فرار أكثر من مليوني طفل من أعمال العنف في جنوب السودان
وفقاً لأحدث الأرقام الصادرة عن الأمم المتحدة، يشكل الأطفال 66% من أكثر من 1.7 مليون لاجئ اضطروا للفرار جراء ثلاثة أعوام من الصراع المتزايد في جنوب السودان.
مخيم بيدي بيدي للاجئين، أوغندا – عندما اقترب اللصوص المسلحون من منزلها في ياي، جنوب السودان، فرت عائشة، وهي أم لولدين، سيراً على الأقدام حاملةً ابنها الأصغر سناً على ظهرها.
على طول الطريق إلى الحدود، تم توقيف المجموعة من قبل رجال مسلحين. وبعد أن أُمروا بالركوع، اعتقدت عائشة بأنه سيتم قتلهم.
قالت عائشة مقتنعةً بأن نظرة جوناثان، البالغ من العمر أربعة أعوام، إلى عيني أحد المهاجمين أنقذت حياتهم: "قاموا بالهجوم علينا وأرادوا قتلنا حتى، إلا أنني كنت أحمل طفلاً صغيراً وعندما رأوني بهذه الحالة، طلبوا مني الرحيل".
خلال الهجوم، شعر ابنها البكر غودوين، البالغ من العمر 13 عاماً، بالخطر الشديد الذي تعرضوا له وكان مذعوراً. إلا أن عائشة ظلّت تُطمئنه بأن كل شيء سيكون على ما يرام وركزت على إبقاء معنويات الأطفال عاليةً أثناء رحلتهم عبر الأدغال إلى أوغندا.
"شجعت الأطفال وأخبرتهم أن الأمور ستتحسّن. وبسبب ما حصل في وطننا، أتينا إلى هنا بحثاً عن الأمان. لكن مع الوقت، سيكون كل شيء على ما يرام".
أعلنت المفوضية واليونيسف اليوم أن غودوين وجوناثان – اللذين أصبحا بأمان حالياً في مخيم بيدي بيدي للاجئين في أوغندا- هما من بين أكثر من مليون طفل فروا جراء أكثر من ثلاثة أعوام من الصراع في جنوب السودان.
وفقاً لأحدث الأرقام الصادرة عن الأمم المتحدة، يشكل الأطفال 66% من أكثر من 1.7 مليون لاجئ من جنوب السودان. وقد وصل معظمهم إلى أوغندا وكينيا وإثيوبيا والسودان.
في السودان، قُتل أو أصيب أكثر من 100 طفل منذ اندلاع الصراع الجديد في عام 2013، في حين أن حوالي 1.14 مليون طفل قد نزحوا داخلياً.
إن حوالي ثلاثة أرباع الأطفال في البلد خارج المدرسة – وهذه أعلى نسبة مسجلة في العالم للأطفال الذين هم خارج المدرسة.
فالصدمة والاضطرابات الجسدية والخوف والتوتر الذي واجهه العديد من الأطفال لا يعتبر سوى جزءاً من النتائج التي تسببها الأزمة. لا يزال الأطفال معرضين لخطر التجنيد من قبل القوات المسلحة والمجموعات وتدمير الهياكل الاجتماعية التقليدية، وهم أيضاً معرضون بشكل متزايد للعنف والاعتداء الجنسي والاستغلال.
وقد عبر أكثر من 75,000 طفل في أوغندا وكينيا وإثيوبيا حدود جنوب السودان إما غير مصحوبين أو مفصولين عن عائلاتهم.
فضلاً عن الاهتمام بأطفالها، تهتم عائشة أيضاً بابني شقيقتها، وهما التوأم غودفراي وبيليب البالغان من العمر ستة أعوام، بعد أن انفصلا عن شقيقتها أثناء فرارهم. وأصبحت مؤخراً الأم الحاضنة لميرسي، وهي فتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة تبلغ من العمر أربعة أعوام وقد وُجدت مشردة في المخيم.
تعيش مع الأطفال حالياً في كوخ من الطين بنته لوحدها من العشب والطين.
تحلم عائشة في أن يتمكن الأطفال من الذهاب إلى المدرسة وفي أن تتلقى الدعم اللازم لإطعامهم ليكبروا ويصبحوا متعلمين – ويعتنوا بها عندما تصبح عجوزاً.
"أحلم بأن يجدوا طريقة للدراسة وأن أتمكن من إطعامهم أو أن يقدم لنا أحدهم الدعم، لأنني أدرك بأنني لا أستطيع تحقيق ذلك. وأنا أدعو الله أن يفتح أمامي طريقاً أخرى ليساعدوني في المستقبل".
توفر المفوضية المأوى لأكثر من نصف مليون لاجئ من جنوب السودان في شمال أوغندا وهي تقوم بإنشاء مخيمات جديدة لإيواء 30,000 واصل جديد. وهناك حاجة إلى المزيد من الدعم لضمان أن كل عائلة لاجئة تملك مكاناً آمناً للعيش فيه، فضلاً عن تقديم المساعدة الإنسانية الملحة.
تواجه العائلات اللاجئة التي تفر بحثاً عن المأوى والأمان كارثةً مزدوجةً مع اقتراب موسم الأمطار. ويواجه الأطفال مخاطر متعلقة بالصحة والحماية في المأوى غير الملائم، وهم بحاجة إلى الدعم بشكل عاجل.