المفوضية تعزز عملياتها الإغاثية شمال العراق مع التركيز على المأوى
ما زال يتم استخدام عدد كبير من المدارس لإيواء النازحين. بالإضافة إلى ذلك، هناك حاجة ملحة لتعزيز الخيام والمساكن الأخرى استعداداً لفصل الشتاء المقبل.
جنيف، 5 سبتمبر/ أيلول (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) - في الوقت الذي تواصل فيه المفوضية عمليتها الإغاثية الكبرى التي تهدف إلى مساعدة حوالي نصف مليون نازح في شمال العراق، لا يزال الضغط على السكن هائلاً. فقد صرح المتحدّث باسم المفوضية أدريان إدواردز للصحفيين في جنيف قائلاً: "ما زالت أعداد كبيرة من المدارس تستخدم لإيواء النازحين. بالإضافة إلى ذلك، فإن الحاجة ملحة لتدعيم الخيام والمساكن الأخرى استعداداً لفصل الشتاء المقبل".
واشتملت المساعدات التي أرسلتها المفوضية عن طريق الجو والبر والبحر في 20 أغسطس/ آب، على الخيام، إلا أنه ثمة حاجة للمزيد. وخلال الأيام القليلة المقبلة، ستصل 10 رحلات جوية أخرى تنقل المساعدات إلى إربيل، في إقليم كردستان العراق حيث لجأ ما يقدر بـ850,000 شخص بحثاً عن الأمان بعد فرارهم من منازلهم.
وسيوفر هذا الجسر الجوي الجديد، المدعوم من شعب وحكومة النرويج، حوالي 40,000 بطانية و10,000 من مستلزمات المطبخ وقرابة 18,000 غطاء بلاستيكي. ومنذ منتصف شهر يونيو/حزيران، وفرت المفوضية وشركاؤها أكثر من 100,000 مرتبة، و10,000 خيمة عائلية، و40,000 وعاء للمياه وعشرات الآلاف من اللوازم الأخرى.
وقال إدواردز: "انخفض عدد حالات النزوح الجديدة حالياً. ولكن مع استمرار القتال في محافظات نينوى وديالى والأنبار وصلاح الدين، لا يزال الوضع متقلباً. وما زالت الحاجة للحصول على المساعدات كبيرة؛ فإلى جانب المآوي والمستلزمات الطارئة، يعتبر الغذاء والرعاية الصحية والتعليم من الأولويات."
وتقدم المفوضية أيضاً الدعم للنازحين في وسط وجنوب العراق حيث تمكنت، وبحسب ما قال إدواردز، "من بلوغ حوالي 120,000 شخص في 15 محافظة منذ شهر يناير/كانون الثاني. تم إعداد لوازم الإغاثة الطارئة مسبقاً تحسباً لارتفاع الاحتياجات في آمرلي في محافظة صلاح الدين."
هناك ثمانية مخيمات حالياً في العراق تأوي حوالي 40,000 نازحٍ. وتقوم المفوضية بتقديم المساعدة بما في ذلك الخيام والمساعدات الطارئة. كما يتم حالياً العمل على إنشاء 19 مخيماً آخر؛ منها ما يتم التخطيط له، ومنها ما يتم تصميمه ومنها ما يتم بناؤه من قبل السلطات الإقليمية ووكالات الإغاثة. وتدعم المفوضية جزءاً من هذه الأعمال. كذلك، ستوفر المفوضية الخيام والمساعدات الطارئة والدعم في مجال الحماية وفقاً للحاجة.
مع ذلك، فإن معظم النازحين لا يعيشون في المخيمات وما زال الكثيرون منهم يعيشون في مراكز جماعية، وأبنية غير مكتملة، ومساجد، وكنائس، ومدارس. ويتم استخدام أكثر من 2,000 مدرسة في أنحاء البلاد لإيواء النازحين، الأمر الذي سيؤدي، على الأرجح، إلى تأجيل بداية العام الدراسي الذي كان من المقرّر أن ينطلق بعد أقل من أسبوعين.
وأفاد إدواردز من المفوضية قائلاً: "تُعطى الأولوية للأشخاص الذين يعيشون في المدارس للنقل إلى المخيمات الجديدة التي يتم افتتاحها. وما زالت الحاجة ملحة لإيجاد حلّ لأزمة المآوي إذ من غير المرجح أن يتحسن الوضع الأمني في الأسابيع المقبلة بشكل كافٍ ليتمكّن عدد كبير من الأشخاص من العودة إلى منازلهم."
بالإضافة إلى المساعدات الطارئة، تقدم المفوضية مساعدات نقدية للأشخاص الذين يعيشون في منازل مستأجرة. وحتى اليوم، استفاد من هذه المساعدات حوالي 12,000 شخص (1,990 عائلة). وأشار إدواردز قائلاً: "مع حلول نهاية العام، نتوقع أن نكون قد قدمنا المساعدات النقدية لحوالي 50,000 شخص. وتتيح المساعدات النقدية للنازحين شراء ما يعتبرونه الأكثر الأهمية بالنسبة لهم؛ وفي أحيان كثيرة يذهب قسم منها للإيجار. نحن نعمل أيضاً على إعادة تأهيل المساكن المتضررة."
يتعين توفير الدعم للنازحين العراقيين في أقرب وقت ممكن. ففصل الشتاء يقترب سريعاً بثلوجه وأمطاره ووحوله. وبعد أقل من ثلاثة أشهر من اليوم، ستنخفض درجات الحرارة إلى ما دون 10 درجات مئوية وستبدأ الأمطار بالهطول. أمنت المفوضية 20,000 خيمة إضافية للعائلات ولكن ثمة حاجة إلى المزيد من الملابس الدافئة والسخانات.
من المقدر أن يكون حوالي 1.8 مليون شخص قد نزحوا داخل العراق منذ شهر يناير/ كانون الثاني. وهم ينتشرون في حوالي 1500 موقع في أنحاء البلاد. كذلك يستضيف العراق 215,000 لاجئ سوري.
شدّد إدواردز أيضاً على أن المفوضية بحاجة إلى المزيد من الدعم المالي الطارئ لتتمكن من تلبية احتياجات النازحين قسراً والمجتمعات المضيفة في أنحاء العراق. وكجزء من جهود الأمم المتحدّة في مجال الإغاثة الإنسانية، ستطلق المفوضية قريباً نداءً لجمع حوالي 315 مليون دولار أميركي لتلبية احتياجات النازحين داخلياً في العراق. وسيتم التركيز بشكل أساسي على توفير خدمات الحماية المنقذة للحياة وعلى تقديم المساعدة للاستجابة للاحتياجات الأساسية الأكثر إلحاحاً للنازحين العراقيين، بما في ذلك تقديم الدعم للاستعداد لفصل الشتاء.