لأول مرة.. رياضيون لاجئون من ذوي الإعاقة يشاركون في الألعاب البارالمبية في ريو
سوف يضم الفريق السباح السوري إبراهيم الحسين ولاجئ آخر من إيران في رياضة رمي القرص.
جنيف - منذ عام 1960، تنافس رياضيون من ذوي الإعاقة لتحقيق المجد في دورات الألعاب الأولمبية الخاصة بهم أو ما يسمى بـ "الألعاب البارالمبية". وهذا الصيف، وللمرة الأولى، سيتنافس رياضيان بارالمبيان واجها تحدياً إضافياً بنزوحهما من وطنهما، وذلك في ريو دي جانيرو ضمن فريق الرياضيين البارالمبيين المستقل.
سيحذو المنافسان القادمان من إيران وسوريا، حذو فريق اللاجئين الأولمبي المحتفى به على نطاق واسع. ورغم أنه لم يفز بأي ميداليات، فقد دخل الفريق المؤلف من 10 رياضيين التاريخ في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2016، مما عكس شجاعة ومثابرة اللاجئين والنازحين في العالم - الذين يتجاوز عددهم الآن الـ65 مليون.
قبل دورة الألعاب البارالمبية التي ستبدأ في 7 سبتمبر، تعرفوا على الرياضيين اللذين سيحملان رسالة أمل، ليس فقط للملايين من النازحين من ذوي الإعاقة في جميع أنحاء العالم، ولكن للجميع، أينما كانوا.
بينما كان يترعرع في دير الزور، سوريا، كان إبراهيم الحسين يسبح في نهر الفرات. فجعل من الجسر المعلق الشهير في المدينة نقطة البداية ومنصة الغوص الخاصة به. كان والده، وهو مدرب سباحة، مدربه الخاص، مما قاد إبراهيم وعدداً من أشقائه الـ13 إلى انتصارات في مسابقات سباحة محلية ووطنية.
غير أن مسيرته في السباحة انقطعت مع اندلاع الحرب في سوريا ووصول القتال العنيف إلى منطقته.
ذات يوم في عام 2013، ركض إبراهيم لمساعدة صديق له أصيب جراء انفجار قنبلة، غير أنه أصيب بنفسه. فخسر الجزء السفلي من ساقه اليمنى، من منتصف الساق حتى الأسفل. بعدها فرّ إلى تركيا، حيث قضى جزءاً كبيراً من العام التالي بالتعافي. يقول: "بعد أن تأذيت، التزمت المنزل وكان من الصعب جداً عدم التمكن من القيام بأي شيء."
أمضى إبراهيم أغلب العام التالي يعلم نفسه المشي من جديد. ثم استقل قارباً مطاطياً إلى اليونان، حيث يعيش منذ عام 2014. بعد إصابته، اعتقد إبراهيم بأنه لن يسبح أبداً مرة أخرى، ناهيك عن التنافس بالسباحة على الساحة العالمية. حتى اليوم. "بعد 22 عاماً من التدريب، تحقق حلمي أخيراً. أحياناً آوي الفراش ليلاً بسعادة عارمة وأبدأ بالبكاء."
في دورة الألعاب البارالمبية، سيشارك إبراهيم في سباقي الـ50 متر والـ100 متر سباحة حرة في فئة S10، إحدى الفئات الـ10 التي تعتمد على درجة القدرة. وتأتي مشاركته بعد أقل من عام على بدئه السباحة من جديد في أكتوبر الماضي، بعد التوقف لخمس سنوات.
"من المستحيل أن أصف الشرف الذي أشعر به."
في أبريل، حمل إبراهيم شعلة الألعاب الأولمبية لعام 2016 عبر مخيم للاجئين في أثينا. وكانت هذه لفتة رمزية تهدف إلى إظهار التضامن مع اللاجئين في العالم في وقت أجبرت فيه الحرب والصراع 65 مليون شخص على ترك منازلهم على نحو غير مسبوق.
وقد عرف مؤخراً أنه سيذهب إلى ريو دي جانيرو بنفسه كسباح في دورة الألعاب البارالمبية.، وقال: "عندما اكتشفت أنني سوف أنافس في دورة الألعاب، فرحت للغاية بحيث لم أستطع البقاء هادئاً. أردت أن أنام، ولكن لم أستطع. كان شعوراً رائعاً ".
في أثينا، يتدرب إبراهيم على السباحة مع المنتخب اليوناني للرياضيين من ذوي الإعاقة. على الأرض، يمشي باستخدام ساق صناعية أعطاه إياها طبيب خاص في اليونان مجاناً. وأوقات السباحة التي يحققها تفوق ببضع ثوان أفضل الأوقات التي حققها عندما كان يستخدم كلتا ساقيه. لكن إبراهيم يحاول التعويض عن التأخير باستمرار. منافسه الرئيسي، كما يقول، هو نفسه: "من المستحيل أن أصف الشرف الذي أشعر به. كل ما أفكر به الآن هو أن أبذل كامل قدراتي وأن أحقق هدفي."
شهراد ناساجبور، وهو إيراني تم منحه حق اللجوء في الولايات المتحدة، هو أيضاً جزء من الفريق. وسوف يتنافس في مباراة رمي القرص في ألعاب ريو البارالمبية. وبصفته رياضياً مصاباً بالشلل الدماغي، سوف يتنافس في فئة F37 الرياضية. رفض ناساجبور الحديث عن قصته لأسباب شخصية، وهو يركز على صقل مهاراته قبل الألعاب.
*شاركت تانيا كاراس في التقرير من أثينا، اليونان.