أمهات أطفال الكونغو المفقودين يكسرن الصمت

مع تفاقم أزمة النزوح في جمهورية الكونغو الديمقراطية، يُعتقد أن يكون هناك آلاف الأطفال المفقودين.

فايزة، 31 عاماً، تقول بأن أطفالها اختُطفوا، وقُتلوا على الأرجح، عندما تعرضت قريتهم للهجوم.
© UNHCR/Colin Delfosse

لم ترَ أوغستين ابنتها البالغة من العمر 6 أعوام منذ أكثر من عام، وقد استعدت للأسوأ، حيث تقول: "ما من أمل، لن أرى ابنتي مجدداً".

وتعيش أوغستين التي نزحت جراء القتال في إقليم تنغانيكا في جمهورية الكونغو الديمقراطية، اليوم في موقع للنازحين داخلياً في كاليمي، عاصمة الإقليم. إنها واحدة من بين الكثير من الأهالي الذين يشعرون بالقلق والحزن هنا.

تقول: "يأتي المتمردون إلى قرانا ويأخذون أطفالنا ويختفون معهم. يغتصبون الفتيات ويقطعون أجسامهن قطعاً صغيرة بالمناجل".

وتعدّ نديبا كايتي البالغة من العمر 52 عاماً نفسها من الأشخاص القليلين المحظوظين. اختُطفت بناتها الخمسة وهن في سن المراهقة في ديسمبر 2016 واحتُجزن لخمسة أشهر في الغابة حيث حُرمن من الطعام وتعرضن للضرب والاعتداء.

"في اليوم الذي عثرت فيه على بناتي شعرت بالفرح لأن غالبية المختطفين لم يعودوا أبداً"

قامت نديبا بمحاولات يائسة للبحث عن بناتها المفقودات، وأخيراً وبمساعدة مجموعات إغاثية، تمكنت من التفاوض على إطلاق سراحهن، ولكن الصدمة الجسدية والنفسية التي عشنها لا تزال تطاردهن حتى اليوم.

وقالت نديبا: "عندما وجدتهن، كنّ في وضع مريع. كن هزيلات جداً وأرجلهن تغطيها الجروح. تغير لونهن وعيونهن مليئة بالحزن. ولكن في اليوم الذي عثرت فيه على بناتي شعرت بالفرح لأن غالبية المختطفين لم يعودوا أبداً".

قالت فايزة (في الوسط، بتنورة حمراء) الجالسة مع أمهات أخريات يشاركنها حزنها: "لم نفكر يوماً بأنهم سوف يختطفون أبناءنا. لا بد أنهم ماتوا الآن".

قالت فايزة (في الوسط، بتنورة حمراء) الجالسة مع أمهات أخريات يشاركنها حزنها: "لم نفكر يوماً بأنهم سوف يختطفون أبناءنا. لا بد أنهم ماتوا الآن".   © UNHCR/Colin Delfosse

ويشارك الأشخاص الفارون لإنقاذ حياتهم في إقليم تنغانيكا، وهي منطقة تفوق مساحتها مساحة سويسرا بثلاثة أضعاف، روايات عن أعمال عنف فظيعة مع موظفي مراقبة الحماية العاملين مع منظمة شريكة للمفوضية، ومن بينها أعمال قتل واختطاف واغتصاب ارتُكبت أثناء الهجوم على قراهم. 

ويُفاد عن فقدان المزيد من الأطفال مع تفاقم حدة أزمة النزوح. عددهم ليس معروفاً ولكن العاملين في المجال الإنساني يعتقدون بأن هناك آلاف الحالات.

وتزور المفوضية وشركاؤها دورياً مواقع النزوح ويساعدون في تحديد الأطفال غير المصحوبين أو المنفصلين عن ذويهم لكي يحصلوا على حماية أفضل ويُعاد لم شملهم في نهاية المطاف مع أهاليهم.