بيان المفوض السامي بمناسبة يوم اللاجئ العالمي 2018
يشكل يوم اللاجئ العالمي، والذي يصادف وقوعه اليوم، مناسبة للتضامن مع اللاجئين والمجتمعات التي ترحب بهم. مع نشوء الصراعات وتجددها واستمرارها وتعمقها، يتعرض آلاف الأشخاص للنزوح عن ديارهم كل يوم. فهناك تسعة من أصل عشرة من هؤلاء يتواجدون في بلدانهم أو في البلدان المجاورة، مما يؤثر بشكل هائل على اللاجئين أنفسهم وعلى المجتمعات التي تفتح أبوابها لهم. اليوم، يجب أن يكون الاهتمام باللاجئين مسؤولية عالمية ومشتركة أكثر من أي وقت مضى. لقد حان الوقت للتعامل مع الأمور بشكل مختلف.
يجري حالياً اختبار نموذج جديد قائم على المساواة والعدالة وعلى القيم والمعايير الإنسانية، وهو يفضي إلى نتائج إيجابية. تحتاج الدول والمجتمعات لدعم طويل الأمد وأكثر منهجية بينما تتولى مساعدة العائلات المهجرة. ويحتاج اللاجئون أنفسهم لأن يتم شملهم في مجتمعات جديدة ولأن يحصلوا على فرصة الاستفادة من إمكانياتهم. هناك حاجة للحلول لمساعدة اللاجئين على العودة إلى ديارهم عندما يكون الوقت مناسباً أو في بناء حياة جديدة في أماكن أخرى. يهدف الميثاق العالمي بشأن اللاجئين الذي سيُعتمد هذا العام لتحقيق ذلك.
يُعتبر وضع القوانين والسياسات الملائمة أمراً أساسياً، ولكن سكان المجتمعات المحلية هم مَن يكونون في الخطوط الأمامية عند وصول اللاجئين واستقبالهم وهو ما يحدث الفارق؛ الفارق بين الرفض والإدماج وبين اليأس والأمل وبين التخلف عن الركب وبناء المستقبل. إن تقاسم المسؤولية بشأن اللاجئين يبدأ في هذه المجتمعات: في بيروت، لبنان؛ في كوكس بازار، بنغلاديش؛ في يومبي، أوغندا؛ في فرانكفورت، ألمانيا؛ في ليما، البيرو، وفي قرى وبلدات ومدن لا تُعد ولا تحصى حول العالم. إن من يُحدث الفارق بإنسانيتهم وتعاطفهم وتضامنهم، هم الرجال والنساء والأطفال هناك، والمنظمات المحلية والمجموعات الدينية والمعلمون ورجال الأعمال المحليون وقادة البلديات.
كثيراً ما تكون هذه المجتمعات نفسها تعيش على الهامش، نظراً لتواجدها في مناطق حدودية نائية أو لتمتعها بموارد قليلة خاصة بها. ومع ذلك، فهي تتقاسم بمعظمها ما تملكه مع اللاجئين عند وصولهم بدافع من التعاطف وإحساس بالكرامة الإنسانية. وعندما يعمل الناس معاً، تكون النتائج مؤثرة.
من هم أولئك الأبطال الذين يعملون كل يوم؟ إنهم أشخاص يعرفون معنى الانتماء إلى المجتمع، ومستعدون لمساعدة الآخرين على الانتماء أيضاً. من خلال مد يد العون مباشرةً أو العمل معاً، كجزء من كنيسة أو مسجد أو مجموعة مدرسية أو فريق رياضي أو جمعية تعاونية أو مجموعة شبابية. لقد كان بعض هؤلاء أنفسهم لاجئين، وهم يعرفون ما يعني ذلك. ومن خلال سخائهم، فإنهم يسلطون الضوء على إمكانيات اللاجئين وعلى الفرص التي لا نهاية لها من أجل مساعدتهم.
إن مساعدة اللاجئين على إعادة بناء حياتهم بحاجة لنا جميعاً، بحاجة للعمل معاً لكي يتمكنوا من تحقيق ما يعتبره غالبيتنا أموراً مفروغاً منها كالتعليم ومكان للعيش والعمل وتشكيل جزء من المجتمع. مع مرور الوقت، سيكون التأثير هائلاً على العائلات اللاجئة وعلى الذين يستقبلونها.
في يوم اللاجئ العالمي، حان الوقت للاعتراف بالإنسانية التي يمارسونها ولتحفيز أنفسنا ودعوة الآخرين للانضمام إليهم في استقبال ودعم اللاجئين في مدارسنا وأحيائنا وأماكن عملنا. من هنا يبدأ التضامن، معنا جميعاً.