لاجئون نيجيريون يعودون إلى ديارهم ليقابلوا بالعنف بدلاً من السلام
يعاني بعض اللاجئين العائدين تلقائياً من الكاميرون من الأعمال التي تقوم بها جماعة بوكو حرام، مما يلقي الضوء على المخاطر التي يواجهها مئات الأشخاص المجبرين على العودة إلى ديارهم.
مخيم ميناواو للاجئين، الكاميرون - بعد أعوام قضاها خارج البلاد في الكاميرون، اختار أحمد* العودة إلى دياره في شمال نيجيريا في العام الماضي آملاً في أن يبدأ حياته من جديد بسلام. ولكن عشية عيد الأضحى في أغسطس الماضي، تحولت تجربته إلى كابوس.
فقد اقتحم مقاتلو بوكو حرام الموقع المسيَّج الذي أنشئ في بانكي لحماية النازحين داخلياً مثل أحمد وعائلته وبدأت أعمال القتل.
يستذكر ببساطة ويقول: "لقد دخلوا ... إلى الموقع وذبحوا ابني أمام أفراد عائلتي، كأضحية للعيد".
ومنذ تلك اللحظة، لم يبقَ في بال أحمد البالغ من العمر 58 عاماً سوى فكرة واحدة وهي الفرار إلى الكاميرون من جديد والوصول في نهاية المطاف إلى بر الأمان في مخيم ميناواو في شهر مارس.
وقال أحمد الذي كان يرتدي ثوباً تقليدياً أبيضاً نظيفاً: "لا أستطيع العودة إلى نيجيريا وأنا قلق جداً على أفراد العائلة الذين تركتهم خلفي. أندم كثيراً على عودتي مع عائلتي، لأجد نفسي في مثل هذا الوضع الصعب".
يشعر أحمد بالقلق على سلامة عائلته في نيجيريا، وهو يعمل الآن الآن مع المفوضية لرفع مستوى الوعي بين حوالي 50,000 لاجئ في المخيم بشأن العنف المستمر في شمال شرق نيجيريا.
بين أبريل ويونيو 2017، قرر حوالي 14,000 لاجئ مثله يعيشون في ميناواو العودة إلى ديارهم.
في الشوارع الرئيسية للمخيم، تم وضع العديد من اللوحات للتحذير "سواء غادرت أو بقيت، الأولوية لسلامتي"، كجزء من الحملة الساعية لضمان أن يكون اللاجئون على دراية جيدة بالمخاطر التي قد يتعرضون لها عند اتخاذ قرار بالعودة إلى أجزاء معينة من نيجيريا.
وبينما يستمر البعض في العودة، فإن معظم اللاجئين على استعداد للانتظار حتى تنظم السلطات في الكاميرون ونيجيريا عودتهم مع المفوضية، حالما يحلّ الأمن وعلى أساس الاتفاقية الثلاثية الموقعة في مارس 2017
"لقد ذبحوا ابني أمام أفراد عائلتي، كأضحية للعيد"
نظراً للمخاطر المستمرة التي يواجهها أولئك الذين يعودون تلقائياً إلى المناطق التي لا تزال تعاني من انعدام الأمن، تشعر المفوضية بالقلق بوجه خاص إزاء استمرار العودة القسرية للاجئين، الذين أعادت السلطات الكاميرونية 385 منهم على الأقل منذ بداية هذا العام.
وتقول المفوضية بأن عمليات العودة إلى الوطن تنتهك مبدأ عدم العودة القسرية أو عدم الطرد. كما أنها أيضاً تعترض التقدم الذي أحرزته الكاميرون مسبقاً في منح اللجوء للمدنيين النيجيريين الفارين من عنف بوكو حرام في ولاية بورنو.
وقال ممثل المفوضية في الكاميرون، كواسي لازار إتيان: "هذا الوضع يثير قلقنا ويفاجئنا في الوقت عينه، لأن السلطات الكاميرونية المتمسكة بتقاليدها في الضيافة، تُظهر أيضاً سخاءً عظيماً تجاه اللاجئين".
وأشار إلى أنه في عام 2018، تم استقبال آلاف اللاجئين من جمهورية إفريقيا الوسطى ونيجيريا ووجدوا اللجوء في الكاميرون، من بينهم 5,547 لاجئاً تم تسجيلهم من قبل الحكومة في ميناواو في الأشهر الأخيرة، بدعم من المفوضية. وفي المجموع، تستضيف الكاميرون أكثر من 90,000 لاجئ نيجيري، حيث سجلت المفوضية حوالي 71,000 لاجئ في البلاد.
على الرغم من الاعتراف بالمخاوف الأمنية الوطنية المشروعة للدول المتأثرة بأزمة بوكو حرام، إلا أنه من المهم ألا يُنظر إلى حماية اللاجئين والأمن القومي على أنهما غير متوافقين. فأنظمة المسح والتسجيل واللجوء التي تعمل بشكل صحيح تساعد على حماية أمن البلد المستضيف.
تكرر المفوضية استعدادها لتوفير الدعم لحكومة الكاميرون لضمان حصول جميع الذين يسعون إلى الحماية الدولية على إجراءات فعالة للمسح والتسجيل، فضلاً عن ترتيبات استقبال مناسبة.
* تم تغيير الإسم لأسباب تتعلق بالحماي