فتى سوداني "ضائع" يتحول إلى نجم في هوليوود وداعم بارز للمفوضية

يشعر ممثل هوليود وعارض الأزياء جير دواني بالفخر لتسميته داعماً لقضية اللاجئين. وهو يدرك أيضاً حجم المسؤولية الشخصية التي ألقيت على عاتقه.

جير دواني يزور مخيم داداب للاجئين في كينيا حيث سبق أن عاش هنا عندما كان صغيراً.  © UNHCR Photo

نيروبي، كينيا، 9 مارس/آذار (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) - أثناء عرض فيلم في نيروبي يوم الإثنين، تمت تسمية ممثل هوليود وعارض الأزياء جير دواني كداعم بارز للمفوضية. دواني هو واحد من بين آلاف الأطفال اليتامى أو المفصولين عن ذويهم الذين اضطروا إلى الفرار من السودان خلال الحرب الأهلية الممتدة بين أعوام 1983 و2005.

وقد صرّح دواني البالع من العمر 36 عاماً في رسالة له قائلاً: "أشعر بفخر كبير لتسميتي داعماً لقضية اللجوء وأنا أدرك أيضاً حجم هذه المسؤولية الشخصية التي ألقيت على عاتقي." وكمواطن في الولايات المتحدة الآن، توجه دواني إلى العاصمة الكينية لتقديم فيلم "The Good Lie" والتحدث عنه، وهو فيلم دراما مقتبس من الواقع تدور قصته حول فتيان ضائعين أُعيد توطينهم في الولايات المتحدة.

يؤدي دواني دور أحد الفتية في الفيلم مجسداً تجربته الشخصية بطرق عديدة. وقد انفصل عن عائلته وتم تجنيده وهو لا يزال طفلاً قبل أن يصبح لاجئاً في إثيوبيا وكينيا لتتم أخيراً إعادة توطينه في الولايات المتحدة. وكان أول ظهور له كممثل في فيلم I ♥ Huckabees في عام 2004، ويعتبر قدوةً للعديد من الأشخاص.

ما زال دواني قلقاً بشأن الأوضاع التي يشهدها بلده الأم، ويتم حالياً بذل الجهود من أجل إرساء السلام والاستقرار في جنوب السودان الذي حصل على استقلاله في يناير/كانون الثاني من عام 2011 ولكنه ظل يعاني من الفوضى والصراع القائم بين القوات الحكومية والمقاتلين المتمردين منذ ديسمبر/كانون الأول 2013. طلب بعض من أقاربه اللجوء في إثيوبيا وكينيا هرباً من القتال الأخير.

وفي الرسالة التي نشرها دواني يوم الإثنين، اعتبر أن تسميته كداعم بارز للمفوضية هي "فرصة فريدة من نوعها. اكتملت بها حياته من نواح عديدة". كما استذكر المشاكل الأخيرة في جنوب السودان.

"خلال الأشهر الأربعة عشر الماضية، شهد وطني، جنوب السودان، نزوحَ أكثر من مليونَي شخص. ومنذ أقل من أربعة أعوام، اختبرنا فرحة الإستقلال. عدت إلى الديار لأدلي بصوتي في الاستفتاء الذي أدى إلى الإستقلال. وحتى في أسوأ الحالات، لم نتخيل قط أن يشهد وطننا حرباً أهلية بهذه السرعة، وأن تعود الكوابيس التي عشناها في طفولتنا لتطارد جيلاً آخر."

وقال دواني أنه خلال عطلة نهاية الأسبوع، في اليوم العالمي للمرأة (8 مارس/آذار)، وكان يفكر بمعاناة النساء والفتيات المتجددة: "فكرت بنساء جنوب السودان اللواتي عشن ويعشن مجدداً محنة النزوح، حيث يتجمّعن في قواعد للأمم المتحدة أو يتوزعن في مناطق ريفية وفي مخيمات للاجئين في البلدان المجاورة. وحالهن حال اللاجئات والنازحات داخلياً حول العالم، هن من يمنحن الرعاية للأطفال بقدر ما يستطعن عندما ينهار عالمهم جراء الحروب."

وأضاف أنه شعر بألمهن من خلال "أمي، وأخواتي، ونساء جنوب السودان بشكل عام. هو ألم فقدان من تحب، وعدم معرفة مكانهم أو حتى ما إذا كانوا على قيد الحياة. عاد هذا الألم ليطارد جنوب السودان عندما اندلعت الحرب في ديسمبر/كانون الأول 2013."

وفي ما يتعلق بماضيه، قال دواني إنه انتقل من حياة "ريفية" في أولى مراحلها في قرية في جنوب السودان إلى طفل جندي خلال الحرب المدمرة بين الشمال والجنوب، ومن ثم أصبح لاجئاً وممثلاً وعارض أزياء عالمي وناشطاً في مجال السلام في الولايات المتحدة. "لم أكن أعرف القراءة أو الكتابة باللغة الإنكليزية عندما وصلت إلى الولايات المتحدة في الـ16 من عمري. مع ذلك، ثابرت لإتمام دراستي الجامعية."

اعتبر دواني نفسه محظوظاً. وقال: "كان هناك احتمال بأن أموت في مراحل كثيرة من حياتي، حالي حال عدد كبير من سكان جنوب السودان. ينفطر قلبي لرؤية أطفال من بلدي [جنوب السودان] يعانون اليوم من كابوس القتل والدمار والتشويه - في حين أن الأطفال الذين هم في سنهم يرتادون المدرسة في أماكن أخرى."

وتساءل: "هل يستطيع أحد أن يحصي الخسائر البشرية والفرص التي أضاعتها هذه الأجيال؟ أما بالنسبة إلى أمهاتنا وأخواتنا، أركان العزيمة، هل عليهن فعلاً تحمل عبء عدم الاطمئنان الذي تفرضه حركة النزوح؟".

بصفته داعماً بارزاً للمفوضية، ينضم دواني إلى مجموعة مؤثرة من المناصرين المشاهير، أبرزها المبعوثة الخاصة للمفوضية أنجلينا جولي، والتي تنشر الوعي وتقوم بحشد الدعم للمفوضية حول العالم. وشدد قائلاً: "سوف أتحدث عن مسيرة حياتي بما فيها من أمل وقدرة على تخطي المحنة. أنا أدرك جيداً أهمية هذه المهمة. من واجبي المتواضع أن أتولى هذا الدور."

وقال دواني إن "رحلته" مع المفوضية بدأت عندما كان طفلاً صغيراً في مخيم اتانغ للاجئين في إثيوبيا. وكشف قائلاً: " لقد تم إحضاري إلى داداب [في كينيا] من قبل المفوضية وأعيد توطيني في الولايات المتحدة منذ 22 عاماً." وفي العام الماضي، جمعته المفوضية بأمه و14 فرداً آخرين من عائلته في مخيم كاكوما في كينيا. كذلك، قام بزيارة غامبيلا غرب إثيوبيا، "حيث رأيت لاجئين يعبرون الحدود. سمعت روايات فظيعة عن تجاربهم في السفر. كانت مفجعة، وشددت عزيمتي على أن أصبح صوتاً للاجئين."