وصيفو الفائز بجائزة نانسن للاجئ يحدثون تغييراً في حياة العديد من الأشخاص
ساعد أولئك الذين تم اختيارهم ضمن القائمة النهائية للجائزة الإنسانية المرموقة لهذا العام الآلاف من الأشخاص الذين هُجروا من ديارهم وأجبروا على الفرار.
مدير مدرسة جون بوسكو أوكوبوي يخاطب أحد الصفوف في مدرسة كوبورواس الابتدائية في تجمع كيانغوالي للاجئين في مقاطعة هويما، أوغندا.
© UNHCR/Isaac Kasamani
من نشر التعليم بين اللاجئين في غرب أوغندا وصولاً إلى الترحيب بطالبي اللجوء من الثقافات المختلفة الفارّين من الاضطهاد في أميركا الوسطى، يظهر المرشحون الخمسة لنيل جائزة نانسن للاجئ السنوية لهذا العام والتي تقدّمها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، التزام وتفاني أولئك الذين يقدّمون الدعم للنازحين بسبب الحروب والصراعات.
لقد ساعدوا الآلاف من الأشخاص الذين هُجروا من ديارهم وأجبروا على الفرار بحثاً عن الأمان لأنفسهم ولأسرهم.
وقد تم إنشاء الجائزة الإنسانية المرموقة في عام 1954، تخليداً لذكرى المفوض السامي الأول لشؤون اللاجئين، فريدجوف نانسن.
وسوف يتم الإعلان عن اسم الفائز لعام 2017 في 18 سبتمبر، وسوف يقدّم المفوض السامي الحالي، فيليبو غراندي، الجائزة بالإضافة إلى جائزة نقدية بقيمة 150,000 دولار أميركي في حفل سيُقام في جنيف في 2 أكتوبر.
ومن بين وصيفي الفائز بالجائزة، المنظمة غير الحكومية كوبورواس (الكونغو وبوروندي ورواندا والسودان) والمنظمة الدولية للشباب لتحويل إفريقيا (سيوتا) التي أسسها لاجئون شباب من جنسيات مختلفة في تجمع كيانغوالي في أوغندا. وتتمثل مهمتها في تحويل حياة اللاجئين الشباب، ولا سيما الفتيات، عن طريق التعليم.
"من خلال منح الأطفال اللاجئين تعليماً جيّداً، نحن نفتح أمامهم عالماً كبيراً".
وقد ساعدت المجموعة في البداية قاصرين غير مصحوبين، وقدم أفرادها الدروس بأنفسهم. وسرعان ما تطوّرت أنشطتهم ليقدّموا الدعم للتعليم الابتدائي والثانوي وتأمين المنح الدراسية للمؤسسات في جميع أنحاء العالم، ووضع برامج لسبل كسب العيش.
وقد أصبحت سيوتا الآن منظمة غير حكومية تتمتع بسمعة عالمية من حيث التميز، ويقودها بالكامل لاجئون الشباب.
جوزيف مونيامبانزا البالغ من العمر 25 عاماً، هو المؤسس المشارك والمدير التنفيذي. أصبح جوزيف لاجئاً في سن السادسة، عندما فرّ من الحرب في جمهورية الكونغو الديمقراطية. وبسبب إحباطه من الفرص المتاحة في المخيّم، انضمّ إلى ثلاثة لاجئين آخرين من بوروندي ورواندا والسودان، وأسّسوا سيوتا.
ويقول: "من خلال منح الاطفال اللاجئين تعليماً جيداً، نحن نفتح لهم عالماً كبيراً يتمتعون فيه بالحرية ويقدّمون أيضاً شيئاً خاصاً - مهاراتهم ومواهبهم وثقتهم للمساهمة فى عالم أفضل".
بالقرب من الحدود الغواتيمالية في المكسيك، يدير الأخ توماس غونزاليس كاستيلو مأوى "لا 72" للأشخاص الذين يفرّون من العنف والابتزاز والتجنيد القسري وانتهاكات حقوق الإنسان في هندوراس والسلفادور وغواتيمالا.
ودافع الأخ توماس، وهو من الإخوة الفرانسيسكانيين، عن حقوق طالبي اللجوء في المكسيك. وبدعم من المفوضية، أنشأ هذا المأوى مهاجع مشتركة ووضع برنامجاً لتقديم المساعدة والحماية للاجئين.
"إن مأوى "72" لا يتعلق بتقديم الطعام لبعض الأشخاص فحسب، بل بالمشاركة في مستقبلهم"
ويقول الأخ توماس: "إنّ مأوى "72" لا يتعلق بتقديم الطعام لبعض الأشخاص فحسب، بل بالمشاركة في مستقبلهم. أحاول أن أكون جزءاً من حياتهم وأن أعطيهم الدفع للانطلاق".
وقد تم ترشيح الطبيب السوري إحسان عز الدين (73 عاماً) لتفانيه في دعم السوريين النازحين داخلياً.
بدأ الدكتور عز الدين ممارسة الطب متخصصاً في طب الأطفال عام 1968، وافتتح عيادة مجانية (أو قائمة على التبرعات) في مدينة جرمانا بالقرب من دمشق عام 1975، وأصبح معروفاً على نطاق واسع بلقب "طبيب الفقراء".
