المفوضية توصل قافلة مساعدات إلى مدينة سورية محاصرة

أوصلت القافلة المتعددة الوكالات الغذاء والأدوية الأساسية ومساعدات أخرى لـ44,000 من السكان المحاصرين في جيرود والقرى المجاورة منذ يونيو الماضي.

 

محمد ثائر يقف مع ثلاثة من أطفاله الأربعة في جيرود، سوريا. وهو يعيش مع عائلته في الطابق السفلي لأحد المساجد حيث الظروف المعيشية سيئة للغاية.   © UNHCR/Vivian Tou'meh

جيرود، سوريا- يلعب أطفال محمد ثائر الأربعة في الخارج تحت أشعة شمس الربيع، بعد أن قضوا فصل الشتاء مع سبع عائلات نازحة أُخرى في الطابق السفلي غير المدفأ لمسجدٍ في جيرود، وهي بلدة زراعية تبعد حوالي 50 كيلومتراً شمال شرق دمشق.

نجا محمد البالغ من العمر 43 عاماً من القتال بالقرب من مسقط رأسه في ريف دمشق في عام 2012، ونقل عائلته إلى جيرود، وهي منطقة زراعية تقع على الطريق التجاري القديم بين العاصمة السورية وتدمر، بحثاً عن الأمان.

عندما وصلوا إلى هناك، وجدوا أنفسهم محاصرين بالمقاتلين وغير قادرين على التنقل، ليمضوا الأعوام الخمسة الأخيرة منعزلين عن العالم، حيث يعيشون في مسجد ويصارعون من أجل البقاء.

"لم نتلقَ أي مساعدة منذ يونيو الماضي، ولا نملك شيئاً"

من دون عمل، يعتمد محمد على مساعدات منظمات الإغاثة والمجتمع المحلي المضيف ليحصل على الطعام هو وأسرته. ولكنْ حتى الأسبوع الماضي، عندما قامت المفوضية بالتعاون مع شركاء آخرين من الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية بتسليم الأغذية وغيرها من الضروريات الأساسية إلى جيرود والقرى المجاوة، كانت قد مضت أشهر لم يحصل فيها على شيء.

وقال محمد لموظفي المفوضية: "لم نتلقَ مساعدات منذ يونيو من العام الماضي، ولم نكن نملك شيئاً. لم يكن لدينا أرز أو برغل أو زيت لطهي الطعام لأطفالنا. أسعار المواد الغذائية مرتفعة، ولا تتوفر لنا فرص العمل لتغطية نفقاتنا".

: قافلة مشتركة بين الوكالات في طريقها إلى جيرود وقطنا والناصرية في ريف دمشق.   © UNHCR/Vivian Tou'meh

لقد دفعت الحرب الدموية التي تمضي في عامها السابع في سوريا إلى الآن أكثر من 4.8 ملايين شخص إلى الفرار بحثاً عن الأمان في البلدان المجاورة. وفي الوقت نفسه، أصبح نحو 6.3 ملايين شخص مثل محمد وأسرته نازحين داخلياً بسبب الصراع، مما ترك 13.5 ملايين شخص بحاجة إلى المساعدات الإنسانية داخل سوريا.

واشتملت قافلة المساعدات الأخيرة على 41 شاحنة محملة بالأغذية والإمدادات الطبية والأدوات المنزلية والكتب المدرسية، ووزعت على 44,000 شخص يعيشون في جيرود، فضلاً عن قريتي قطنا والناصرية حيث لم يتم تقديم أي مساعدة إنسانية منذ بداية الصراع.

وخلال هذه العملية، اجتمعت فرق ميدانية من المفوضية وغيرها من الوكالات الإنسانية مع المجتمعات المحلية والمنظمات لتقييم الأوضاع داخل المدينة.

وقالت جولاندا فان ديك، المسؤولة الميدانية في للمفوضية بعد أن زارت المدينة التي كانت مزدهرة في ما مضى: "خلال هذه المهمة، أردنا مقابلة المعلمين وتقييم العيادات العاملة ولقاء النساء والأطفال والتحدث معهم والاستماع إلى احتياجاتهم. معظم السكان بحاجة ماسة إلى الرعاية الصحية الأولية ودعم سبل كسب العيش".

"معظم السكان بحاجة ماسة إلى الرعاية الصحية الأولية ودعم سبل كسب العيش"

وقد وجد أعضاء البعثة أن العديد من النازحين في جيرود يعيشون في مبانٍ غير مكتملة أو في مزارع، ويواجهون نقصاً حاداً في المياه والكهرباء وانعدام فرص العمل لتوفير دخل أساسي.

وفي حين أن المساعدة الأخيرة وفرت شريان الحياة لمحمد والأسر الأُخرى في المنطقة، إلا أنه قال بأن الحل الدائم للصراع هو الطريقة الوحيدة التي ستسمح لأطفاله باستعادة ما تبقى من طفولتهم.

وأضاف: "آمل أن يحل السلام في بلدي مجدداً، وأن يواصل أطفالي حياتهم مثل باقي أطفال العالم".