غراندي يلتقي بعضاً من النازحين نتيجة الصراع في أوكرانيا

المفوض السامي يدعو إلى توفير شبكات الأمان للذين هم حقاً بحاجة إليها - كبار السن والمعوقون والأكثر فقراً.

 

المفوض السامي فيليبو غراندي يتحدث إلى النازحة الأوكرانية فلادا، 15 عاماً، عن رغبتها في الدراسة من جديد.   © UNHCR/John Wendle

قال رجل للمفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي: "أنا أقف هنا منذ ساعة. وسوف يستغرق الأمر خمس ساعات لمجرد العبور".

كان غراندي في أول رحلة له إلى أوكرانيا منذ توليه منصبه في يناير الماضي. أجبر عامان ونصف من الصراع أكثر من مليوني أوكراني على النزوح من منازلهم إلى مناطق أخرى من البلاد أو اللجوء إلى روسيا.

وقسم الصراع البلاد - إلى مناطق غير خاضعة لسيطرة الحكومة في شرق البلاد ومنطقة دونباس ومناطق واقعة تحت سيطرة الحكومة تشكل غالبية مساحة البلاد.

" المدنيون هم المحاصرون في منطق هذا الصراع "

مايورسك هي إحدى نقاط العبور القليلة التي يمكن للناس الآن عبورها ذهاباً وإياباً. إنها عملية بطيئة ومضنية ولكن يعبر عدة آلاف من الأشخاص من هنا كل يوم.

وقال غراندي: "المدنيون هم المحاصرون في منطق هذا الصراع".

العديد من الناس المصطفين للعبور إلى القطاع غير الحكومي هم من النازحين. يعودون لرؤية الأقارب أو للتحقق من حالة منازلهم التي تتضرر في كثير من الأحيان نتيجة القتال والقصف.

أما معظم الناس الذين يتحركون في الاتجاه المعاكس، فهم وفقاً للرجل الذي تحدث إلى غراندي، من المتقاعدين. وعليهم العبور إلى المنطقة الحكومية لتلقي معاشاتهم التقاعدية الضئيلة. ولهذه الغاية، عليهم أن يحصلوا على  تذكرة مرور إلكترونية تسمح لهم بالتحرك عبر الحدود.

في وقت سابق، زار غراندي منشأة إقامة في سفياتوهيرسك تضم ما يقارب 200 شخصٍ من ذوي الإعاقة مع أولياء أمورهم النازحين، وقد نزح الكثيرون منهم لأكثر من مرة.

رسمياً، هناك 66,434  نازحاً مسجلاً من ذوي الإعاقة في أوكرانيا، أي أكثر من 4% من العدد الإجمالي للنازحين.

في سفياتوهيرسك يتم إيواؤهم في مصح مهجور من الحقبة السوفييتية. تجمع السكان حول غراندي، بعضهم في الكراسي المتحركة، والبعض الآخر ضريرون. وهم يلبون احتياجاتهم الضرورية  بالمال الذي يحصلون عليه من إعانات الإعاقة ولديهم تدفئة ولكن لا مياه ساخنة، بسبب فواتير المياه والكهرباء الكبيرة غير المدفوعة.  

"نحن حقاً بحاجة للعمل مع الدولة على وضع أنظمة"

لم يُدفع للموظفين الـ35 منذ عامين وهم يعملون كمتطوعين. ولا يتم دعم المصحات سواء من قبل الحكومات المحلية أو الوطنية كما كان الحال في عهد الاتحاد السوفييتي.

تقوم المفوضية، بالتعاون مع المنظمات غير الحكومية الشريكة، بتوفير الفحم والخشب والبطانيات والدعم القانوني والاحتياجات الأساسية لهؤلاء النازحين. ووعد غراندي، الذي التقى الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو يوم الاثنين، بالضغط من أجل الحصول على المزيد من الدعم للمتضررين من الصراع.

وقال: "نحن بحاجة حقاً للعمل مع الدولة على وضع أنظمة. فمن شأن ذلك أن يوفر شبكات أمان لهؤلاء الذين هم حقاً بحاجة إليها - كبار السن والمعوقون والأكثر فقراً".

كما التقى المفوض السامي فلادا، وهي فتاة تبلغ من العمر 15 عاماً من بلدة خارج لوهانسك. تجلس فلادا في كرسي متحرك وأصرت على التحدث مع غراندي باللغة الإنكليزية، وهي لغة قد تعلمتها بنفسها. كما أنها تعلمت العزف على البيانو بنفسها.

وقالت بأنها تعلمت اللغة الإنكليزية لترى العالم، ولكن، قالت للمفوض السامي، "الآن أريد أن أذهب إلى المدرسة."

قبل الصراع، كانت ترتاد مدرسة مجهزة بسلالم للكراسي المتحركة. ولكن المدرسة المحلية في سفياتوهيرسك ليست مجهزة بسلالم والصفوف الدراسية موجودة في الطابق الثاني. فأصبح يتعين عليها الآن أن تدرس في غرفتها مع معلمين يقومون بزيارتها لتعليمها.

وقال غراندي بأن المفوضية ستحاول وضع حل للسماح لفلادا بالعودة إلى المدرسة.

وأضاف قائلاً لفلادا: "أعتقد أنك تبلين بلاءً رائعاً. ولكن ستستمر المنظمات مثل المفوضية في الالتزام بضمان أن يحصل الناس مثلك على الخدمات والحقوق الأساسية مثل التعليم والحياة الكريمة".