ومع بداية النزاع في عام 2011، بدأت مئات العائلات النازحة بالوصول من إدلب وحمص وحلب، مع موارد قليلة ومجموعة من الاحتياجات الطبية، ففتح أبواب عيادته أمام أولئك النازحين.
يعمل الدكتور عز الدين 16 ساعة في اليوم، ثم يذهب إلى منازل المرضى أو المصابين الذين لا يمكنهم القدوم إلى العيادة. العلاج مجاني، أو مقابل رسم رمزي قدره 25 سنتاً لأولئك الذين يستطيعون تحمل التكلفة. ويقدّر بأن يكون قد قدّم الرعاية الطبية لـ 100,000 من النازحين داخلياً على مدى سبع سنوات.
وقال للمفوضية: "اخترت أن أهتم بالفقراء والضعفاء لأنني عشت في هذا المجتمع وشهدت على الظروف التي يعيشون فيها".
يعيش المبشر الفرنسي برنارد ويرث، المعروف باسم الأخ برنارد، في تايلاند منذ عام 1971. في البداية، ذهب للمساعدة في تحسين الظروف في المناطق الفقيرة حول بانكوك.
"الظروف غير إنسانية على الإطلاق ولا أحد يكترث"
تم إيقاف المشروع وأصبح البروفيسور برنارد البالغ من العمر 70 عاماً، محاضراً جامعياً، وفي ما بعد بروفيسور في جامعة سيلباكورن، وكان يدرّس اللغة الفرنسية. حاز على درجة الماجستير في التعليم وعلى دكتوراه في التاريخ التايلاندي.
دعاه المكتب الكاثوليكي للإغاثة في حالات الطوارئ واللاجئين إلى زيارة مركز احتجاز المهاجرين في بانكوك في عام 1996 حيث التقى لأول مرة بلاجئين من مختلف البلدان، بما في ذلك من ميانمار وباكستان وسري لانكا وبنغلاديش والكاميرون.
ويلقى طالبو اللجوء واللاجئون بصفة عامة معاملة مهاجرين غير موثقين في تايلاند، حيث يتهمون بارتكاب جرائم ويرسلون إلى مراكز الاحتجاز. ويهيمن الاكتظاظ الشديد على مرافق الاحتجاز حيث الظروف سيئة.
وقد قرر الأخ برنارد، الذي أرعبته الظروف في مركز بانكوك، تخصيص وقت فراغه للاجئين وطالبي اللجوء المحتجزين. وكان هدفه الرئيسي الاستماع إلى همومهم وإيجاد حلول لمشاكلهم وتسهيل إطلاق سراحهم كلما كان ذلك ممكناً.
وقد ساهم الأخ برنارد في إطلاق سراح 400 لاجئ وطالب لجوء وحصول الآلاف على الدعم الحيوي.
وقال الأخ برنارد للمفوضية بأنه من المهم قضاء بعض الوقت مع اللاجئين المعتقلين في مركز الاحتجاز، ومعظمهم لا يعرفون سبب احتجازهم، والاستماع إليهم.
وقال: "أهم ما عرفته من اللاجئين هو أنهم يعيشون في وضع مريع، في وضع لا يجب أن يعيشوا فيه. الظروف غير إنسانية على الإطلاق ولا أحد يكترث".
"نحن نرى الفرح في كل مرة نذهب ونقضي فيها بعض الوقت مع أصدقائنا، في جوّ من الضحك والحب"
تأسس مشروع "هيج فراملينغ!" (مرحباً أيها الغريب) في السويد في عام 2013 من قبل الصديقتين إيما آرنيسون وآن لوندبيرغ في أوسترسوند، السويد، بهدف ربط المجتمعات السويدية الموجودة باللاجئين وطالبي اللجوء الوافدين حديثاً من خلال الأنشطة الثقافية والجسدية.
وتؤمن المنظمة بتعزيز المبادرات الشعبية القائمة، وبأن تصبح محفزاً لتطوير ورعاية أفكار الإدماج الخاصة باللاجئين أنفسهم وبالمجتمع المضيف. وهي تؤمن بأن ذلك سيخلق رابطة قوية بين الاثنين وسيعزز الاندماج.
بدأت كل من آرنيسون ولوندبيرغ العمل التطوعي لمساعدة طالبي اللجوء الموجودين في قاعدة عسكرية مهجورة في وسط غابة في غريتان. وتطوّرت هيج فراملينغ! إلى شبكة من الأندية المختلفة التي توسع كل منها منذ ذلك الحين لتقديم مجموعة من الأنشطة في المدن في جميع أنحاء السويد.
وقالت إيما آرنيسون، المؤسسة المشاركة في منبر "تيد" TED Talk في أوسترسوند في عام 2015، بأن الفكرة نشأت عندما أدركت هي وأصدقاؤها أن أحداً لا يتحمل مسؤولية اللاجئين، باستثناء إيوائهم وإطعامهم.
وتقول: "لديهم سقف يأويهم، وسرير للنوم وطعام في بطونهم، هذا كل شيء تقريباً".
وقالت بأن السكان الذين شاركوا في أنشطة للاجئين وجدوا أنها مجزية للغاية.
وتضيف: "نحن نرى الفرح في كل مرة نذهب ونقضي فيها بعض الوقت مع أصدقائنا، في جوّ من الضحك والحب".