وسط المخاطر، اللاجئون الصوماليون في اليمن يعودون إلى ديارهم
خلال تحركات العودة التلقائية الأولى التي تتم بمساعدة المفوضية، غادر 133 لاجئاً إلى الصومال.
ميناء عدن، اليمن- طوال حوالي عقد من الزمن، كانت اليمن ملجأً لأبايا مرسال وعائلتها الذين فروا من منزلهم في الصومال بسبب الصراع. تستذكر أبايا قائلةً: "كانت حياتنا جيدة هنا في اليمن... لم يكن لدي أي مشاكل هنا. ولكن منذ اندلاع القتال، أصبحت الأمور صعبة جداً، لذا فقد قررنا العودة إلى ديارنا."
بعد لحظات، ركبت أبايا وأبناؤها السبعة على متن القارب الذي سيأخذهم عبر خليج عدن ويعيدهم إلى الصومال.
مع دخول الحرب في اليمن عامها الثالث وتدهور الوضع الإنساني، يواجه المدنيون واللاجئون ظروفاً مهددة للحياة وقد عبّر العديد من اللاجئين عن رغبتهم في العودة. وبالشراكة مع المنظمة الدولية للهجرة، تسهل المفوضية حركات العودة التلقائية وقد أطلقت نداءً لتسهيل العودة لحوالي 10,000 لاجئ صومالي.
وكانت أبايا من بين 133 لاجئاً صومالياً شكلوا المجموعة الأولى التي غادرت اليمن مساء يوم الاثنين. غادر العائدون ميناء عدن على متن مركب مستأجر لحساب برنامج العودة الطوعية المدعوم من المفوضية. وكان من المتوقع أن يصلوا إلى ميناء بربرة في الصومال يوم الثلاثاء.
"الخوف على سلامتهم وأمنهم الشخصي هو سبب عودتهم"
تستضيف اليمن منذ وقت طويل أشخاصاً محتاجين للحماية الدولية، ولكن مع استمرار الصراع، تواجه المفوضية والسلطات الوطنية اليمنية والشركاء الإنسانيون تحديات كبيرة في ضمان الحماية والمساعدة المناسبة للاجئين.
وقال المتحدث باسم المفوضية، وليام سبيندلر، في مؤتمر صحفي في جنيف يوم الثلاثاء: "أبلغ العائدون والأشخاص الذين ينوون العودة موظفي المفوضية بأن الوضع في اليمن والخوف على سلامتهم وأمنهم الشخصي هو سبب عودتهم.
يشكل اللاجئون الصوماليون 91% من بين أكثر من 280,000 لاجئ وطالب لجوء مسجل في اليمن.
ومن المستغرب فإن اللاجئ الصومالي البالغ من العمر 50 عاماً، أحمد ماوو علي محمد، تعين عليه مغادرة المكان الذي سعى فيه لإيجاد ملاذ آمن، فكان أيضاً ضمن المجموعة الأولى من العائدين الذين غادروا من ميناء عدن أمس. يقول: "أتيت إلى هذا البلد بحثاً عن الأمان وبات علي المغادرة الآن بسبب انعدام الأمن."
أتى هذا الأب لأربعة أطفال إلى اليمن عام 2008 وأقام في مخيم خرز للاجئين في لحج، جنوب اليمن، قبل أن ينتقل إلى البساتين في عدن. ويستضيف كل من خرز والبساتين عدداً كبيراً من مجتمعات اللاجئين. وقد كان جميع العائدين الذين غادروا أمس يقيمون في أحد هذين الموقعين.
يتلقى اللاجئون العائدون المساعدة من المفوضية وشركائها في مجال الوثائق والنقل والمساعدة المالية من أجل تسهيل الرحلة، كما يتلقون المساعدة لدعم عودتهم وإعادة اندماجهم في الصومال. بالإضافة إلى منحة نقدية أولية، يحصل العائدون على مواد غير غذائية أو مبالغ نقدية مساوية وعلى قسائم غذائية وبدلات إعاشة.
وقال أحمد بأنه سوف يعود إلى بلدوين في جنوب وسط الصومال حيث تعيش عائلة زوجته: "نخطط لزرع حديقة صغيرة لإطعام عائلتي وبيع بعض الخضار في السوق."
بحسب سبيندلر، اختار غالبية العائدين الذهاب إلى العاصمة مقديشو حيث "يسهل الحصول على المساعدة والخدمات التي تكون أكثر توفراً."
للمفوضية حضور في اليمن منذ ثلاثة عقود لتأمين الحماية والخدمات للاجئين وطالبي اللجوء. وتستمر عملياتها الإنسانية بتوفير الدعم للاجئين الذين لا يزالون في البلاد.