المفوض السامي يعبر عن جزعه إزاء معاناة المدنيين في سوريا
كلّفت سبعة أعوام من الصراع حياة مئات الآلاف من الأشخاص وأجبرت 6.1 مليون شخص على مغادرة منازلهم داخل سوريا و5.6 مليون لاجئ على البحث عن ملاذ آمن في الدول المجاورة في المنطقة.
بيروت، لبنان - وصف المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي يوم الجمعة معاناة المدنيين في الغوطة الشرقية بأنها مثال مروع للمأساة الإنسانية الناجمة عن الصراع في سوريا، والمستعر منذ سبع سنوات.
وقال في مؤتمر صحفي عقد في العاصمة اللبنانية بيروت: "إن خيارات الناس في الغوطة هي إما أن يخرجوا - وهم لا يعرفون ما يمكن أن يحدث عندما يخرجون - أو البقاء تحت وابل القنابل". وأضاف: "ما هو أسوأ ما قد يحل بأي إنسان؟ إنه أمر مروع حقاً، ويرمز لمدى كارثية هذا الصراع بالنسبة للمدنيين".
وقال غراندي للصحفيين بأن القافلة التابعة للأمم المتحدة والصليب الأحمر المحملة بالمساعدات والتي اضطرت لمغادرة الغوطة يوم الاثنين قبل أن تتمكن من تفريغ حمولتها بالكامل قد عادت مرة أخرى إلى المنطقة المحاصرة يوم الجمعة لتسليم الإمدادات المتبقية.
كلّفت سبعة أعوام من الصراع حياة مئات الآلاف من الأشخاص وأجبرت 6.1 مليون شخص على مغادرة منازلهم داخل سوريا و5.6 مليون لاجئ على البحث عن ملاذ آمن في الدول المجاورة في المنطقة.
وألقى غراندي باللائمة في استمرار العنف في سوريا على فشل الإرادة السياسية من جانب أولئك القادرين على إنهاء القتال، وقال: "لأننا بحاجة إلى الإرادة، بحاجة إلى البلدان التي يمكنها اتخاذ قرارات والاجتماع معاً والقول: "سوف نضع حداً للحرب". لم نر ذلك على مدى سبع سنوات".
وكان المفوض السامي يتحدث في ختام زيارة للبنان استغرقت ثلاثة أيام، وهو البلد الذي يستضيف أعداداً من اللاجئين للفرد الواحد أكثر من أي بلد آخر في العالم. ومع وجود ما يقرب من مليون لاجئ مسجل جراء الصراع، يشكل السوريون ربع سكان البلاد تقريباً.
وقد أشاد غراندي بشعب لبنان وحكومته لتوفيرها الملاذ الآمن وفتح مدارسها ومستشفياتها وخدماتها للسوريين لسنوات عديدة. وأقر بالضغط الذي يسببه ذلك على اقتصاد البلد والمجتمعات المحلية، داعياً المانحين الدوليين إلى بذل المزيد لدعم اللاجئين ومضيفيهم في المنطقة.
وفي ظل غياب حل سياسي في سوريا، فإن العنف وحالة عدم اليقين المستمران يعنيان أنه من السابق لأوانه توقع عودة اللاجئين إلى ديارهم بأعداد كبيرة: "يقول السوريون ‘إننا نريد العودة إلى سوريا في نهاية المطاف’، لكن معظمهم يقولون لا الآن"، مضيفًاً: "إننا بحاجة للاستمرار في الاستعداد في نهاية المطاف لهذه العودة، ونحن نقوم بالكثير من العمل في سوريا نفسها للتحضير لذلك".
طفل سوري بعمر الحرب يتغلب على إعاقته في لبنان
في وقت سابق من اليوم ، التقى غراندي بطفل سوري لاجئ في مدرسة متخصصة للأطفال الصم في بيروت بحضور تلاميذ لبنانيين وسوريين. فقد ولد محمد في غضون أسابيع على نشوب الصراع في بلده، وفقد يده اليسرى عام 2014 عندما تعرض منزله للقصف، ويعيش الآن في بيروت مع أسرته كلاجئين.
وقال غراندي: "بالنسبة لي كان هذا الطفل رمزاً للتأثير على أكثر الفئات براءة في هذه الحرب، لأن ما نشهده أيضاً في الغوطة - وليس فقط في الغوطة – يشكل على نحو متزايد الأثر المباشر، الاستهداف المباشر للسكان المدنيين".