الآلاف يفرون إلى أوغندا بعد اندلاع العنف في جنوب السودان
يُتوقع استمرار التدفق مع استمرار التوتر الحاد عبر الحدود.
جنيف- قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اليوم بأن حوالي 3,000 شخص فروا من أعمال العنف الأخيرة في جنوب السودان وعبروا إلى أوغندا في عطلة نهاية الأسبوع، وأنه يُتوقع وصول المزيد مع استمرار التوتر في المنطقة.
يوما الجمعة والسبت، دخل 1,326 جنوب سوداني إلى أوغندا كما دخل 1,633 شخصاً إضافياً يوم الأحد؛ فارتفع بذلك عدد الذين فروا عبر الحدود منذ اندلاع أعمال العنف في 7 يوليو إلى 5,015 شخصاً. وبلغ متوسط المعدل اليومي قبل يوم الجمعة 233 شخصاً.
أكثر من 90% من الوافدين الجدد هم من النساء والأطفال دون الثامنة عشرة
وقال المتحدث باسم المفوضية ليو دوبز في مؤتمر صحفي في جنيف بأن أكثر من 90% من القادمين الجدد هم من النساء والأطفال دون الثامنة عشرة.
ويستمر وقف إطلاق النار الهش منذ الإثنين الماضي، إلا أن الأمم المتحدة حذرت من احتمال تجدد القتال في العاصمة جوبا.
وقال دوبز بأن طريق جوبا- نيمولي الممتد على طول 200 كيلومتر والذي يربط بين جوبا وأوغندا تم إخلاؤه من نقاط التفتيش، وأضاف: "نتيجةً لذلك، يأتي المزيد من الناس الآن في الشاحنات، وهذا ما يفسر ارتفاع أعداد الوافدين، الذين يجلبون أيضاً حاجياتهم".
دخل الآلاف إلى المنطقة الشمالية من أوغندا عبر المنافذ الحدودية في مويو وكولوبا ولاموو ويومبي وإيليغو، وذهب البعض الآخر مباشرة إلى مخيم كيرياندونغو للاجئين في وسط غرب البلاد.
وفي السابق، أُغلقت الحدود من جانب جنوب السودان، ولكنّ القيود خُففت مؤخراً.
يفر معظم الوافدين الجدد من ولاية شرق الإستوائية، ويصل عدد أقل منهم من جوبا. يقول هؤلاء بأن الوضع الأمني لا يزال متقلباً، وأن القتال قد يُستأنف أي وقت. وأفاد اللاجئون بأن أعمال النهب والسلب ازدادت.
داخل أوغندا، يقيم أكثر من 6,000 جنوب سوداني في مخيم باجيارينيا في منطقة أدجوماني بينما ينتظر آخرون في نقاط التجمع ليتم نقلهم إلى المخيم. وأشار تقييم أخير إلى أن مخيم باجيارينيا قادر على استيعاب 6,500 شخص آخر، أي أنه يُرجح أن يمتلئ خلال أيام.
وقالت المفوضية بأن بعثة مشتركة بين الوكالات لتقييم المواقع، تضم الحكومة والمفوضية، زارت عدداً من المواقع لتحديد المناطق المناسبة لإقامة مخيمات جديدة.
وأضاف دوبز: "يصل اللاجئون إلى أوغندا متعبين وجائعين، وقد مشى الكثيرون منهم لعدة أيام، حاملين أمتعتهم، بينما يشكو آخرون من سوء التغذية بعد السير لعدة أيام من دون طعام. وقد صعّبت أنشطة الميليشيات في بعض مناطق جنوب السودان جني المحاصيل في الأشهر الأخيرة".
وقالت الأمم المتحدة بأن 300 شخصاً على الأقل قتلوا وأن 10,000 شخص أصحبوا نازحين حالياً بعد أعمال العنف في جوبا. وقد بدأت دول عديدة بإجلاء رعاياها، في حين عرضت الدول المجاورة إرسال قوات حفظ سلام إضافية تابعة للأمم المتحدة.
وتابع دوبز قائلاً: "ولقد شُنت أيضاً هجمات دنيئة ضد العاملين في المجال الإنساني، كالاغتصاب، ونحن ندينها بشدة. ويجب أن يُحاكم المسؤولون عن تلك الإعمال ليحاسبوا على اعتداءاتهم الوحشية ضد عمال الإغاثة".
وقد ساهم انخفاض قيمة جنيه جنوب السودان في التوتر، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار، فأصبحت المواد الغذائية مكلفة للغاية بالنسبة إلى الكثيرين.
في منطقة غامبيلا غربي أثيوبيا، لم يرتفع عدد الوافدين الجدد إلى حد كبير منذ 11 يونيو، لكن تجدد القتال أحبط الآمال بالعودة إلى الوطن قريباً. وكانت الحدود بين كينيا وجنوب السودان هادئة نسبياً أيضاً. ويوم الخميس الماضي، نقلت المفوضية 169 وافداً جديداً من الحدود إلى مخيم كاكوما.
وقال دوبز: "سيتسبب النزوح الجديد في جنوب السودان بضغط إضافي على موارد المفوضية لعملية جنوب السودان ويؤثر على قدرتنا على تقديم المساعدة المنقذة للحياة في الوقت المناسب".