متطوعون برازيليون يمدون يد المساعدة للفنزويليين
آلاف الأشخاص الفارين من التضخم والنقص في المواد والاضطراب السياسي في فنزويلا بحاجة للمساعدة الطارئة في البرازيل.
سكان بوا فيستا يقدمون الطعام ومساعدات أخرى للفنزويليين الذين ينامون في العراء في ساحة سيمون بوليفار في المدينة.
© UNHCR/Reynesson Damasceno
كانت نايبيس كارولينا فيغيرا عاطلة عن العمل وتعاني من الجوع والفاقة في بلدها الأصل فنزويلا قبل أن تغادر إلى المجهول وتهيم على نفسها على طرقات البرازيل المجاورة.
يدفع كل من التضخم المتزايد والنقص في الطعام والأدوية والعنف والاضطراب السياسي بعشرات الآلاف من الفنزويليين مثل نايبيس للفرار.
يعيش المئات في خيام في ساحة سيمون بوليفار، في بوا فيستا، وهي عاصمة ولاية رورايما الواقعة في شمال البرازيل، حيث يطلبون المساعدة الإنسانية والحماية الدولية.
تقول نايبيس البالغة من العمر 34 عاماً: "تركنا كل شيء في فنزويلا. ليس لدينا أي مكان لنعيش أو ننام فيه وليس لدينا ما نأكله... أتينا إلى البرازيل لطلب التضامن والدعم".
استجابت مجموعة من المتطوعين البرازيليين لندائهم، حيث أسست المحامية آنا لوسيولا فرانكو والدكتورة أوجينيا مورا مجموعة تضامنية أطلقوا عليها "إس أو إس ايرمانوس" (أنقذوا إخواننا) تقدم الطعام والملابس والأثاث والتجهيزات للأشخاص المحتاجين.
"يجب علينا أن نقوم بكل ما في وسعنا لحمايتهم وإخراجهم من الشوارع"
تقول آنا لوسيولا: "يصل معظم الأشخاص مع كمية قليلة من الملابس التي لا تكون مناسبة لحمايتهم من الصقيع. يجب علينا أن نقوم بكل ما في وسعنا لحمايتهم وإخراجهم من الشوارع".
ارتفع عدد طالبي اللجوء الفنزويليين في العالم بنسبة 2,000% منذ عام 2014. وظهر هذا الارتفاع بشكل خاص في العام الماضي في الأمريكيتين، بما في ذلك في البرازيل التي تستقبل أكثر من 800 فنزويلي في اليوم.
وقد دخل حوالي 40,000 شخص إلى ولاية رورايما المعزولة الواقعة شمال البلاد منذ بداية العام الماضي وهم يعيشون في بوا فيستا، غالبيتهم بحاجة إلى المساعدة الطارئة في مجال الوثائق والمآوي والغذاء والرعاية الصحية، وتعمل المفوضية مع الحكومة البرازيلية والمنظمات الشريكة لتلبية هذه الاحتياجات.
في بوا فيستا، تحدث المساعدة فارقاً بالنسبة لطالبي اللجوء، ومن بينهم لويزيانا ميلاغروس ميدينال البالغة من العمر 32 عاماً، والتي فرت من فنزويلا منذ أسبوع.
تقول لويزيانا: "أنا متأثرة بالطريقة التي يعاملنا بها البرازيليون" مضيفةً بأنها تشعر بالأمان وبأنه مرحب بها. "لم أفكر يوماً بأن الوضع سيكون كذلك".
يقول بيرتران بلان، وهو مسؤول الطوارئ في المفوضية في بوا فيستا: "تقدم "إس أو إس ايرمانوس" الطعام لـ 500 لاجئ يومياً وستقدم قريباً المأوى لهم. ويتيح ذلك لنا ولشركائنا تخفيف الصعوبات الكبيرة التي تواجهها عائلات عديدة".
لا تقتصر مساعدة المتطوعين للواصلين على الغذاء والملابس، بل إنهم يحصلون أيضاً على المساعدة في إيجاد عمل من خلال شبكة من جهات الاتصال المهنية.
تقول آنا لوسيولا: "أحد أهدافنا الرئيسية هو مساعدتهم في الحصول على وظائف" مشيرةً إلى أن عدداً كبيراً من الفنزويليين يتمتعون بمؤهلات مهنية ويمكنهم المساهمة في الاقتصاد المحلي إن أُعطيت الفرصة لهم.
مع اقتراب موسم الأمطار في مايو، تفتتح المجموعة مأوى لحوالي 40 عائلة، سيعتمد بشكل أساسي على التبرعات.
استجابةً لتدفق الفنزويليين، أصدرت المفوضية مبادئ توجيهية جديدة للحكومات في الشهر الماضي حول كيفية دعم الفنزويليين الذين هم بحاجة إلى الحماية الدولية والمساعدة الإنسانية.
"كل خطوة تضامنية، بأي شكل من الأشكال، تولد التعاطف"
منذ شهر يونيو العام الماضي، عززت المفوضية استجابتها الإنسانية للتدفق من خلال افتتاح مكاتب في بوا فيستا وماناوس في ولاية أمازوناس المجاورة.
تدعم المفوضية الشرطة الفدرالية المسؤولة عن استقبال وتسجيل الفنزويليين الذين يطلبون اللجوء أو تصاريح إقامة. وحتى فبراير من هذا العام، طلب أكثر من 24,800 فنزويلي اللجوء وطلب حوالي 11,000 الإقامة المؤقتة.
تظن آنا لوسيولا بأن عمل "إس أو إس ايرمانوس" يساعد في تغيير سلوك أفراد مجتمعها حيث أن البعض منهم لا يتقبلون اللاجئين. وقد تعرضت هي ومتطوعون آخرون للمضايقة والإساءة اللفظية ولكنهم لم يتراجعوا. تقول: "كل خطوة تضامنية، بأي شكل من الأشكال، تولد التعاطف".
تشعر نايبيس وفنزويليون آخرون بالامتنان لمثل هذه الأعمال اللطيفة وتقول: "لقد ساعدونا كثيراً وبالنسبة لي، إنه عمل من التضامن بين البرازيليين والفنزويليين".