الإشتباكات المسلحة ترفع مستوى النزوح في غرب كولومبيا
منذ مارس/آذار، فر أكثر من 6,000 شخص من منازلهم هرباً من الإشتباكات بين الجماعات غير الشرعية التي تقاتل للسيطرة على غرب منطقة تشوكو.
جنيف، 13 مايو/أيار (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) - حذرت المفوضية من أن الإشتباكات المسلحة بين الجماعات غير الشرعية التي تقاتل للسيطرة على أرض غرب كولومبيا تتسبب في نزوح عدد كبير من الأشخاص من منازلهم في منطقة تشوكو، وغالبيتهم من الأفارقة من منطقة البحر الكاريبي والسكان الأصليين.
وخلال الشهرين الماضيين فقط، فر أكثر من 6,000 شخص من القتال فضلاً عن أعمال العنف الدائرة في سياق الحرب الأهلية في البلاد. وقد أدت الإشتباكات حول أنهار بودو وأتراتو وسان خوان إلى فرض قيود شديدة على تحركات 7,000 شخص إضافي.
وصرّح وليام سبيندلر ،المتحدث باسم المفوضية، في مؤتمر صحفي عقد يوم الجمعة (13 مايو/أيار) في جنيف قائلاً: "حتى اليوم، كان للنزوح تأثير كبير على الأفارقة من منطقة البحر الكاريبي وعلى السكان الأصليين. وقد مُنع هؤلاء الأشخاص بشكل كامل من الحصول على سبل كسب العيش، بما في ذلك الصيد والزراعة، ولم يعد باستطاعة أطفالهم الذهاب إلى المدرسة".
وقد أدى الوضع إلى استنزاف قدرة السلطات المحلية على الاستجابة للاحتياجات الأساسية، بما في ذلك الطعام والرعاية الصحية والمأوى والدعم النفسي. وتعمل المفوضية بالتعاون الوثيق مع السلطات في كولومبيا ووكالات إنسانية أخرى لتوفير المساعدة في الحالة الطارئة والدعم اللوجستي لمجتمعات النازحين.
تأتي الإشتباكات في الوقت الذي كانت فيه حكومة كولومبيا في المراحل الأخيرة من محادثات السلام مع القوات المسلحة الثورية في كولومبيا والميليشيات الرئيسية في البلاد، وقد أعلنت الحكومة مؤخراً عن إطلاق مناقشات رسمية مع جماعة أخرى وهي جيش التحرير الوطني.
تهدف محادثات السلام التي انطلقت في عام 2012 إلى وضع حد لأكثر من 50 عاماً من الصراع المسلح مع القوات المسلحة الثورية في كولومبيا والذي قد أدى إلى نزوح حوالي سبعة ملايين شخص ولجوء 350,000 شخص من كولومبيا، وهم يعيشون بشكل أساسي في الإكوادور وفنزويلا.
وقال سبيندلر: "تدعو المفوضية اليوم بشكل عاجل جميع الأطراف في الصراع إلى ضمان أمن السكان المدنيين. ويشمل ذلك الامتناع عن إنشاء قواعد عسكرية في المخيمات المدنية أو بالقرب منها وإطلاق غارات في هذه المناطق. ومن الضروري أيضاً معالجة الأسباب الهيكلية للنزوح، بما في ذلك السيطرة على الأرض والموارد".
ويعتبر وضع حد لنزوح الكولومبيين ولجوء البعض منهم أمراً أساسياً لإرساء سلام دائم في كولومبيا وانتعاش البلد إقتصادياً وإجتماعياً.
وسيؤثر عدم التمكن من إعادة إدماج النازحين داخلياً والعائدين سلباً على نجاح الفترة الإنتقالية الهشة كما أنه سيزيد من خطر موجات نزوح جديدة.