المفوض السامي يرحب بدعم المدن للاجئين
في اجتماع هام في جنيف، رحب فيليبو غراندي بدور المدن في قيادة التحول نحو نهج أكثر انفتاحاً وشموليةً تجاه اللاجئين.
جنيف- قال المفوض السامي اليوم بأن المدن حول العالم أظهرت قيادة حيوية من خلال الترحيب باللاجئين ومنحهم الفرصة للتطور خارج المخيمات التقليدية.
ففي افتتاح اجتماع هام عقد في جنيف حضره رؤساء البلديات من مدن عديدة كبريستول وغازي عنتاب وكيتو ومقديشو، قال فيليبو غراندي بأن المدن كانت تلعب دوراً قيادياً في التشجيع على اعتماد نهج جديد لاستضافة اللاجئين يستند إلى الانفتاح والإدماج.
وقال المفوض السامي: "نعتقد أن النهج الشامل الذي يرتكز على الاستثمار في التعليم والتوظيف هو نموذج أفضل بكثير وأكثر استدامةً ويضمن قدراً أكبر من الكرامة ويعطي اللاجئين فرصاً للمستقبل. والمدن هي في طليعة من ينفذ هذه السياسات".
وأثنى غراندي على عمل رؤساء البلديات المجتمعين وممثلي السلطات المحلية الآخرين من حول العالم في توفير بداية جيدة للنازحين قسراً".
"نحن ننتظر منكم المحافظة على هذه القيم"
وقال: "كانت جميع هذه المدن رائدة حقاً في اعتماد نهج جديدة على صعيد استقبال الأشخاص المتنقلين وإدماجهم وتقديم الفرص لهم. أنا أعرب عن تقديري الكبير لرؤساء البلديات والسلطات المحلية... التي دعمت التضامن. نحن ننتظر منكم المحافظة على هذه القيم".
كان غراندي يتحدث في الجلسة العامة للحوار الـ11 للمفوض السامي بشأن تحديات الحماية المنعقد في قصر الأمم في جنيف في 18-19 ديسمبر. وتركز المناقشات هذا العام على حماية ومساعدة اللاجئين والنازحين داخلياً وعديمي الجنسية في المناطق الحضرية لا سيما المدن.
هذا وتلعب المدن دوراً متنامياً في دعم اللاجئين اليوم حيث أن حوالي 60% من اللاجئين حول العالم البالغ عددهم 25.4 مليون لا يعيشون في المخيمات إنما في المدن والمناطق الحضرية في الأمريكيتين وأوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا.
"يمثل اللاجئون والمهاجرون فرصة للمدن"
ويعتبر رؤساء البلديات والسلطات المحلية والمؤسسات الاجتماعية ومجموعات المواطنين في الخطوط الأمامية للاستجابة العالمية للاجئين وهم يعززون التماسك الاجتماعي ويوفرون الحماية والمساعدة للرجال والنساء والأطفال النازحين قسراً.
وقال موريسيو روداس إسبينيل، وهو رئيس بلدية كيتو في الإكوادور التي تستضيف آلاف اللاجئين وعدد كبير منهم من كولومبيا وفنزويلا: "يمثل اللاجئون والمهاجرون فرصة للمدن، فهم يأتون بآراء وأفكار وتجارب مختلفة يمكن أن تشكل أداة للتنمية الاقتصادية والإدماج الاجتماعي والابتكار على المستوى الحضري".
ويرى مارفين ريس، وهو رئيس بلدية مدينة بريستول المرفئية في غرب إنكلترا أيضاً أن اللاجئين والمهاجرين مفيدون للمجتمع المحلي، ويقول: "سمحنا للأشخاص بالعمل في المجلس عندما وصلوا من بلدهم ليطلبوا للاجوء أو كلاجئين، وهم يساهمون بشكل كبير في الحياة في بريستول. ونحن نريد أن نعزز هذه القدرات".
"أشعر بأنني محاطة بالفرص"
ورحب اللاجئون الشباب المشاركون في المنتدى أيضاً ومن بينهم فوني جويس فوني بالتركيز على منح النازحين قسراً فرصة للعيش والدراسة وكسب لقمة العيش في المدن والمناطق الحضرية حول العالم.
ولدت فوني في كينيا منذ 26 عاماً وكان أهلها لاجئين سودانيين، وقد أتاحت لها فرصة العيش في نيروبي المشاركة في تأسيس منظمة تربط بين الشباب العاطلين عن العمل والمشرفين وفتحت عالماً من الفرص.
وقالت مبتسمةً: "عندما تكون في المخيم، يُعرف عنك كلاجئ. ولكن في المناطق الحضرية، تعيش كشخص عادي... ويشكل ذلك فارقاً كبيراً حيث أنه مكنني من أن أسأل... ما الذي يمكنني فعله أيضاً؟ أشعر بأنني محاطة بالفرص".
منذ إعادة توطينه في سيدني في أستراليا في عام 2015، درس اللاجئ الإيراني آراش بوردبار ليحصل على شهادة في الهندسة وهو أيضاً يعمل في قطاع الشباب لمساعدة اللاجئين الوافدين حديثاً على الاستقرار في مدينتهم الجديدة.
يقول آراش: "أعطاني ذلك فرصة للمساهمة في المجتمع أيضاً. أنا أعمل وأدفع الضرائب، وأدرس وقريباً سأصبح مهندساً لأبني البلد. عندما يُسمح لك بأن تكون في المدينة فسوف يمكنك المساهمة فعلياً وإظهار قدراتك".
بدأ الحوار بعد يوم من اتفاق الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة على إطار دولي جديد يُعرف بالميثاق العالمي بشأن اللاجئين سيغير طريقة استجابة العالم للنزوح الجماعي وأزمات اللاجئين بما يعود بالفائدة على اللاجئين والمجتمعات التي تستضيفهم على حد سواء.
ويسعى الميثاق العالمي الجديد لتوفير دعم أقوى للبلدان التي يعيش فيها معظم اللاجئين وتعزيز تقاسم المسؤولية لمساعدة الأشخاص المجبرين على الفرار نتيجة الصراع أو الاضطهاد.
يقدم الاتفاق أيضاً المزيد من فرص إعادة التوطين كلم شمل العائلات أو المنح الدراسية للطلاب أو التأشيرات الإنسانية حتى يتمكن اللاجئون من السفر بأمان. كما يشير إلى أن العودة الطوعية للاجئين في ظروف آمنة وتضمن الكرامة تبقى الحل المفضل في معظم أوضاع اللاجئين.
ويدعو الميثاق أيضاً لاعتماد سياسات وتدابير ستمكن اللاجئين من الوصول إلى التعليم ومن عيش حياة منتجة أثناء وجودهم خارج بلدهم. بالإضافة إلى ذلك، فإنه يهدف إلى معالجة التأثير البيئي الناجم عن استضافة اللاجئين.