لاجئون كاميرونيون يفرون من الاشتباكات ويجدون الأمان في نيجيريا
دفعت الاشتباكات العنيفة بين الجيش والانفصاليين المسحلين بـ 26,000 كاميروني إلى عبور الحدود وما زال هناك حاجة إلى التمويل من أجل تقديم المساعدة.
ميريام، 22 عاماً، فرت من الكاميرون العام الماضي وأمضت أشهراً في أجاسور بالقرب من الحدود.
© UNHCR/Roqan Ojomo
عندما دخل رجال مسلحون قريتها في شمال غرب الكاميرون، لم تتمكن لوفلين، وهي أم لأربعة أطفال، إلا من أخذ أطفالها والفرار.
تقول لوفلين البالغة من العمر 39 عاماً: "لم أتمكن من إحضار أي ثياب. كان هناك قصف وقتلوا عمي وأصابوا قريبي".
ومع فرارها إلى الغابة، أطلق المسلحون النار على زوجها وقتلوه ورأت الرجال المسلحين يسكبون البنزين على منزلهم ويحرقونه. وفي قرية أخرى، رأت ميريام البالغة من العمر 22 عاماً، رجالاً مسلحين يدخلون إلى منطقتها ويطلقون النار.
تقول ميريام التي فرت إلى الغابة مع عائلتها: "يمكنك رؤية الرصاص يتطاير أمام عينيك". ولدى عودتهم إلى المنزل لمحاولة استعادة بعض حاجياتهم، وجدوا مسلحين هناك.
" يمكنك رؤية الرصاص يتطاير أمام عينيك"
تقول ميريام: "إن البقاء مع الأطفال في الغابة ليس سهلاً، فهناك بعوض وهناك جوع".
لوفلين وميريام هما من بين حوالي 26,000 مدني فروا من المناطق في جنوب غرب وشمال غرب الكاميرون وبحثوا عن الأمان في ولايات أكوا أيبوم وكروس ريفر وبينيو وتارابا الواقعة في جنوب شرق نيجيريا. وتشكل النساء والأطفال أربعة أخماس الأشخاص.
لطالما كان سكان المقاطعات المضطربة في البلاد والذين يتحدثون اللغة الإنكليزية يشتكون من الحكومة المركزية المتحدثة باللغة الفرنسية على نطاق واسع. يقولون بأن الأنظمة القانونية والتعليمية التي هي فرنسية بغالبيتها في البلاد جعلتهم مهمشين.
بدأت هذه الأزمة في العام الماضي بعدما أصبحت الاحتجاجات عنيفة ودعوة بعض الأشخاص للانفصال. وحتى الآن من هذا العام، قتل 400 مدني في هجمات متصاعدة بين مجموعات الانفصاليين والقوات الحكومية وفقاً لجماعات حقوق الإنسان.
في مارس، حذرت المفوضية من أن محنة اللاجئين في نيجيريا تزداد سوءاً. وفي حين أن الحكومة أعطت أراضٍ لإنشاء مخيمات للاجئين، إلا أنها أصبحت الآن ممتلئة بالكامل وسيتم توفير المزيد. وفي الوقت نفسه، أُعيق توفير المآوي والأغذية والمياه وخدمات الصرف الصحي التي تقدمها المفوضية وشركاؤها نتيجة النقص الكبير في التمويل.
يقول محمد رفيق نصري، وهو رئيس المكتب الميداني للمفوضية في إيكوم: "قدمت لنا الحكومة مؤخراً مخيمات أخرى ولكننا بحاجة للمزيد من الموارد من أجل إنشاء المخيمات واستقبال المزيد من اللاجئين".
مع وجود مشكلات في الاستجابة، حصل الكثير من اللاجئين على الدعم في المجتمعات المستضيفة. ويتقاسم سكان القرى الحدودية الصغيرة ما يملكونه معهم كالغذاء أو غرف النوم أو العمل في زراعة الكاكاو. حصل بعضهم على قطعة أرض لزراعتها. ومع ذلك، فإن التضامن وحده غير كافٍ للأشخاص الذين فقدوا كل شيء لإعادة بناء حياتهم.
"أريد الحصول على الدعم لبدء مشروع حتى يتمكن أطفال من الذهاب إلى المدرسة"
يقول اللاجئ الياس إينو، وهو ممرض تحول إلى مزارع ويكافح لإعالة أفراد أسرته العشرة: "لكي أحسن مستوى معيشتي، يتعين علي الانتقال إلى مكان آخر".
في الوقت نفسه حصلت ميريام ولوفلين، اللتان وصلتا إلى نيجيريا من دون إحضار أي شيء في حالة من الخوف بعد إمضاء أسابيع في الغابة، على مكان من قبل مواطن محلي في أجاسور لتعيشا فيه مع أطفالهما وأقاربهما. وقد تناوبتا معاً على العمل ورعاية الأطفال وتقاسمتا الطعام ومرت عليهما ليالٍ من دون نوم بسبب عدم توفر الأماكن.
في الشهر الماضي، استقلت المرأتان حافلة للوصول إلى مخيم أداغوم للاجئين في ولاية كروس ريفر في نيجيريا. لم تتمكنا من إخفاء حماسهما وكانتا تضحكان وتبتسمان.
اقرأ أيضاً: الكاميرونيون الناطقون بالإنكليزية في نيجيريا يتجاوزون الـ 20,000 شخص
وقالت لوفلين الجالسة في المقعد الأمامي: "أريد أن يذهب أطفالي إلى المدرسة. أريد أن أحصل على الدعم لبدء مشروع حتى يتمكن أطفالي من الذهاب إلى المدرسة".
تتوق ميريام أيضاً إلى مستقبل أفضل. وعلى الرغم من أنها ترغب في أن تعود إلى وطنها الكاميرون يوماً ما إلا أنها تعرف أنها أقوى إن كانت لوفلين بجانبها: "أنا سعيدة بوجودي هنا. لهذا السبب عندما قالوا لنا بأنهم سينقلوننا إلى مكان آخر لم نتردد في حزم أمتعتنا. لأننا ندرك حجم العبء الذي نتحمله فإن الأمور ستكون هنا أفضل".
يعتمد أملهما بمستقبل مستقر بشكل كبير على التمويل. للمساعدة يمكنك التبرع هنا.