منظمات محلية في غواتيمالا ترحب بالفارين من عنف العصابات في أميركا الوسطى
نائبة المفوض السامي تثني على المآوي التي توفر الحماية للأشخاص الأكثر ضعفاً الذين يتنقلون في أميركا الوسطى.
السيبو، غواتيمالا- طوال عقد من الزمن، فتح أندريس توريبيو وزوجته منزلهما على الحدود بين غواتيمالا والمكسيك لتوفير المأوى والحماية للفارين من العنف في أميركا الوسطى، نظراً لأنهما يعلمان بأن الطريق إلى بر الأمان قد يكون خطيراً.
لدى فرارهم من عنف العصابات في بلادهم، قد يقع طالبو اللجوء ضحية تجار البشر والمختطفين ويتعرضون لانتهاكات جنسية أو للسرقة على طول الطريق.
واليوم، يعمل توريبيو كمنسق لمركز جديد تديره الجمعية الرعوية الإنسانية لمساعدة الأشخاص المتنقلين في غواتيمالا والتي فتحت أبوابها الشهر الماضي في السيبو بدعم من المفوضية. ويقول توريبيو: "من خلال المركز الجديد نستطيع مساعدة المزيد من الأشخاص" وأضاف أنه، وفي الأسابيع القليلة الأولى ساعد "بيت المهاجر" في السبيو 64 طالب لجوء وأشخاصاً آخرين من الفئات الأشد ضعفاً.
وقال: "نساعد اللاجئين والمهاجرين ونعلمهم بحقهم في طلب اللجوء ونؤمن لهم المسكن والطعام".
ويُعتبر هذا المأوى جزءاً من شبكة من المساحات الآمنة التي تديرها منظمات محلية وتدعمها المفوضية والتي زارتها نائبة المفوض السامي كيلي كليمنتس خلال رحلة إلى شمال أميركا الوسطى الشهر الماضي. فقد زارت كليمنتس المكسيك وغواتيمالا وهندوراس التي تأثرت جميعها بالعنف وبموجبة متزايدة من الأشخاص المتنقلين.
"الإصغاء إلى قصصهم تجربة مؤثرة جداً"
وقالت كليمنتس التي تحدثت عند الحدود بين غواتيمالا والمكسيك: "لقد تتبعنا ما يقوم به العديد من طالبي اللجوء والمهاجرين يومياً للحصول على الحماية الدولية في المكسيك. إن الإصغاء إلى قصصهم تجربة مؤثرة جداً على الدوام وتذكير قوي بالمسؤولية التي نتقاسمها جميعنا لضمان حمايتهم وإيجاد حلول لنزوحهم."
ومن أجل تعزيز سلامة المتنقلين، تدعو المفوضية دول العبور واللجوء لإنشاء شبكات من المساحات الآمنة التي توفر المآوي والمساعدة الإنسانية على المدى القصير. ومن خلال المقابلات والدعم النفسي والاجتماعي، يمكن تحديد الأشخاص المحتاجين إلى الحماية الدولية وتزويدهم بالمعلومات عن كيفية تقديم طلبات اللجوء والسعي للحصول على الحماية.
وقد كانت مجموعات من المجتمع المدني الغواتيمالي في مقدمة المنسقين لشبكة من المساحات الآمنة تضم 8 مآوٍ و12 نقطة معلومات بدعم من المفوضية. ومن بينها مساحة تُعنى فقط بالأطفال غير المصحوبين ومساحة أخرى للمنتمين لمجتمعات بانتماءات جنسية مختلفة والذين يحتاجون للحماية الدولية.
وقالت كليمنتس: "أنا أثني على عمل شركائنا الهادف لتنمية وتعزيز شبكة المساحات الآمنة وعلى العناية الخاصة التي يرفرونها للأطفال والنساء والفتيات".
وقد تلقى أكثر من 2,400 شخص المساعدة مع الشبكة الغواتيمالية وقد فر 15% منهم من بلدانهم الأصل بسبب عنف العصابات والمنظمات الإجرامية وبسبب العنف المنزلي والجنسي والقائم على نوع الجنس.
"تأتي الحلول عند معالجة أسباب فرار الأشخاص"
يقرر عدد متزايد من الأشخاص المحتاجين للحماية طلب اللجوء في غواتيمالا بدلاً من الذهاب إلى المكسيك أو الولايات المتحدة. وقد ارتفع عدد الطلبات في هذا البلد الواقع في وسط أميركا بنسبة 66% بين عامَي 2014 و2017. وارتفعت الطلبات المقدمة من الهوندوراسيين والسلفادوريين بنسبة 47% عام 2017 مقارنةً بالعام السابق. وفي ديسمبر 2017، استضافت غواتيمالا 370 لاجئاً من 12 جنسية مختلفة.
وقالت كليمنتس: "تثني المفوضية على غواتيمالا لترحيبها باللاجئين على الرغم من التحديات التي تواجهها ولمشاركتها في نهج إقليمي أساسي لمعالجة الأسباب الجذرية للعنف الذي يدفع العديد من الأشخاص للفرار من بلدانهم".
وافقت غواتيمالا وبليز وكوستا ريكا وهندوراس ومكسيك وبنما على التعاون من أجل تقوية أنظمتها للحماية والعمل مع وكالات التنمية من أجل توفير الحلول والطرق التي تتيح الاستجابة للنزوح وتقاسم الخبرات والممارسات الجيدة.
وتشكل هذه العملية المعروفة باسم الإطار الإقليمي الشامل للحماية والحلول جزءاً من الميثاق العالمي بشأن اللاجئين الذي يهدف إلى تغيير الطريقة التي يتعامل بها المجتمع الدولي مع اللاجئين.
الميثاق العالمي مصمم لمعالجة الثغرات في النظام الدولي لحماية اللاجئين من خلال توفير دعم أكثر إنصافاً وشفافية للدول والمجتمعات المستضيفة لهم.
وقالت كليمنتس: "في النهاية، يتمثل حل النزوح في أميركا الوسطى في معالجة أسباب فرار الأشخاص".
في هذه الأثناء، سيستمر توريبيو في الترحيب باللاجئين والمهاجرين المتعبين المارين في السيبو في طريقهم إلى بر الأمان.