اللاجئون الجنوب سودانيون يواجهون المخاطر بسبب نقص التمويل
وكالات الإغاثة بحاجة للمساعدة الطارئة لتلبية احتياجات أكثر من 2.2 مليون لاجئ من جنوب السودان.
تنتظر أوباني ليلياس، البالغة من العمر 28 عاماً، وابنتها بريندا منحها قطعة أرض في مخيم إمفيبي في شمال أوغندا.
© UNHCR/David Azia
بعد ثلاثة أشهر من تعرضها للاغتصاب من قبل رجال مسلحين لدى فرارها من أعمال العنف في جنوب السودان، ذُعرت فيكي* لاكتشافها بأنها كانت حاملاً.
حتى بعد أن أصبحت تعيش الآن بأمان في مخيم كياكي للاجئين في أوغندا، فلا تزال الذكريات الأليمة عالقة في ذهنها.
تقول الشابة البالغة من العمر 22 عاماً: "عندما أفكر في ذلك اليوم الرهيب الذي تعرضت فيه للاغتصاب والضرب الشديد، أتمنى الانتحار، أتمنى لو أنني متّ في ذلك اليوم ولكن ابني هو الذي يبقيني على قيد الحياة".
فيكي هي واحدة من بين 2.2 مليون لاجئ من جنوب السودان ممن التمسوا الأمان في ستة بلدان مجاورة منذ بدء الحرب الأهلية منذ خمسة أعوام. ولا يزال 1.9 مليون شخص آخرين نازحين داخلياً في جنوب السودان. وقد زادت معاناة البعض الآن بسبب النقص الكبير في التمويل.
"هناك صعوبة في مواكبة التمويل للاحتياجات"
أطلقت المفوضية وشركاؤها من المنظمات غير الحكومية نداءً لجمع 2.7 مليار دولار أميركي لتلبية الاحتياجات الإنسانية المنقذة للحياة للاجئين من جنوب السودان في عامَي 2019 و2020.
وقال المتحدث باسم المفوضية تشارلي ياكسلي اليوم: "نحن نثني على السخاء الدائم للبلدان المستضيفة في إبقاء الحدود مفتوحة أمام اللاجئين من جنوب السودان الذين يسعون للوصول إلى بر الأمان، وخصوصاً نظراً للضغوطات الكبيرة على الموارد المحدودة لدول اللجوء. ونتيجةً لحجم النزوح، فقد تخطت الاحتياجات المتزايدة بكثير مستويات التمويل المتوفر، وهناك حاجة طارئة إلى دعم دولي أكبر بكثير للاجئين من جنوب السودان".
· اقرأ أيضاً: حملةٌ تهدف إلى الحد من حالات الانتحار الناجمة عن الحرب في جنوب السودان
في عام 2018، حصلت المفوضية وشركاؤها على 38% فقط من المبلغ المطلوب لدعم اللاجئين من جنوب السودان والبالغ 1.4 مليار دولار مما تسبب بنقص شديد في تمويل التعليم والخدمات الصحية والمواد الغذائية.
يبقى العنف الجنسي والقائم على نوع الجنس مصدر قلق كبير نظراً لأن 83% من اللاجئين هم من النساء والأطفال. وقد أفادت نساء كثيرات عن تعرضهن للاغتصاب وأنواع أخرى من العنف الجنسي والقائم على نوع الجنس وعن مقتل أزواجهن واختطاف أطفالهن خلال الفرار.
وسوف يعني نقص التمويل أن وكالات الإغاثة ستواجه صعوبات في مكافحة العنف الجنسي والقائم على نوع الجنس وتوفير الدعم الذي يحتاجه الأشخاص كفيكي.
وتفتقر المدارس إلى المدرسين كما أن الصفوف مكتظة والمواد الدراسية نادرة مما يتسبب في بقاء نصف الطلاب اللاجئين من جنوب السودان خارج المدرسة.
وفي الخرطوم في السودان، أخذ اللاجئ الجنوب سوداني جاكوب*، والبالغ من العمر 55 عاماً على عاتقه مهمة تعليم الجيل التالي من الأطفال الجنوب سودانيين بنفسه، ويقول: "ليس هناك مدارس للأطفال اللاجئين هنا والأهالي لا يستطيعون تحمل تكلفة إرسال أبنائهم إلى المدرسة الوحيدة القريبة في المجتمع المستضيف".
يعطي هو وأربعة مدرسين آخرين من جنوب السودان الدروس في كنيسة صغيرة، وهي بمثابة مدرسة للأطفال اللاجئين في المنطقة. تُعطى الصفوف كل يوم ما عدا الأحد. ويقول جاكوب: "نحن نستثمر معاً في هؤلاء اللاجئين ومستقبلهم. لقد فقدوا حاضرهم ويجب أن لا يخسروا مستقبلهم أيضاً".
وكرر أرنولد أكودجينو، وهو المستشار الخاص للمفوض السامي بشأن الوضع في جنوب السودان، دعوة جاكوب للاستثمار في مستقبل جنوب السودان: "سيكون دعم الأطفال والشباب اللاجئين من جنوب السودان أساسياً في تحقيق السلام الدائم في جنوب السودان. من دون تعليم، سيتعرض جيل كامل من الشباب للضياع".
كانت روز ناتيكي، وهي رياضية من جنوب السودان وعضو في الفريق الأولمبي الأول للاجئين، في الثامنة من عمرها عندما فرت من الحرب ووجدت الأمان في مخيم كاكوما للاجئين في كينيا. وهناك، أنهت تعليمها الثانوي وقد بدأت الشابة البالغة من العمر 23 عاماً مؤخراً دراستها للحصول على شهادة في إدارة الأعمال من المعهد الكيني لدراسات التنمية في نيروبي.
تقول روز: "أريد أن أكون رائدة أعمال ليكون لدي المهارات لتأسيس شركة تفيد مجتمعي عند عودتي إلى جنوب السودان".
واليوم، تستخدم روز إنجازاتها في مجال الرياضة لتمكين لاجئين شباباً آخرين مثلها، وتقول: "من خلال الرياضة، أساعد الفتيات على أن يشعرن بأنه بإمكانهن فعل أي شيء. أساعدهن على أن يرين أنهن إذا بقين في المدرسة فسيتمكنّ يوماً ما من العودة إلى جنوب السودان والقيام بتغيير إيجابي ليس فقط لعائلاتهن بل لبلادهن أيضاً".
* تم تغيير الأسماء لأسباب تتعلق بالحماية
ساهم في كتابة الخبر كل من دنيا أسلم خان في مخيم كياكا للاجئين في أوغندا ومحمد الفاتح في الخرطوم، السودان