فريديرك نوي، مصور فوتوغرافي
فريديرك نوي
منذ بضعة أسابيع، توجهت إلى الكاميرون لتصوير وصول لاجئي إفريقيا الوسطى الفارين من العنف في بلادهم. بالنسبة إليّ، ترمز الصورة التي اخترتها من هذه المهمّة، إلى معاناة اللاجئين. ينام طفل على بساط، وعلى الرغم من آثار الجوع البادية عليه لم يتلاشَ بهاؤه. تروي هذه الصورة ما يصعب على الكلمات وصفه عن عنف القتال في إفريقيا الوسطى وعن المنفى وعن الإصرار على الحياة المتأصل في هذا الجسم الضعيف.
يبعث فيك هذا الطفل الذي وصل إلى بر الأمان شعوراً بالصفاء، وبالكرامة الإنسانية، وبالأمل في المستقبل وبالثقة بأولئك الذين لا يتخلون عن اللاجئين. هذا الطفل على قيد الحياة، وهو يصارع للبقاء. وهذه الصورة لا ترمز إلى الفشل بل إلى الإصرار على الحياة.
شاركت هذه الصورة على مواقع التواصل الاجتماعي من دون أن أفكّر في أنها قد تحمل أثراً غير الشهادة على الواقع، إلا أنني شعرت بالفخر والفرح لدى معرفتي بأنها ساهمت في قرار برنامج الأغذية العالمي بتسريع استجابته الطارئة في شرق الكاميرون، ما سيسمح للاجئين من جمهورية إفريقيا الوسطى بالحصول على المزيد من المساعدات الإنسانية.
وتظهر صورة هذا الطفل الأثر الهائل للتصوير المتمثل في تحويل الواقع المظلم إلى نشيد للحياة.