عدد لاجئي جنوب السودان في أوغندا يتخطى المليون
سعى مليون لاجئ من جنوب السودان منذ يوليو الماضي إلى الأمان في أوغندا، وأكثر من 85% منهم نساء وأطفال.
تابو، اللاجئة المليون التي وصلت إلى أوغندا من جنوب السودان.
© UNHCR/Peter Caton
تحت أشعة الشمس، تقتلع تابو سانداي البالغة من العمر 14 عاماً الأعشاب من حديقة صغيرة، في تجمع إمفيبي للاجئين شمال أوغندا. تابو فخورة بالعمل الذي تقوم به حول المنزل، على الرغم من أنه ليس لها.
اختارت المفوضية تابو لتكون رمزاً للمليون لاجئ من جنوب السودان يبحثون عن الأمان في أوغندا منذ يوليو الماضي عندما بدأت فورة غير مسبوقة للاجئين.
قطعة الأرض مملوكة من أمها بالتبني، هارييت، وهي أيضاً من جنوب السودان، والتي عندما رأت أطفالها الأربعة يلعبون مع تابو، وشقيقتها التوأم رينا وشقيقهما إيمانويل - وعمره 11 عاماً – قررت إيواءهم بعد تبين أن ليس لديهم من يهتم بهم.
فرت تابو وشقيقاها من القتال في بلدتهم ياي مع عمتهم. أرسلهم والداها إلى أوغندا لكي تواصل الفتاتان الذهاب إلى المدرسة.
قالت: "في المكان الذي كنت أعيش فيه، كانوا يقتلون الناس، وقال والداي بأنهما لا يملكان ما يكفي من المال للسفر. لذلك كان علينا أن نرحل سيراً على الأقدام مع عمتي. كان علينا أن نستخدم طريق الكونغو للوصول إلى أوغندا. بقيت عمتي لأسبوع ثم قررت العودة إلى بلادنا. بعد مغادرتها، كنا نلعب مع أطفال عائلتنا بالتبني ورأت والدتهم أننا كنا بمفردنا. فطلبت أن نبقى معها هنا في منزلها."
والمنزل بالنسبة إلى تابو، هو قطعة أرض تبلغ مساحتها 30 متراً مربعاً تُعطى للعائلات اللاجئة جميعها عند وصولها. تعيش تابو وأشقاؤها في بناءٍ منفصل عن بناء عائلتهم بالتبني الأمر الذي يمنحهم شيئاً من الخصوصية للنوم والقراءة والدراسة.
في بيان لها، تشير المفوضية إلى أن ما معدله أكثر من 1,800 لاجئ من جنوب السودان كانوا يفرون كل يوم إلى أوغندا في العام الماضي. وأصبح هذا التدفق أزمة اللجوء الأسرع نمواً في العالم. وتشكل النساء والأطفال دون الـ18 عاماً أكثر من 85% من اللاجئين من جنوب السودان إلى أوغندا.
ولكن البيان أشار إلى أن المفوضية، وعلى الرغم من قيامها بعقد قمة تضامن في يونيو، لم تتلق إلا 21% من الـ 674 مليون دولار أميركي المطلوبة لدعم اللاجئين من جنوب السودان في أوغندا عام 2017.
وبالإضافة إلى المليون لاجئ الذين تستضيفهم أوغندا اليوم، تستضيف السودان وإثيوبيا وكينيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية إفريقيا الوسطى مليون لاجئ آخر أو أكثر.
وأضاف البيان: "نظراً إلى عدم وجود نهاية للأزمة في الأفق حالياً، يُعد التحرك الحاسم ضرورياً، كما أن الحاجة ماسة إلى تلبية التعهدات بالدعم. وتستحق أوغندا الثناء لإبقاء حدودها مفتوحة أمام اللاجئين ولنهجها التقدمي إزاء اللجوء، فهي تقدم للاجئين قطعاً من الأرض لبناء المآوي وزرع المحاصيل وتوفر لهم حرية التنقل والحق في العمل وتمنحهم إمكانية الوصول إلى الخدمات العامة مثل الرعاية الصحية والتعليم".
وتحب تابو، طويلة القامة والرشيقة والمليئة بالطاقة والحيوية، مساعدة أمها بالتبني من خلال اقتلاع الأعشاب الضارة من حديقتها وغسل الملابس وطهو الدخن والحبوب. إنها طالبة متفانية وترغب في البقاء في أوغندا لمتابعة الذهاب إلى المدرسة. تقول: "أنا بين الطلاب الخمسة الأوائل وموادي المفضلة هي التعليم الديني والرياضيات."
ولكنها تجد صعوبة كبيرة في التعليم مع وجود أكثر من 200 طالب في صفها. "عندما يعلّمنا المدرّس يُحدِث الآخرون ضجيجاً، فلا نتمكن من فهم ما يقوله".
وعلى الرغم من التحديات، فتابو مصممة على التعلم وتقضي الكثير من وقت فراغها لإنجاز فروضها. وتعتقد هي وأشقاؤها بأن التعليم الجيد سيساعدهم على تحقيق أحلامهم. وتأمل شقيقة تابو، رينا، أن تصبح رئيسة بلدية بينما يرغب شقيقهما إيمانيول في أن يصبح طياراً.
أما تابو فترغب في دراسة الطب. "أريد أن أكون طبيبة، لأنه عندما يصاب شخص ما بالمرض، أو تحتاج امرأة إلى ولادة طفل، يمكنني أن أساعد".