أنجلينا جولي: احترام حقوق الإنسان مفتاح السلام في سوريا
خلال زيارة إلى مخيم الزعتري للاجئين في الأردن، دعت المبعوثة الخاصة للمفوضية المجتمع الدولي إلى وضع "نهاية مبنية على المبادئ لهذه الحرب اللاعقلانية".
مخيم الزعتري للاجئين، الأردن - قالت المبعوثة الخاصة للمفوضية، أنجلينا جولي، يوم الأحد بأن أي حل تفاوضي للنزاع الذي طال أمده في سوريا يجب أن يحترم كرامة وحقوق جميع السوريين، بمن فيهم ملايين اللاجئين الذين يعيشون في البلدان المجاورة.
فبعد مرور حوالي سبعة أعوام على بداية النزاع، لا يزال هناك أكثر من 6 ملايين شخص في عداد النازحين داخل سوريا، وقد فر 5.48 مليون آخرين إلى بلدان أخرى في المنطقة، مما تسبب في أكبر أزمة لجوء منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وفي زيارتها الخامسة إلى الأردن منذ بداية الأزمة، زارت السيدة جولي العائلات اللاجئة التي تعيش في مخيم الزعتري، وهو أكبر تجمع للاجئين في الشرق الأوسط، ويستضيف أكثر من 80,000 سوري.
وقالت خلال مؤتمر صحفي عقد في المخيم: " علينا ألا ننسى بأن هذه الحرب بدأت بمطالب من السوريين بالتمتع بمزيد من حقوق الإنسان ويجب أن يبنى السلام في بلادهم على هذا الأساس. لا يمكن له أن يستند على التغاضي عن استهداف المدنيين من كافة الأطراف، وقصف المدارس والمشافي، والبراميل المتفجرة، والتعذيب والأسلحة الكيماوية، واستخدام الاغتصاب كأداةٍ للحرب".
"نرجو بذل المزيد من الجهود للمساعدة في تلبية احتياجات العائلات السورية اليائسة والبلدان المستضيفة لها"
"هذه هي رسالتي للمجتمع الدولي اليوم: نعم، بالطبع، نرجو بذل المزيد من الجهود للمساعدة في تلبية احتياجات العائلات السورية اليائسة والبلدان المستضيفة لها. ولكن قبل كل شيء، التحلي بروح القيادة والقوة اللازمتين للتفاوض لوضع نهاية مبنية على المبادئ لهذه الحرب اللاعقلانية - دون التفريط بكرامة وحقوق الأسر السورية، فهذا الأمر غير قابل للتفاوض" .
وفي وقت سابق، التقت المبعوثة الخاصة بأبو صهيب، وهو أب لستة أطفال ويبلغ من العمر 40 عاماً. فر إلى الأردن من محافظة درعا جنوب سوريا في عام 2013. وقال لجولي بأن إراقة الدماء والفوضى في سوريا أشعرتاه بالعجز خارج البلاد، مضيفاً بأن كل ما يريده هو أن تعيش عائلته بسلام: "كل ما أريده هو أن أعيش معهم في مكان يمكنهم فيه أن يدرسوا ويصبحوا مهندسين أو أطباء ويخدموا البلاد التي تستضيفهم بكل شرف وولاء. على ضوء ما نراه، فإنه من الصعب أن نأمل بأن تعود سوريا إلى ما كانت عليه من قبل".
ورافق المبعوثة الخاصة كل من ابنتها زاهارا، البالغة من العمر 13 عاماً، وابنها شيلوا، وعمره 11 عاماً وقد التقوا بمجموعة من الشابات السوريات في مركز مجتمعي تموله المفوضية في المخيم. وجميع الشابات أعضاء في مبادرة للتعليم بعد الدوام المدرسي وقد وصفن التعليم كأكبر مصدر أمل لهن للمستقبل.
وقالت السيدة جولي: "طلب ابناي زاهارا وشيلوا مرافقتي اليوم، وقد أمضيا وقتاً بالتحدث واللعب مع الأطفال ممن هم في سنهما والذين أجبروا على ترك منازلهم والذين قتل أفراد أسرهم أو اختفوا والذين يصارعون للتغلب على الصدمات النفسية والمرض، ولكنهم في النهاية ليسوا إلا أطفالاً لديهم آمال وحقوق مثل جميع الأطفال في أي دولة أخرى".
"لا تملك مفوضية اللاجئين التمويل الكافي لتلبية أكثر الاحتياجات ضرورة من أجل البقاء بالنسبة للكثير من العائلات"
وبعد ما يقارب سبعة أعوام من الحرب، استنفد معظم اللاجئين السوريين جميع مدخراتهم ويعيش معظمهم الآن تحت خط الفقر بأقل من 3 دولارات أميركية في اليوم.
وقالت المبعوثة الخاصة بأن هذا قد أدى إلى زيادة مصاعب اللاجئين، مما ترك العديد من العائلات دون طعام كافٍ وزاد أعداد الفتيات الصغيرات المعرضات للزواج المبكر وتسبب بمواجهة الكثير من السوريين شتاءً آخر دون مأوى مناسب.
وقالت السيدة جولي: "لا تملك المفوضية الأموال اللازمة لتوفير حتى الضرورات الأساسية من أجل بقاء العديد من العائلات. في العام الماضي، بلغت نسبة تمويل استجابة المفوضية للأزمة السورية 50% فقط، وحتى الآن في العام 2018، لا تتجاوز نسبة التمويل 7%. من المحبط جداً لموظفي المفوضية ألا يتمكنوا من تقديم المساعدة للأشخاص الذين يحتاجونها ويستحقونها".