غراندي يلتقي بلاجئين سوريين خلال زيارته إلى برلين
المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، يزور مأوى لحالات الطوارئ أثناء زيارته إلى ألمانيا.
برلين، ألمانيا، 18 فبراير/شباط (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين)- كان مركز المؤتمرات الدولي في برلين، وهو بناء ضخم وحديث-مكاناً تُقام فيه معارض تجارية كبيرة. أما اليوم، فيشكل مأوى مؤقتاً لحوالي 600 طالب لجوء غالبيتهم من سوريا والعراق وأفغانستان.
وفي زيارته الأولى إلى ألمانيا بصفته المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، زار فيليبو غراندي المركز الذي يشكل مأوى لحالات الطوارئ وتديره المنظمة غير الحكومية، Malteser Hilfsdienst، للاطلاع على الأوضاع.
وقال غراندي: "استقبلت ألمانيا موجات كبيرة من طالبي اللجوء في العام الماضي وكانت مثالاً في تأمين المأوى الآمن لمئات آلاف الأشخاص اليائسين الفارين من مناطق الحروب في العالم. ومن المهم القيام بزيارات ميدانية ولقاء الأشخاص المتضررين والمتخصصين والمتطوعين الكثيرين الذين يدعمونهم."
ومن بين 300 عائلة تقيم في المأوى المؤقت، عائلة صبحة وزوجها أحمد وأولادهما حمزة وأحمد، والعم محمد الذين وصلوا إلى المأوى المؤقت قبل فترة قصيرة من عيد الميلاد في عام 2015. وكانت صبحة حينها حاملاً بطفلها الثالث.
يلتزم العاملون في منظمة Malteser والمتطوعون الكثيرون بدعم العائلة و"الضيوف" الآخرين-كما يسمونهم- بأفضل طريقة ممكنة، ولكن الواقع قاسٍ وأحباؤهم الذين بقوا في سوريا لا يزالون في قلوبهم.
وقال العم: "لا يمكنني التركيز على دروس اللغة الألمانية وعلى حياتي هنا لأنني أفكر بعائلتي في دمشق." ربما يكون أفراد العائلة قد وجدوا الأمان ولكنهم لا يستطيعون نسيان ماضيهم نظراً إلى أن أقاربهم ما زالوا عالقين في وسط منطقة الصراع، كما أن المستقبل لا يزال غير واضح بالنسبة إليها.
وكالكثير من المدن الألمانية الأخرى، استقبلت برلين موجة كبيرة من الوافدين الجدد وهي تعمل بجهد لتأمين الخدمات المناسبة لهم جميعاً. وقد وصل حوالي 80,000 شخص إلى برلين عام 2015. ويقيم الكثيرون منهم مؤقتاً في نوادٍ رياضية ومدارس سابقة ومساكن مؤقتة أخرى.
وقال غراندي الذي تولى منصبه في 1 يناير/كانون الثاني من هذا العام، بعد الزيارة: "استطعت أن أرى التحديات التي يواجهها طالبو اللجوء والبلد الذي يستقبلهم، ولكنني رأيت أيضاً التضامن الكبير مع اللاجئين والمهاجرين الذين وصلوا إلى هنا في الأشهر الأخيرة. هنا، كانت للتضامن نتائج عملية."
وركز المفوض السامي في لقاءاته مع كبار المسؤولين الحكوميين وممثلي المجتمع المدني على التحديات التي تواجهها ألمانيا وعلى دورها في الوضع السياسي الراهن.
وقال غراندي خلال اجتماعه بالرئيس الألماني يواكيم غاوك: "كان من الممكن أن تكون أوروبا مختلفة لولا مساهمات ألمانيا."
وفي بيان مشترك، شكر وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، المفوضية على "العمل الجاد في الظروف الصعبة"، بينما أثنى المفوض السامي على ريادة ألمانيا في المجال الإنساني من خلال دعمها للأشخاص النازحين في سوريا والدول المجاورة لها.
وشدد غراندي قائلا: "إن العنصر الأول في تأمين الاستقرار، هو مساعدة الأشخاص في بلدانهم."
بقلم مارتن رانتش في برلين