جورج دالاراس – السيرة الذاتية
ولد جورج دالاراس في 29 سبتمبر/أيلول 1949، في مدينة بيرايوس الساحلية؛ وهو يأتي من خلفية مشبعة بالموسيقى الفولكلورية وموسيقى البلوز. كانت والدته لاجئة يونانية من آسيا الصغرى، في حين أن والده كان موسيقياً تقليدياً وعازف بزق. أولى ذكريات دالاراس الموسيقية تعود إلى الأشكال الرئيسية للموسيقى اليونانية: اللايكا (الشعبية) والريبتيكا (نوع من موسيقى البلوز) والبارادوسياكا (الموسيقى التقليدية).
قدّم دالاراس أول حفل له كمغن وعازف غيتار عندما كان في الـ16 من عمره. وبعد ذلك بعامين، أصدر أسطوانته الأولى - وهي مجموعة من الموسيقى اليونانية الحضرية الشعبية والرائجة، القائمة على أساس آلة البزق الوترية والمطعمة بنهج هذا الموسيقي الشاب المعاصر. وقد باع دالاراس منذ ذلك الحين أكثر من 12 مليون نسخة من ألبوماته الخاصة أو مشاركاته مع غيره من الفنانين. أصدر دالاراس ككلّ أكثر من 65 ألبوماً منفرداً كما شارك في أكثر من 50 ألبوماً آخر كضيف أو منتج.
في أوائل العشرينيات من عمره، بدأ دالاراس العمل مع أعلام الموسيقى اليونانية. وكان تعاونه مع ميكيس ثيودوراكيس هو الأبرز على مدى السنوات. جال دالاراس اليونان وأوروبا عدة مرات مع ثيودوراكيس، مؤدياً أعظم أغاني هذا المؤلف. كما سجل العديد من أعمال ثيودوراكيس، بما في ذلك التسجيل الحيّ للتحفة الفنية "أكسيون إستي" مباشرة من مسرح هيرودوس أتيكوس في أثينا.
عمل دالاراس أيضاً مع أبرز الملحنين اليونانيين أمثال ستافروس كوجيومتزيس ومانوس لويزوس وأبوستولوس كلداراس وكريستوس نيكولوبولوس ويانيس ماركوبولوس وستافروس كسارخاكوس وثانوس ميكروتسيكوس وإيليني كارايندرو وشعراء الأغنية أمثال ليفتيريس بابادوبولوس ومانوس إلفتريو ونيكوس غاتسوس وكوستاس تريبوليتيس.
ساهم دالاراس منذ العام 1981 في الترويج للثقافة اليونانية في الخارج عن طريق تقديم أكثر من 500 حفل في المدن العالمية الكبرى. فشارك في العديد من المهرجانات الثقافية والإنسانية داخل اليونان وفي الخارج، بما في ذلك مهرجان السلام في العام 1983 في فيينا ومهرجان الشباب في موسكو في العام 1985 وحفل جمع المساعدات لإفريقيا في أثينا في العام 1986. بعد عامين على ذلك، شارك دالاراس في الحفل الذي أقامته منظمة العفو الدولية في أثينا، والذي ضمّ بوتقة من ألمع النجوم أمثال بيتر غابرييل وستينغ وبروس سبرينغستين وتريسي شابمان ويوسو ندور.
في العام 2001، وهو العام الذي شهد أول تعاون له مع المفوضية خلال الذكرى السنوية الخمسين لتأسيسها، قدّم دالاراس حفلاً مع أوركسترا فيلادلفيا الفيلهارمونية في مهرجان ساراتوجا في الولايات المتحدة.
لطالما انخرط دالاراس في النضال من أجل القضايا الإنسانية، إذ تعلّم من والدته التي كانت لاجئة سابقة ضرورة التضامن مع نضال الآخرين. في العام 1994، وخلال حفل في ولاية نيو جيرسي، قدم له السناتور إدوارد كنيدي جائزة كينيدي كعربون تقدير لجهوده الإنسانية.
خلال العام نفسه في أثينا، أدى دور البطولة في المسرحية الموسيقية الرائعة التي تسرد تاريخ الموسيقى اليونانية، من العصور القديمة حتى عصرنا الحالي. وقد حمل هذا العرض توقيع المخرج السينمائي الشهير، كوستاس غافراس.
لم يخفّ نشاط هذا المغني خلال السنوات الأخيرة. ففي يونيو/حزيران 2003، شارك في حفل حمل عنوان "تحية تقدير إلى آسيا الصغرى" على خشبة مسرح هيرودوس أتيكوس إلى جانب المطربة غليكيريا. وفي أغسطس/آب 2004، شارك دالاراس مع مجموعة كبيرة من ألمع الفنانين في حفلتين أقيمتا في المسرح نفسه بعنوان "رحلة موسيقية إلى منطقة البحر الأبيض المتوسط".
في مايو/أيار من العام الماضي، قدّم دالاراس إلى جانب دولسي بونتيس حفلتين في مسرح هيرودوس أتيكوس لجمع التبرعات من أجل الأطفال المصابين بمرض السرطان. وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، شارك في حفل تكريمي لموسيقى الريبتيكو، أو البلوز اليوناني، في فيينا مع ميلينا أسلانيدو وصوفيا بابازوغلو.
لطالما كان دالاراس، بفضل صوته الاستثنائي ومهاراته في العزف، في طليعة التجديد والابتكار في الموسيقى اليونانية المعاصرة. ففي هذا البلد الزاخر بالتقاليد، تحوّل دالاراس إلى ظاهرة موسيقية. غير أن هذا الرجل المتواضع يجتنب أسلوب حياة المشاهير وتفاهات موسيقى البزق اليونانية التجارية. فهو يفضّل حمل جمهوره على اكتشاف موسيقى جديدة.
كما أن تعاونه مع العديد من الفرق الأوركسترالية والفنانين العالميين الآخرين - بمن فيهم ستينغ وباكو دي لوسيا وآل دي ميولا وغوران بريغوفيتش وإيان أندرسون وجوان فولكنر وجوسلين ب. سميث وإيما شابلن وإيدي نابولي ودولسي بونتيس - قد أثبت قدرته على الانفتاح على أنماط مختلفة.
فضلاً عن الإعجاب بموسيقاه، فاز دالاراس بالتقدير والاستحسان لدعمه عدداً من القضايا النبيلة وانخراطه في القضايا الاجتماعية. فنضاله في سبيل العدالة ودعمه للمستضعفين سياسياً أو اجتماعياً قد جذب إليه أنظار الناشطين في مجال العمل الإنساني. يدعم دالاراس بشكل خاص القضايا المتصلة بالحركات العمالية والتمييز ضد النساء والأطفال وضحايا إساءة المعاملة المعنوية أو الجسدية - وبطبيعة الحال، اللاجئين.
لقد تخطى فنه وشعبيته حدود اليونان، وذلك تحديداً نظراً إلى تميّزه عن معظم الموسيقيين الآخرين بسبب مؤلفاته المؤثرة التي تنطوي على مشاعر الثورة والاحتجاج والسخط إزاء الظلم الاجتماعي فضلاً عن مشاعر الأمل.
في 5 أكتوبر/تشرين الأول 2006، عيّن دالاراس سفيراً للنوايا الحسنة لدى المفوضية خلال حفل أقيم في مبنى البرلمان القديم في أثينا. متزوج وأب لابنة وحيدة.