المفوضية تتعهد بمساعدة آلاف النازحين في حوض بحيرة تشاد

مع اختتامه زيارة امتدت 10 أيام إلى النيجر وتشاد والكاميرون ونيجيريا، تعهد فيليبو غراندي بمساعدة 460,000 نازح بسبب التمرد.

 

أم نازحة قسراً تحمل ابنها المولود حديثاً في وحدة الأمومة في مخيم ميناواو في الكاميرون.   © UNHCR/Alexis Huguet

أبوجا، نيجيريا- اختتم المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي زيارة امتدت 10 أيام إلى النيجر وتشاد والكاميرون ونيجيريا معيداً التذكير بالتزام المفوضية العميق بالاستمرار بمساعدة مئات النازحين قسراً في المنطقة بسبب تمرد بوكو حرام.

وشدد غراندي الذي غادر نيجيريا في وقت متأخر من يوم الاثنين بعد لقاء الرئيس محمدو بخاري في أبوجا، على التحديات الرئيسية التي تنتظر المجتمع الدولي والحكومات في المنطقة: على صعيد الأمن والاستجابة الإنسانية والتنمية والحقوق وحماية المدنيين.

وقال غراندي: "يتعين علينا أن نربح معركة التنمية إن أردنا أن نربح الحرب ضد الأصولية. فالفقر والتخلف والنقص في التعليم تولد انعدام الأمن. علينا أن نعالج هذه التحديات المهمة على صعيد التنمية في المنطقة ككل."

"يتعين علينا أن نربح معركة التنمية إن أردنا أن نربح الحرب ضد الأصولية."

يوم الأحد، سافر غراندي إلى مايدوغوري، عاصمة ولاية بورنو، شمال شرق نيجيريا حيث زار باكاسي، أحد المخيمات الـ 12 التي تديرها الحكومة بمساعدة وكالات الإغاثة. وقال أحد المزارعين لغراندي خلال اجتماع مع قادة المخيمات: "يجب أن يكون لدينا أنشطة أكثر استدامة. نحن نقدر طبعاً المساعدة في المخيم ولكن أصبحنا نعتمد على الإغاثة ونحتاج إلى ما يمكنّنا من كسب العيش."

وتكلم المزارع ومشاركون آخرون عن التحديات الإضافية التي يواجهونها بما في ذلك الحاجة إلى المزيد من الطعام ونقاط المياه والمراحيض. ويستضيف المخيم أكثر من 21,000 نازح داخلياً فروا من العنف في المنطقة.

وزار غراندي مركزاً تدعمه المفوضية في المخيم يساعد النساء على تطوير سبل لكسب العيش مثل الخياطة والأعمال الجلدية. وساعدت المفوضية أيضاً في تنظيم ورشة عمل لتدريب الميكانيكيين في مايدوغوري وفي إنشاء مراكز في ولايتي بورنو ويولا لمساعدة النازحين على تعلم مهارات جديدة وتطبيقها.

وتعهد بمتابعة المفوضية لدعمها للمساعدات الإنسانية وتشجيعها للتدخلات التنموية على المدى الطويل والضرورية لتحسين حياة الناس. وقال غراندي: أنا هنا لأعبر عن تضامن العالم. سنتابع مساعدة الحكومة في توفير المساعدة المادية. لا يمكن أن يكون مستقبلكم في مخيم، مستقبلكم في بلادكم، في قراكم وبلداتكم."

وقال غراندي بأن التدخل الكبير والواسع النطاق وأنشطة التنمية ضرورية أيضاً في المنطقة المتأثرة. وأضاف: "أدعو الجهات المانحة إلى القيام سريعاً بتمويل الاستجابة الإنسانية لمساعدة الأشخاص المحتاجين والاستثمار في مستقبلهم. ونحتاج أيضاً إلى تدخل وخبرة المؤسسات المالية خصوصاً البنك الدولي وبنك التنمية الإفريقي والمؤسسات الثنائية الطرف الكبيرة."

