيف يائسة كعمالة الأطفال والزواج القسري.
وحتى الآن من هذا العام، وزعت المفوضية حوالي 33 مليون دولار أميركي في اليمن. وخلال شهر أكتوبر وحده، حصلت أكثر من 22,000 عائلة من الفئات الأشد ضعفاً (حوالي 150,000 شخص) على دفعات نقدية من المفوضية التي تهدف إلى توزيع أكثر من 41 مليون دولار أميركي قبل نهاية العام، ليستفيد منها 700,000 نازح داخلياً وعائد وفرد في المجتمعات المستضيفة والمتأثرة بالصراع و130,000 لاجئ وطالب لجوء آخر في البلاد.
وقد تسبب القتال في اليمن، وهي إحدى أفقر الدول في الشرق الأوسط، بتفاقم حالة الفقر وانعدام الأمن المستمرة منذ أعوام. وقد أدت أعمال العنف المتزايدة إلى تعطيل حياة ملايين الأشخاص وتسببت بخسائر كبيرة ومعدلات نزوح هائلة، فيما الوضع يتدهور بسرعة.
يعاني مليونا شخص حالياً من ظروف يائسة بعيداً عن ديارهم ولا يستطيعون تلبية احتياجاتهم الأساسية. ويعتبر الوضع خطير للغاية حيث فقد مليون يمني الأمل وحاولوا العودة إلى منازلهم على الرغم من أن الظروف ليست آمنة بعد.
تواجه اليمن كارثة إنسانية. وفي حال عدم الحصول على المساعدة، سيفقد المزيد من الأشخاص حياتهم بسبب أعمال العنف أو الأمراض أو نتيجة لنقص الطعام والمياه والمأوى.
- اقرأ أيضاً: المساعدات النقدية تمنح اللاجئين حرية الاختيار