"أريد أن أعمل مع المفوضية طالما أمكنني ذلك"
لدى المفوضية حوالي 11,000 موظف يعمل غالبيتهم في الميدان، من بينهم شيرين أكتار وهي مسؤولة في مجال الحماية وتعمل في بنغلاديش.
سوروز جاهان، 75 عاماً، تتسلم غطاءً مشمعاً من المفوضية في مخيم كوتوبالونغ.
© UNHCR/Roger Arnold
الاسم: شيرين أكتار، 36 عاماً، من كوكس بازار، بنغلاديش.
الوظيفة: مساعدة في مجال الحماية. 12 عاماً من العمل مع المفوضية، حيث بدأت العمل بعقد مؤقت عام 2001 في مجال مقابلة العائلات اللاجئة من ميانمار، وأصبحت تعمل بدوام كامل ابتداءً من عام 2007.
لماذا أصبحتِ عاملة إغاثة؟
في عام 2001، كنت طالبةً وبدأت العمل مع فريق المفوضية في مجال مقابلة اللاجئين الروهينغا في بنغلاديش وهو وطني الأم. أنا أتحدث اللغة الإنكليزية ولهجة تشيتاغونغ وهي شبيهة بلغة الروهينغا. نتكلم مثلهم ونلبس مثلهم. عندما سمعت قصصهم وسبب فرارهم وكيف يعيشون هنا، قلت: "نعم أريد أن أكون عاملة إغاثة." أردت المساعدة.
ما الأمر الأكثر إيجابيةً/تحدياً في عملك؟
كمساعدة في مجال الحماية، كنت ألتقي بشركاء المفوضية والقادة المجتمعيين في ما كان يعرف حينذاك بمخيمي اللاجئين الرسميين في بنغلاديش: كوتوبالونغ ونايابارا. أنا أعمل أيضاً في مجال العنف الجنسي والعنف القائم على نوع الجنس. أعمل في غالبية الأحيان مع النساء والأطفال. وما يتراوح بين 80 و85% من الحالات المبلغ عنها متعلق بالعنف المنزلي. يلي ذلك عدد أقل من حالات الاغتصاب والاعتداء الجنسي والاتجار وزواج الأطفال. نعمل مع الناجين ونطلع السلطات المعنية على الحالات. يكون العمل إيجابياً عندما أتمكن من معالجة حالة معينة.
العمل يطرح تحديات لأن قيم المجتمع تتسم بالتحفظ. من المقبول اجتماعياً أن يضرب الشخص زوجته. أنا أشعر بالحزن والغضب عندما أسمع بأن هناك رجال يضربون نساءهم لأسباب يمكن حلها بالنقاش. البعض يقولون: "لم تحصل على الإذن مني لتذهب إلى منزل أهلها" أو "لم تطلب مني الإذن للخروج"، أمور تافهة. نحن نعمل مع المجتمعات لتغيير هذا السلوك والعقلية وخصوصاً بين الرجال والفتيان. مقارنةً بفترة تعود إلى 12 عاماً تم تحقيق الكثير من التحسن.
زادت مشاركة النساء في اتخاذ القرارات والتعليم. كان هناك الكثير من التغييرات الإيجابية وأنا سعيدة جداً بها.
ما هو أفضل يوم لك في العمل؟
نحن حالياً وسط الحالة الطارئة الأكبر التي تعاني منها المنطقة منذ عقود. يفر آلاف الأشخاص إلى بنغلاديش وفي غالبية الأحيان ينفصل الأطفال عن أهلهم خلال الفوضى. استجابةً لذلك، فتحنا مساحة آمنة للأطفال في المخيمات ومكاتب معلومات لمساعدتهم في لم شملهم مع أهاليهم. في الأسابيع الأولى للأزمة، تلقيت اتصالاً من أحد شركائنا في أحد المخيمين: "تعالي، لدينا فتاة يتراوح عمرها بين 5 و6 أعوام هنا. فقدت أهلها وهي تبكي." ركضت إلى مكتبنا. كان تجلس على كرسي وتبكي. دنوت منها وحملتها. تخيلتها ابتني وكانت تبكي. انفصلت عن أهلها على الطريق إلى المخيم. وعلى الفور أطلقنا نداءً على مكبر الصوت ولكننا لم نتمكن من تحديد مكان أهلها. من ثم أخذناها إلى المكان الذي فقدت فيه والدها ووالدتها ولكننا لم نتمكن أيضاً من إيجادهما. في النهاية، وجدناهما على الطريق خارج المخيم. عندما رأيتهم يلتقون ويتعانقون ويبكون. عندها قلت لنفسي: "هذا أفضل يوم بالنسبة لي".
ما هو أسوأ يوم لك في العمل؟
في الأسبوعين الأولين من التدفق في شهري أغسطس وسبتمبر الماضيين، كان هناك آلاف الأشخاص الذين يصلون كل يوم. كان الطقس ممطراً جداً. كان هناك الكثير من النساء الحوامل والنساء مع أطفال صغار في العراء. كان الأمر صعباً، ولكن كان يتعين علينا العمل في ما بعد. فتحنا لهم المركز المجتمعي في المخيم وكان هناك ما يتراوح بين 400 و500 امرأة حامل بالإضافة إلى نساء مع أطفال وأولاد. وبعد دخولهم بات بإمكاننا إحالتهم إلى المرافق الطبية وتوفير الغذاء لهم. نحن نحصل الآن على المزيد من الدعم. لا يمكنني القول بأنني أشعر بالراحة الآن ولكن الوضع يتحسن.
عندما أنظر إلى المستقبل، أعرف ما أريد: أريد أن استمر في العمل مع المفوضية طالما أمكنني ذلك.