آلاف الروهينغا ينتظرون فرصة الإبحار إلى بر الأمان في بنغلاديش
يتواجد عدة آلاف على شواطئ ميانمار ممن تقطعت بهم السبل في أوضاع متدهورة، وينتظرون القوارب لنقلهم عبر نهر ناف.
شاه بورير دويب، بنغلاديش – يقول اللاجئون الذين وصلوا على متن قوارب في الأيام الأخيرة بأن آلاف الروهينغا ينتظرون على شاطئ ميانمار لعبور نهر ناف إلى بنغلاديش.
وقد راجت شائعات لأسابيع بشأن احتمال حصول تدفق للاجئين عن طريق البحر في قرية شاه بورير دويب جنوب بنغلاديش. وقد انتشرت صور لحشود في مآوٍ مؤقتة على شواطئ جنوب مونغداو في شمال ولاية راخين في ميانمار.
وقد تواصلت المفوضية عن كثب مع السلطات البنغلاديشية على الأرض لضمان المرور الآمن وفي الوقت المناسب، ولتكثيف الجهود لإنقاذ الأشخاص المنكوبين في البحر.
"قالوا بأن أي قارب يتم العثور عليه في البحر سيتم احتجازه"
وقال صياد سمك في قرية كاتابونيا الواقعة على ساحل بنغلاديش: "لم نستطع تشغيل قواربنا في البحر معظم هذا الشهر. ونظراً لموسم التزاوج السنوي لسمك الإيليش، فقد منعونا من الصيد حتى تاريخ 22 أكتوبر وقالوا بأن أي قارب يتم العثور عليه في البحر سيتم احتجازه".
الآن وبعد رفع الحظر، يعمل المراقبون عن كثب لرؤية ما إذا كانت تحركات القوارب ستُستأنف لنقل الأشخاص.
وصلت هلا بانو، البالغة من العمر 70 عاماً على متن زورق يوم الأربعاء. وقالت وهي تجلس تحت شجرة في إحدى الجزر قبالة شاه بورير دويب: "أتى إبني وابنتي منذ شهر ولم أكن أرغب في المجيء. ولكن بعدما أحرقوا السوق في بوثيدونغ، عشت في خوف مستمر. أردت أن أغادر ولكن لم أكن قادرة على المشي، ولذا حملني إبن أخي لمدة شهر تقريباً إلى أن وصلت إلى بنغلاديش".
وصل محمد رفيق، وهو صيدلاني ومساعد طبيب من مونغداو أيضاً يوم الأربعاء للانضمام إلى العائلة التي أرسلها إلى بر الأمان الشهر الماضي: "بقيت في ميانمار لرؤية ما سيحدث، لكنني شعرت بالقلق مع ازدياد الاعتقالات التعسفية. منذ ثلاثة أشهر أحرقوا منزلي ونهبوا متجر الأدوية الخاص بي، مما اضطرني للرحيل".
"انتظرنا لمدة ستة أيام على الشاطئ... حصلنا على بعض الأرز ولكن لم يكن هناك مياه للشرب"
يقول الوافدون الجدد الآتون عن طريق القوارب باستمرار بأن آلاف الأشخاص ينتظرون على شواطئ ميانمار وهم في ظروف متدهورة. يروون قصصاً مروعة عن الجوع والشرب من مياه البحر مما تسبب بإصابتهم بالأمراض.
وقالت نادرة التي وصلت الأسبوع الماضي من قرية ناخون ديا الساحلية: "انتظرنا لستة أيام على الشاطئ مع حوالي 2,000 شخص. حصلنا على بعض الأرز ولكن لم يكن هناك مياه للشرب. رأيت جثثاً على الشاطئ. وضعوها في أكياس ولم يدفنوها بشكل مناسب".
فقدت نادرة صديقتها هازيرا خاتون، ذات الـ 25 عاماً ابنها البالغ من العمر ثلاثة أعوام بسبب الجفاف. وعلى شاطئ آخر في ميانمار، انتظر دونغ خالي المولود في بوثيدونغ ونورول إسلام مع 5,000 شخص لمدة 13 يوماً. وقال بأنه رأى شخصين يموتان بسبب الإسهال خلال هذه الفترة.
يخاطر الأشخاص الذين يتخطون هذه المحنة ويتحملون تكلفة القارب بحياتهم على متن قوارب مكتظة في أحوال طقسية سيئة ويسافرون في الليل. توفي عدد كبير جداً من الأطفال والنساء والرجال الروهينغا وهم يعبرون في الشهرين الماضيين.
وقد ناشدت المفوضية السلطات البنغلاديشية لضمان العبور الآمن وتكثيف الجهود لإنقاذ الأشخاص المنكوبين في البحر.
لدى وصولهم إلى بنغلاديش، يتم نقل اللاجئين المرهقين إلى مركز توزيع قريب حيث يحصلون على الغذاء والرعاية الطبية والأغطية البلاستيكية الخاصة بالمفوضية. ومن هناك، يتم نقلهم إلى منطقة كوتوبالونغ حيث تتواجد مخيمات ومواقع مؤقتة.
بعد رحلة طويلة وصعبة، تشتكي هلا بانو البالغة من العمر 70 عاماً من الألم الذي تشعر به. ولكنها فرحت كثيراً عندما سئلت عن المرحلة الأخيرة من رحلتها: "أنا مسرورة جداً لأنني سأرى إبني وابنتي في مخيم كوتوبالونغ للاجئين قريباً. أنا أشعر بالأمان الآن".