الآلاف يفرون نتيجة أعمال العنف الأخيرة في اليمن
تعبر المفوضية عن قلقها جراء تفاقم أعمال العنف التي أدت إلى نزوح 85,000 شخص في البلاد منذ عام 2017.
الحديدة، اليمن- قالت المفوضية اليوم بأن أعمال العنف الجديدة في اليمن تستمر في إجبار الناس على مغادرة منازلهم مما يفاقم الأزمة الإنسانية الأكبر في العالم ويضع عبءاً على الموارد المستنزفة أصلاً.
هناك أكثر من 22 مليون شخص بحاجة للمساعدة وأكثر من 85,000 نازح نتيجة الصراع المستمر وانهيار الاقتصاد وتراجع الخدمات الاجتماعية.
وقد وصفت الأم العازبة، حياة سيف، التي فرت من الخوخة الشهر الماضي، أعمال العنف التي ازدادت أخيراً بأسوأ ما رأته خلال الصراع، وقالت: "بلغت حدة أعمال العنف مستوىً أجبرنا على الفرار. كنا ننام تحت الأثاث لنحاول حماية أنفسنا. ويتعين على بعض العائلات التي بقيت هناك الآن الاختباء تحت الأرض."
"نأمل أن تنتهي هذه الحرب البشعة"
ولا يزال الساحل الغربي لليمن أكبر مصدر للنازحين حديثاً حيث تبلغ نسبة القادمين من محافظتي الحديدة وتعز 71%. ولا يزال الأشخاص بغالبيتهم يقيمون لدى الأقارب أو الأصدقاء وقد احتُجز البعض في منازلهم أو في الكهوف مع ازدياد حدة المعارك البرية والقصف الجوي وأعمال القنص من حولهم.
وتشعر المفوضية بالقلق بشكل خاص بشأن الأشخاص الذين لا يزالون موجودين في مناطق قريبة من ساحات القتال في تعز والحديدة.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية سيسيل بويي للصحفيين في جنيف: "نتيجة القتال المستمر منذ فترة طويلة في هاتين المحافظتين، تستمر الظروف في التدهور سريعاً مما يعرض الناس للعنف والأمراض ولا يتيح توفير الخدمات الأساسية لهم."
وتشهد المفوضية أيضاً ارتفاعاً في النزوح الحديث من مناطق أخرى على طول الخط الأمامي، بما في ذلك محافظتا الجوف وحجة الحدوديتان.
في حجة التي تستضيف 19% من النازحين في اليمن البالغ عددهم 2 مليون شخص، أجبرت أعمال العنف المتزايدة حوالي 2,000 شخص على الفرار من منازلهم في الأسابيع الأخيرة.
منذ اندلاع الصراع، توفر المفوضية المساعدات الطارئة وخدمات الحماية لليمنيين الضعفاء على الأرض. وقد تم تزويد أكثر من مليون رجل وامرأة وطفل نازح متأثر بالصراع بمواد الإغاثة الأساسية مثل الفرش والبطانيات وحصر النوم وحزم المطبخ والدلاء. ولكن التمويل استُنزف وأصبح توفيره بطيئاً.
وبالنسبة لعام 2018، تدعو المفوضية إلى توفير حوالي 200 مليون دولار للاستجابة للاحتياجات الإنسانية الأساسية والتي تحتل الأولوية. ولكن المفوضية بدأت العام بما لا يزيد عن 3% من التمويل.
أما فاطمة مرعي وحفيداتها الثلاث اليتيمات اللواتي نزحن من مديرية نهم الواقعة في العاصمة صنعاء والتي كانت إحدى نقاط اندلاع الصراع، فقد أصبحت مساعدة المفوضية بالنسبة لهم بمثابة شريان حياة.
وقالت: "لقد فقدنا أرضنا ومنزلنا وأثاثنا وأصبحنا من المشردين بين ليلة وضحاها. إنها المرة الأولى التي نحصل فيها على المساعدة منذ نزوحنا. نأمل أن تنتهي هذه الحرب البشعة وأن تتركنا الجهات المتحاربة نعيش بسلام."