المفوضية تشدد على الحق بالعودة الآمنة للاجئين في الكاميرون

أطفال نيجيريون لاجئون يشاركون بحماس في صف لتعلم اللغة الإنكليزية في مخيم ميناواو في الكاميرون.  © UNHCR/H. Caux

ياوندي، الكاميرون، 26 فبراير/شباط (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) - صرّح كبير المسؤولين عن الحماية خلال زيارة قام بها إلى الكاميرون هذا الأسبوع قائلاً بأن المفوضية ستعمل عن كثب مع حكومتي الكاميرون ونيجيريا لضمان حق اللاجئين في العودة الطوعية بأمان وكرامة.

وكرّر مساعد المفوض السامي لشؤون الحماية، فولكر تورك، دعم المفوضية لاتفاق ثلاثي بين الشركاء، خلال زيارةٍ قام بها إلى مخيم ميناواو حيث يعيش اللاجئون في منطقة أقصى شمال الكاميرون. ويوفر المخيم المأوى لأكثر من 50,000 لاجئ نيجيري.

وقال تورك: "نحن جاهزون لدعم صياغة اتفاق ثلاثي بين الكاميرون ونيجيريا والمفوضية لضمان العودة الطوعية بما يتماشى مع المبادئ الأساسية ومعايير الحماية الدولية عندما تسمح الظروف".

ومنذ تنفيذ متمردي بوكو حرام في نيجيريا حملتهم الإرهابية عبر الحدود العام الماضي، أعادت الكاميرون أكثر من 20,000 نيجيري من المناطق الحدودية العسكرية. وقد قال الكثيرون بأنه لم يكن أمامهم خيار آخر. ودعت المفوضية الكاميرون والبلدان المضيفة الأخرى إلى إبقاء حدودها مفتوحة وضمان كون عودة الأشخاص طوعية.

وتوجه مساعد المفوض السامي إلى الكاميرون للفت الانتباه العالمي إلى محنة أكثر من 260,000 لاجئ من جمهورية إفريقيا الوسطى و70,000 لاجئ من نيجيريا وحوالي 158,000 نازح داخلياً تقوم المفوضية والشركاء الآخرون بمساعدتهم وحمايتهم.

وقبل اختتام زيارته التي دامت ثلاثة أيام، الأربعاء، زار تورك اللاجئين في منطقة يتضرر فيها النازحون الكاميرونيون والسكان المحليون من هجمات المسلحين.

وفي ميناواو، التقى بامرأة لاجئة ذكرت أن التعليم لأطفالها وسبل كسب العيش والصحة هي من بين الاحتياجات الأكثر إلحاحاً بالنسبة لهم، وعبّروا أيضاً عن مخاوفهم في ما يتعلق بالعودة إلى قراهم الأصلية.

وقال علي شويك، أحد قادة اللاجئين: "نحن ندعو حكومتنا إلى اتخاذ كافة الإجراءات الضرورية لإعادة السلام والاستقرار إلى المنطقة الشمالية الشرقية [في نيجيريا] للسماح لنا بالعودة إلى وطننا بأمان".

واعتبر اللاجئ ابراهيما، الذي يبلغ من العمر 45 عاماً، ويعيش في المنفى في مخيم ميناواو، مسألة الأمن أولوية أيضاً، وقال: "نريد حقاً العودة إلى وطننا، ولكننا لا ندري أين سنعيش هناك فقد تدمرت قرانا بالكامل كما أن الوضع الأمني لا يزال غير مستقر".

وتأثر تورك بعد جولته في المخيم وفي مركز عبور مجاور، بقوة وشجاعة هؤلاء اللاجئين الذين يحاولون إعادة بناء حياتهم من خلال سبل كسب العيش والأنشطة المولدة للدخل على الرغم من معاناتهم السابقة، وصرّح قائلاً: "ما رأيته وسمعته اليوم أشعرني بالشجاعة والقلق في الوقت نفسه".

وقد أجبر الصراع بين القوات الحكومية وبوكو حرام في شمال شرق نيجيريا أكثر من 70,000 شخص على الفرار إلى الكاميرون بعد هجمات على قراهم في ولايات بورنو وأداماوا ويوبي في نيجيريا. بالإضافة إلى ذلك، فقد وصل الصراع إلى الكاميرون حيث نزح حوالي 158,000 شخص داخلياً في الشمال.

والتقى مساعد المفوض السامي أيضاً مسؤولين حكوميين رفيعي المستوى ومانحين وممثلين عن الأمم المتحدة في ياوندي قبل مغادرة البلاد يوم الأربعاء.

بقلم دجيراسيم مبايوريم في ياوندي، الكاميرون