المفوضية تكثف المساعدات فيما يستعد السوريون لفصل الشتاء

تم وضع الخطط الضرورية للمساعدة على حماية 3.8 مليون شخص ضعيف من الطقس القاسي هذا الشتاء، ولكن البرنامج يعاني من نقص في التمويل بنسبة 63%.

اللاجئون السوريون، نزيه وزوجته فاطمة وأطفالهما، يدفئون أيديهم بجوار مدفأة داخل مأواهم في مخيم غير رسمي بالقرب من تربل في سهل البقاع، لبنان.
© UNHCR/David Azia

في هذا المنزل، وهو عبارة عن غرفة وحيدة غير مدفأة تأويهما في حي متداعي الأبنية في العاصمة اللبنانية بيروت، تجلس سميرة وزوجها حسين وينتابهما شعور بالارتباك مع اقتراب الشتاء السادس الذي يمضيانه خارج بلادهما منذ فرارهما من الصراع في سوريا المجاورة.

على غرار غالبية اللاجئين السورييين المسجلين والمقيمين في لبنان والذين يقارب عددهم المليون، فإن لهذين الزوجين القادمين من دير الزور سبب وجيه للخوف من حلول فصل الشتاء العاصف الذي تتدنى فيه درجات الحرارة. ونظراً لأنهما يجدان أصلاً صعوبة في تغطية تكاليف الإيجار والطعام والنفقات الصحية، إلا أنهما غير مستعدين لمواجهة الظروف المناخية القاسية والتكاليف الإضافية التي ستتوجب عليهما خلال الشتاء.

همّهما الأول هو رفاه ابنهما هيثم البالغ من العمر عامين والذي يعاني من الربو. ويشكل الطقس البارد وتزايد خطر العدوى تهديداً حقيقياً بالنسبة له.

تقول سميرة، البالغة من العمر 30 عاماً: "إنه مصاب بالربو منذ الولادة. عندما تسوء حالته، يعاني من صعوبة في التنفس ويتحول لون وجهه إلى الأزرق، ويتوجب علينا إعطاؤه الأكسجين أو نقله إلى المستشفى. وإذا أصيب بالإنفلونزا، تزداد حالته حدة، ويصبح بالكاد قادراً على التنفس".

الوضع مماثل في جميع أنحاء البلاد، حيث يعيش عشرات آلاف اللاجئين السوريين في هياكل واهية مصنوعة من الخشب والأغطية البلاستيكية في مخيمات غير رسمية. وتعدّ المآوي المغمورة بالمياه مشهداً مألوفاً في المناطق الجبلية اللبنانية خلال فصل الشتاء الذي ترافقه أيضاً ثلوج كثيفة وتدنٍّ في درجات الحرارة في العديد من المناطق.

"عندما تسوء حالته، يعاني من صعوبة في التنفس ويتحول لون وجهه إلى الأزرق "

ولمساعدة اللاجئين الضعفاء على الاستعداد لتدني درجات الحرارة، بدأت المفوضية منذ شهر نوفمبر، بتقديم مساعدات نقدية لفصل الشتاء تتراوح بين 225 و375 دولاراً أميركياً، للمساعدة في التكاليف الإضافية مثل الوقود والملابس والنفقات الطبية. وحتى الآن، تلقى حوالي 650,000 شخص هذه المبالغ من أصل 800,000 شخص مستهدف في الخطط الموضوعة. 

تعتبر سميرة وأسرتها، وهم من بين المستفيدين من البرنامج، بأن الدعم الإضافي سيساعدهم على شراء مواد التدفئة في الأشهر المقبلة، وتقول: "بالتأكيد سيساعدنا هذا الدعم في الحصول على التدفئة على سبيل المثال، خصوصاً أن الطقس قاسٍ هنا. وسيكون مفيداً جداً لنا في التعامل مع وضع ابني".

وفي جميع أنحاء المنطقة، تهدف المفوضية إلى مساعدة ما مجموعه 3.81 مليون لاجئ ونازح داخلياً سوري وعراقي من خلال برنامج المساعدات لفصل الشتاء في سوريا ولبنان والعراق وتركيا والأردن ومصر.

ويستهدف البرنامج العائلات الأشد ضعفاً بمزيج من المساعدات النقدية ومواد البناء لإصلاح المآوي وعزلها من عوامل الطقس ولوازم فصل الشتاء، بما في ذلك البطانيات الحرارية ومدافئ الغاز والملابس الشتوية.

ويتضمن البرنامج خططاً لمساعدة أكثر من 1.1 مليون شخص نزحوا داخل سوريا، تعطي الأولوية لأولئك الذين نزحوا مؤخراً وغيرهم ممن يعيشون في مناطق محاصرة أو يصعب الوصول إليها.

 

في جميع أنحاء المنطقة، تهدف المفوضية إلى مساعدة ما مجموعه 3.81 مليون سوري وعراقي

 

ومن أصل 228 مليون دولار أميركي، وهو المبلغ الإجمالي المطلوب لتمويل برنامج المساعدات لفصل الشتاء هذا العام، تم حتى الآن تلقي 143 مليون دولار أميركي فقط، مما تسبب في نقص بالتمويل بنسبة 37% تقريباً، وهو مبلغ ضروري لتقديم المساعدة لأكثر من مليون شخص.

وفي هذه الأثناء، يهدد الشتاء القريب أيضاً سلامة ورفاه اللاجئين في بلدان أخرى مطلة على البحر المتوسط، بما في ذلك اليونان، التي عبرها أكثر من مليون شخص في ذروة أزمة اللاجئين في أوروبا.

ودعت المفوضية الحكومة اليونانية إلى تسريع الاستعدادات لفصل الشتاء لمساعدة آلاف اللاجئين والمهاجرين في جزر الاستقبال الرئيسية، ليسفوس وخيوس وساموس، محذرةً من احتمال تكرر الأوضاع التي شهدها شتاء 2016/2017، حيث واجه المئات أوضاعاً قاسية في خيام صغيرة ومآوٍ مؤقتة.

وساعدت المفوضية السلطات بشكل مباشر من خلال تقديم أكثر من 240,000 حزمة من مواد الإغاثة، بما في ذلك الخيام والملابس الشتوية، لاستخدامها في الجزر، وهي تواصل توفير الدعم في نقل الأشخاص إلى البر الرئيسي لتجنب قضائهم فصل الشتاء في خيام غير مدفأة تفتقر للمرافق الأساسية.

وقد وصل ما يقارب 20,000 شخص إلى الجزر منذ يوليو، معظمهم من سوريا والعراق وأفغانستان، ومن بينهم العديد من العائلات التي تضم أطفالاً صغاراً، وأشخاصاً ضعفاء يحتاجون إلى مساكن وظروف حياة كريمة.

ساهم في كتابة الخبر ليو دوبز في أثينا وأليكس كورت في صور، لبنان.