الكونغوليون العائدون يجدون منازلهم في حالة خراب، وسبل كسب عيشهم مدمرة
فريق زائر تابع للمفوضية يفيد عن تحديات إنسانية هائلة في مقاطعة إيتوري في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
تشوميا، جمهورية الكونغو الديمقراطية – تصطف قوارب الصيد على ضفاف بحيرة ألبرت في شمال شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية ويلعب الأطفال في المياه الضحلة بينما يحتشد البالغون في السوق المزدحم.
من الصعب تصديق أن بلدة تشوميا في مقاطعة إيتوري التي انطلق منها العديد من الناس على متن قوارب وزوارق الصيد المكتظة والمتهالكة وعبروا البحيرة إلى أوغندا، كانت مهجورة قبل بضعة أشهر.
منذ أبريل، عاد حوالي 150,000 كونغولي أُجبروا على الفرار بسبب العنف العرقي إلى مقاطعة إيتوري، إلا أن الظروف كانت صعبة جداً عند عودتهم.
فرت إِستا التي تبلغ من العمر 18 عاماً من قريتها الأصلية نيزي، في منطقة دجوغو في إيتوري، مع زوجها وطفليهما الصغيرين، مروراً بتشوميا في طريقهم إلى كوندو في أوغندا. وقد عادوا إلى تشوميا، لكنهم لم يتمكنوا من العودة إلى قرية إِستا.
قالت إستا: "نود العودة إلى نيزي، ولكنْ فقط عند عودة السلام إليها تماماً. ليس لدينا بيت لنعود إليه، ونحن غير قادرين على استئجار مكان آخر".
يستمر الصراع بين مجموعتي هيما وليندو العرقيتين في بعض المناطق، ولن تكون العودة سهلة لما يقدر بنحو 350,000 كونغولي أجبروا على الفرار من ديارهم منذ ديسمبر 2017.
قالت باسكالين البالغة من العمر 59 عاماً، والتي فرت من قرية ديزي في مقاطعة إيتوري مع أحفادها الأربعة في فبراير: "اعتدت جمع الحطب لأصنع منه الفحم وأبيعه".
"يتم تقطيع الناس إلى قطع".
وأضافت: "لكنني أخاف جداً أن أذهب إلى العمل في الحقول... يتم تقطيع الناس إلى قطع".
تعيش باسكالين الآن في موقع للنزوح بالقرب من المستشفى في بونيا، وهي عاصمة مقاطعة إيتوري، حيث يواجه هؤلاء العائدين تحديات كبيرة. تقول: "الحياة صعبة هنا في بونيا. في بعض الأحيان لا نتلقى سوى نصف حصص الطعام. أمرض كثيراً، وكذلك الأطفال".
للمرة الأولى منذ أشهر، تمكن موظفون تابعون للمفوضية مؤخراً من زيارة بعض المناطق المتضررة التي يعود إليها الناس.
وقال المتحدث باسم المفوضية، تشارلي ياكسلي، في بيان: "سمع فريقنا تقارير مروعة عديدة عن عنف بربري، بما في ذلك جماعات مسلحة تهاجم المدنيين بالأسلحة والسهام والسواطير، وتدمير قرى بأكملها، ونهب المزارع والمحلات التجارية وتعرضها لأضرار لا يمكن إصلاحها".
ذكروا أنَّ التحديات الإنسانية هائلة. فقد دُمرت المستشفيات والمدارس والبنية التحتية الأخرى بالكامل، ويسود القلق خصوصاً إزاء عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد والوخيم، والذين يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة.
ويعيش أيضاً بيتسو البالغ من العمر 70 عاماً في أحد المواقع المؤقتة في بونيا مع زوجته وسبعة أطفال. منذ فرارهم من مايز في منطقة دجوغو في وقت سابق من هذا العام، واجهت العائلة ظروفاً صعبة.
وقال بيتسو: "نحن ثمانية أشخاص نكتظ في هذه الخيمة الصغيرة. ننام على الأرض لأننا لا نملك فرش النوم. يصبح الجو بارداً جداً ليلاً. لا نعلم أين نضع أطفالنا، يمكنهم فقط النوم على قطعة من القماش الشمعي هنا في هذا الجانب من الخيمة".
ويضيف: "أود أن نعود، ولكن أين سنعيش؟ لن يكون لدينا فعلياً سقف فوق رؤوسنا. وماذا سنأكل؟ لا يمكننا الوصول إلى حقولنا بعد الآن. اعتدت على بيع الزيت في السوق، ولكن متجري نُهِبَ".
وريث التي تبلغ من العمر 22 عاماً فرت أيضاً إلى بونيا بعد اندلاع العنف في قريتها لارغو، في مقاطعة إيتوري. ومنذ ذلك الحين، عادت إلى كاتوتو في منطقة دجوغو، لكنها، كالكثيرين، لم تتمكن من العودة إلى قريتها بسبب تدمير منزلها وسبل كسب عيشها".
"أنا في انتظار الضوء الأخضر للعودة".
قالت ريث: "أحرقوا منازلنا. أحرقوا كل شيء. كان لي حقل حيث اعتدت على زراعة الخضروات. أحرقوا ذلك أيضا".
توفر المفوضية المأوى الطارئ لاستبدال المنازل التي تضررت أو دمرت، ولكن نقص الأموال لا يزال يعوق الجهود. وقد تلقت 17% فقط من مبلغ 201 مليون دولار أميركي طلبته في ندائها الإنساني من أجل جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وقالت باسكالين: "أنا في انتظار الضوء الأخضر للعودة. إنهم يسجلون العائلات المهتمة بالعودة، وقد نتلقى المساعدة".