المفوضية تدعو لتوفير المساعدة للاجئين الذين يعانون من أحوال الشتاء القاسية في أوروبا
تحث المفوضية الحكومات لبذل المزيد من الجهود لتقديم المساعدة والحماية للاجئين والمهاجرين الذين يعانون من التدني الشديد في درجات الحرارة في أوروبا.
لاجئون يلفون أجسامهم بالبطانيات ويرتدون ملابس شتوية يعبرون حدود مقدونيا – صربيا في ظلّ التدني الشديد لدرجات الحرارة في هذه الصورة من ملف صور يناير 2016. © UNHCR/Igor Pavicevic
بلغراد، صربيا – قالت المفوضية يوم الجمعة بأنّ آلاف اللاجئين والمهاجرين يعانون من انخفاض درجات الحرارة وأحوال الطقس القاسية في وقت يخيم فيه الشتاء القارس على جميع أنحاء أوروبا ودعت الحكومات إلى بذل المزيد من الجهود لتقديم المساعدة والحماية إليهم.
وعبّرت المفوضية عن قلقها إزاء التقارير التي أفادت بأنّ العديد من الأشخاص لقوا حتفهم بسبب الظروف القاسية بينما كانوا يحاولون الدخول إلى أوروبا أو السفر عبر البلدان الأوروبية بما في ذلك خمسة أشخاص منذ بداية العام.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية سيسيل بويي في مؤتمر صحفي في جنيف: "يشكّل إنقاذ الأرواح الأولوية الأكثر إلحاحاً في الوقت الحالي. نشعر بقلق بالغ إزاء التقارير المتواصلة التي تفيد بعمليات الإعادة القسرية في كافة البلدان في غرب البلقان. وتعتبر هذه الممارسات ببساطة غير مقبولة ولا يمكن وقفها بما أنّها تعرّض حياة اللاجئين والمهاجرين لخطر متزايد وتنتهك حقوقهم الأساسية".
وحثّت المفوضية السلطات الحكومية في جميع أنحاء أوروبا على بذل المزيد من الجهود لمساعدة اللاجئين والمهاجرين وحمايتهم، وعبّرت عن قلقها إزاء الاعتداءات التي تقوم بها العصابات الإجرامية بما في ذلك الخطف والاعتداء الجسدي والتهديدات والابتزاز.
وقالت بويي في مقابلة لها بعد المؤتمر الصحفي: "نحثّ الدول الأوروبية على تعزيز جهودها للتصدي لهذه الشبكات الإجرامية والتأكّد من سلامة اللاجئين والمهاجرين".
في صربيا، حيث تدنت درجات الحرارة إلى ما دون الصفر على مدى الأيام الـ 10 الماضية، يعيش حوالي 1,200 رجلٍ في ظروف قاسية جداً في مواقع غير نظامية وغير ملائمة في مركز مدينة بلغراد بما في ذلك ما يصل إلى 300 فتى غير مصحوبين أو مفصولين عن ذويهم.
وقد عملت المفوضية مع السلطات والشركاء الآخرين لتقديم المدافئ والبطانيات الحرارية والملابس والأحذية الشتوية للأشخاص في بلغراد.
"قدِّم لنا سرير ووجبات ساخنة".
من بين 7,300 لاجئٍ وطالب لجوء ومهاجرٍ يعيشون في البلد، يُقيم 82% من بينهم حالياً في مآوٍ حكومية مدفّأة.
وقال لاجئ عراقي للمفوضية في أحد المراكز: "إنّ الغرفة صغيرة ولكنّني لا أستطيع أن ألوم صربيا لأنّنا لم نتعرّض للضرب هنا. فقد قُدّم لنا سرير ووجبات ساخنة".
على الجزر اليونانية، نقلت المفوضية مئات الأشخاص إلى أماكن إقامة أفضل على جزيرتَيْ ليسفوس وخيوس في الأيام القليلة الماضية. ولكن، يعيش حوالي 1,000 شخص، بما في ذلك عائلات تضم أطفالاً صغاراً، في خيام ومساكن غير مُدفأة على جزيرة ساموس.
وزّعت المفوضية حوالي 360,000 قطعةٍ من مستلزمات الشتاء بما في ذلك البطانيات وأكياس النوم فضلاً عن الأحذية والملابس الشتوية.
وفي شمال اليونان، أثّرت الثلوج الغزيرة على اللاجئين والمهاجرين في المخيم الرسمي في فاغيوشوري التي تبعد مسافة ساعتَيْن بالسيارة عن سالونيك. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، نقلت المفوضية آخر الأفراد المقيمين في الخيام غير المدفأة إلى أحد الفنادق.
تأثّر اللاجئون الذي يعيشون خارج أوروبا أيضاً بظروف الشتاء. وقد أدّى الثلج أيضاً إلى مفاقمة مشاكل اللاجئين السوريين الذين يعيشون في المخيمات غير النظامية في المناطق العليا من سهل البقاع في لبنان والذين كانوا يعانون أساساً من الصقيع والرطوبة والوحل.
وتقدّم المفوضية المساعدة النقدية الشتوية إلى 870,000 لاجئٍ سوري في لبنان اعتباراً من شهر نوفمبر وحتى مارس لمساعدتهم على تسديد ثمن مستلزماتهم بما في ذلك وقود التدفئة والملابس الشتوية.
ساهم في إعداد التقارير أليكس كورت من جنيف، ريما شري من بيروت، لبنان، ميريانا ميلنكوفسكي من بلغراد، صربيا، ورولان شونبور من أثينا، اليونان.