واستمع غراندي إلى الأشخاص الذين احتُجزوا واعتُدي عليهم من قبل بوكو حرام، ومن بينهم نانسي* البالغة من العمر 26 عاماً التي اغتُصبت مراراً على مدى عامين من الأسر. حملت إلا أنها أجهضت طفلها بسبب التعذيب. تمكنت نانسي من الفرار وقد رُزقت بطفل يبلغ الآن من العمر 11 شهراً، يذكرها بمحنتها. أُعيد لم شملها مع زوجها ولكنها غير قادرة على نسيان معاناتها.

" لا يمكن أن يكون مستقبلكم في مخيم، مستقبلكم في بلدانكم، في قراكم وبلداتكم."

والتقى المفوض السامي أيضاً فتى في الـ 13 من عمره احتُجز من قبل بوكو حرام وقُتل والده. فر الفتى وأمضى 28 يوماً في الغابة يبحث عن الطعام قبل إنقاذه من قبل الجيش، وهو يعيش اليوم مع أمه في المخيم.

وبدأ المفوض السامي زيارة إلى النيجر في 10 ديسمبر للتوعية بشأن الوضع اليائس في نيجيريا والبلدان المجاورة في واحدة من أخطر أزمات النزوح الإفريقية.

وقد استغل الزيارة أيضاً لدعوة المجتمع الدولي إلى تعزيز استجابته والقيام بجهود إضافية لمساعدة الحكومات في الدول الأربعة على التعامل مع العبء. يوم الجمعة الماضي، أطلق في الكاميرون نداءً بقيمة 241 مليون دولار بالنيابة عن 36 شريكاً لمساعدة 460,000 شخص متضرر في النيجر وتشاد والكاميرون، بما في ذلك 183,000 لاجئ نيجيري.

عند زيارة النيجر، حيث التقى بالرئيس محمدو يوسوفو،  ومسؤولين رفيعي المستوى آخرين، أشاد غراندي بواحدة من أفقر دول العالم لفتحها أبوابها مانحةً اللجوء ومشاركتها مواردها النادرة. وقال: "إنه أمر استثنائي حقاً... أؤكد لكم، سأتكلم عن مثال النيجر في العالم."

وزار المفوض السامي أيضاً منطقة ديفا المضطربة التي تعرضت لهجمات بوكو حرام على مدى عامين تقريباً. هي تستضيف نازحين يبلغ عددهم 240,000 شخص بينهم لاجئون نيجيريون إلى جانب المجتمعات المحلية.

وقال، ذاكراً برامج المفوضية حول التحضر والطاقة المحلية في ديفا: "من الضروري ألا نركز فقط على الأزمة الراهنة- بل أن ننظر إلى المستقبل والحاجة إلى التنمية."

وفي منطقة بحيرة تشاد، زار مشروعاً آخر ممولاً من المفوضية يؤمن للاجئين والسكان المحليين وسائل صيد السمك في بحيرة تشاد المجاورة. وأشار إليه كمثال للجهات المانحة حول كيف يمكن لوسائل كسب العيش أن تتيح للناس عيش حياة طبيعية قدر الإمكان. ويمكن للمزيد من التمويل أن يساعد المزيد من الأشخاص على الاكتفاء الذاتي كما يمكنه تحفيز الاقتصاد الضعيف.

في ندجامينا، التقى غراندي بالرئيس إدريس ديبي وأثنى على جهود البلاد التي وفرت المأوى للاجئين من نيجيريا والسودان وجمهورية إفريقيا الوسطى. وناقش أيضاً مشاريع التنمية الهادفة إلى مساعدة اللاجئين والمجتمعات المضيفة مع ممثلي البنك الدولي وبنك التنمية الإفريقي في تشاد.

*تم تغيير الاسم لأسباب تتعلق بالحماية.