نجاح أول عملية إجلاء إلى إيطاليا لـ162 لاجئاً من الفئات الأكثر ضعفاً في ليبيا
أول رحلة إجلاء نظمتها المفوضية والسلطات الإيطالية تحط في مطار براتيكا دي ماري العسكري في روما.
روما، إيطاليا – وصلت أوّل مجموعة مؤلفة من 162 لاجئاً من إريتريا وإثيوبيا والصومال واليمن بسلامة من ليبيا إلى إيطاليا، في عملية هامة تضع حداً لأشهر من الاحتجاز والمعاناة.
وقد تم إجلاء المجموعة التي تتضمن عائلات وأمهات عازبات وأطفالاً غير مصحوبين وأشخاصاً من ذوي الإعاقة يوم الجمعة (22 ديسمبر) في طائرتين عسكريتين إيطاليتين، وجميعهم بحاجة إلى الرعاية الصحية والخدمات الاستشارية بعد أن تم احتجازهم في ظروف غير إنسانية ومهينة، وتعرضوا للإساءة على أيدي التجار والمهربين وغيرهم في الرحلات البالغة الخطورة التي قاموا بها عبر إفريقيا.
"إنها حقاً خطوة بالغة الأهمية".
وقال فنسنت كوشتيل، المبعوث الخاص للمفوضية للوضع في وسط البحر الأبيض المتوسط: "لقد تمكنا للمرة الأولى من إجلاء اللاجئين الأكثر ضعفاً مباشرةً من ليبيا إلى إيطاليا، في ما يعتبر خطوة بالغة الأهمية، وتطوراً مرحباً به لم يكن ليصبح واقعاً دون الالتزام القوي الذي أبدته السلطات الإيطالية، والدعم المقدم من الحكومة الليبية، ونحن نأمل أن تتبع دولٌ أخرى هذه المقاربة نفسها."
وكانت تيمنيت، وهي إريترية تبلغ من العمر 25 عاماً، من بين الذين تم إجلاؤهم وقد بدا عليها التأثر والارتياح، فقالت: "لم أصدق الأمر عندما أبلغتني المفوضية بأنني سآتي إلى إيطاليا. ما زلت لا أستطيع أن أصدق أنني هنا".
كانت تيمنيت تحاول الانضمام إلى زوجها في ألمانيا منذ حوالي عامين. وحيدة في ليبيا، اعتُقلت عدة مرات لفترات طويلة. وتشرح بينما تجلس في كرسي متحرك مع بطانية سميكة ملفوفة حول ساقيها، أنها لم تعد قادرة على المشي لوحدها بسبب الألم.
وقالت: "ألمي نفسيّ، تؤلمني ساقاي أكثر عندما أكون غاضبة".
وفي محاولة لإنهاء معاناتها، خاطرت تيمنيت قبل عشرة أيام بعبور البحر الأبيض المتوسط مع المهربين.
حملها المسافرون على ظهرهم إلى القارب إلا أن هذا الأخير اعتُرض بعد ثلاث ساعات من قبل خفر السواحل الليبي وأُعيد جميع الركاب البالغ عددهم 100 شخص إلى ليبيا حيث تم احتجازهم.
وتضيف تيمنيت مبتسمةً: "لم أتكلم مع زوجي منذ محاولتي العبور بالقارب. عندما سأتصل به وأخبره أن المفوضية نقلتني بالطائرة إلى إيطاليا، لن يصدقني أبداً".
وبعد إطلاق سراحهم من الاحتجاز، رافقهم فريق عمل المفوضية المتواجد في ليبيا ثم نُقلوا جواً إلى إيطاليا على متن طائرتين منفصلتين إلى القاعدة العسكرية بجوار مدينة روما. وقد رحبت المفوضية بعمليات الإجلاء باعتبارها آلية جديدة للتعامل مع الأشخاص المحتاجين إلى إعادة التوطين والمتواجدين في ليبيا، حيث لا يوجد للعديد من الدول سفارات، وحيث يشكل التعامل مع قضايا الهجرة المعقدة تحدياً.
وفور وصولهم، خضع اللاجئون الذين تم إجلاؤهم جميعاً للفحوصات الطبية وحصلوا على ملابس دافئة ووجباتٍ ساخنة قبل بدء إجراءات التوثيق. ورحب موظفو المفوضية ومتطوعو كاريتاس باللاجئين وقدموا لهم المعلومات لدى وصولهم.
وسيتم نقل اللاجئين الآن إلى عدة منشآتٍ للاستقبال، حيث سيوفر لهم التجمع الأسقفي في إيطاليا عبر جمعية كاريتاس المأوى والمساعدات.
فر شوقي، البالغ من العمر 19 عاماً، من تعز في اليمن بسبب الحرب وشرح قائلاً: "كان الوضع في البلاد رهيباً، لكنّ ليبيا أسوأ من اليمن لأنك لا تخاف فقط من القتال، بل تخشى أن تتعرض للاختطاف وأن يُطلب منك دفع فدية لإطلاق سراحك. يمكن أن يحدث لك أي شيء. وقد دفعتُ وصديقي 5,000 دولار أميركي ليتم الإفراج عنا".
"من المتوقع أن يصل عدد اللاجئين الذين سيتم إجلاؤهم من ليبيا إلى 400 لاجئ".
دخل شوقي إلى ليبيا عن طريق مصر التي كان قد فر إليها.
أضاف: "حاولت الحصول على تأشيرة لدخول أوروبا، ولكن ذلك لم يكن ممكناً، لذا، قررت المجيء عن طريق البحر".
ومن المتوقع أن يصل عدد اللاجئين الذين سيتم إجلاؤهم من ليبيا إلى 400 لاجئ، حيث سيتم تنفيذ عملية إجلاء من ليبيا إلى النيجر خلال الأيام المقبلة.
وقد أضاف كوشيتيل: "لم يكن لذلك أن يتحقق إلا بعد الجهود المكثفة التي بذلتها طواقم عملنا وعمل المنظمات الشريكة. ابتسامة الارتياح التي تتبدى على وجوه من تم إجلاؤهم تشكل حافزاً قوياً للمبادرة بإنقاذ المزيد من الأشخاص، ونحن نعتمد على التضامن الدولي لمساعدتنا في الوصول إلى هدفنا بتقديم الحماية لـ 1,300 لاجئٍ من الفئات الأكثر ضعفاً ونقلهم خارج ليبيا بأسرع وقتٍ ممكن".