اللاجئون الروهينغا في بنغلاديش يبنون منازل جديدة بعد توسعة المخيم المكتظ
تمّ حتى الآن نقل أكثر من 1,700 وافد جديد إلى توسعة مخيم كوتوبالونغ.
توسعة مخيم كوتوبالونغ، بنغلاديش- تنقل ناجو ميا وعائلته خلال الشهرين الماضيين، ليناموا في الغابات وعلى الشاطئ وفي المساجد والمدارس بعد أن فروا من العنف في ولاية راخين الشمالية في ميانمار.
وقد شهد الرجل البالغ من العمر 60 عاماً على احتراق منزله، وعلى مقتل أبناء أخيه رمياً بالرصاص، وغيرها من الفظائع منذ أن غادر مونغداو في أواخر أغسطس الماضي. وقالت ابنته ياسمين: "لقد واجهنا الكثير من المشاكل على طول الطريق. لم نجد مكاناً نذهب إليه، وأصبنا بالمرض طوال الوقت".
وجدت أخيراً هذه الأسرة المؤلفة من ثمانية أفراد منزلاً جديداً في موقع يُسمى مؤقتاً "OO". وتعدّ هذه المنطقة جزءاً من الموقع الملحق بمخيم كوتوبالونغ الذي تبلغ مساحته 3,000 فدان وتخصصه الحكومة البنغلاديشية للوافدين الجدد.
تجدر الإشارة إلى أن ياسمين ووالدها كانا من بين أكثر من 1,700 لاجئ جديد كانوا يقيمون في مدارس في مخيم كوتوبالونغ حتى يوم الثلاثاء الماضي. وسيجري في نهاية المطاف نقل ما مجموعه 5,000 منهم إلى الموقع الجديد من مدارس اللاجئين ومركز عبور قريب.
وقالت لويز أوبين، كبيرة منسقي الطوارئ في المفوضية في كوكس بازار: "ستسمح عملية النقل بإعادة فتح مدارس اللاجئين وستفسح المجال لاستقبال وافدين جدد في مركز العبور. لا تزال المساحة تشكل تحدياً أساسياً لتوفير المأوى الملائم لجميع الوافدين الجدد".
وقد عملت المفوضية مع السلطات البنغلاديشية على تخطيط الموقع الجديد وتخصيص مساحات للمرافق المجتمعية بما في ذلك المراكز المجتمعية والمراكز الصحية والمدارس والمساحات الآمنة للأطفال. كما تعمل المفوضية مع الشركاء لبناء المراحيض وحفر الآبار ومد الأنابيب لضمان وجود معايير النظافة الأساسية. وقد ساهمت المفوضية بمبلغ مليوني دولار أميركي لشق طريق يهدف لتحسين الوصول إلى اللاجئين الروهينغا وتسريع إيصال المساعدات.
ويعمل المتطوعون من أجل مساعدة اللاجئين الأكثر ضعفاً على نقل أمتعتهم إلى الموقع الجديد. وفي منطقة "OO"، تقدم منظمة العمل ضد الجوع الغذاء، بينما تُجري المنظمة غير الحكومية المحلية غونوشاستايا كندرا الفحوصات الطبية. وتوزع المفوضية رزمة مساعدات الإيواء التي تحتوي على الأغطية البلاستيكية وأعمدة من الخيزران والحبال، في حين عبأت منظمة إنقاذ الطفولة العمال لمساعدة اللاجئين الضعفاء على بناء مآويهم.
لقد نجح ناجو ميا في تنظيف الأرض من الشجيرات لكنه لم يتمكن من القيام بالعمل الصعب لبناء المأوى الفعلي. وكان أولاده ونسيبتاه وأطفالهما الثلاثة الصغار يفعلون ما في وسعهم، وأعربوا عن تقديرهم العميق للدعم المقدم من العمال".
"أنا سعيدة الآن... أشعر وكأنني طائر حر!"
وبينما كان يجري بناء المأوى، صنعوا موقداً مؤقتاً وطهوا بعض الأرز والسمك المجفف. حتى الأطفال كانوا يبتسمون، وكأنهم شعروا بتحسن الأحوال من حولهم.
ياسمين التي كانت تجلس تحت خيمة من المفوضية تأخذ قسطاً من الراحة، ابتسمت وهي تقول: "أنا الآن سعيدة. الطقس جيد هنا ولنا مساحتنا الخاصة. أشعر وكأنني طائر حر!"
وتعترف ياسمين بأنه على الرغم من العنف والرحلة المضطربة التي عاشوها، فإنها تفتقد لمنزلها وأصدقائها في منغداو، وتبكي عندما تفكر بهم.
ورداً على سؤال حول ما إذا كانوا سينظرون في أمر العودة إلى ديارهم في أحد الأيام، تقول ابنة عمها هيوميرا البالغة من العمر 21 عاماً: "إذا تحسن الوضع ومنحتنا حكومة ميانمار حريتنا وهويتنا وحقوقنا مثل مواطني ميانمار، عندها سنعود".
هذا وقد وصل ما يقدر بـ 605,000 لاجئ إلى بنغلاديش من ميانمار خلال الشهرين الماضيين.