المفوضية توزع مساعدات الإغاثة على النازحين جراء إعصار بليز
توفر المفوضية وشركاؤها الإغاثة والمساعدة في إعادة البناء لضحايا الإعصار إيرل، ومن بينهم طالبو اللجوء من المثلث الشمالي لأميركا الوسطى.
بلموبان، بليز – سحب خورخي هاتفه من جيبه وعرض فيديو قصير يظهر الأراضي العائمة بالمياه وسطح منزله الذي أصبح بالكاد مرئياً عن بعد، وقد غمرته المياه التي فاضت حوله.
كان في المكتب المحلي لمنظمة Help for Progress غير الحكومية في بليز، الواقع في ضواحي العاصمة بلموبان، حيث التقى بأشخاص آخرين يطلبون المساعدة لإعادة بناء حياتهم في أعقاب الإعصار إيرل، وقال دون أن تظهر على وجهه أي تعابير: "فقدت كل شيء. لقد خسرنا كل ما كنا نملكه."
إنه واحد من بين حوالي 10,000 شخص في منطقة أميركا الوسطى الصغيرة الذين تدمرت حياتهم جراء الإعصار إيرل الذي ضرب الساحل في 4 أغسطس، مصطحباً معه الأمطار التي وصلت حتى 30 سنتمتراً ومتسبباً بفيضان واسع النطاق.
يأتي خورخي من السلفادور في الأصل، وهو من بين 3,000 طالب لجوء أجبروا على الفرار من العنف غير المسبوق في بلدانهم - السلفادور وغواتيمالا وهندوراس وهي بلدان المثلث الشمالي لأمريكا الوسطى – والذين تضرروا بشدة جراء العاصفة في بليز حيث يقيمون حالياً.
ويشمل الآخرون إدغار* البالغ من العمر 6 أعوام والذي يتمدد على أرجوحة معلقة داخل كوخ رطب من القش في أرمينيا، بليز. يشرح قائلاً بأن الأرجوحة هي سريره الجديد إلى أن يجف فراشه. وفي الجوار، يتأرجح ابن شقيقه البالغ من العمر تسعة أشهر في كرسيه الذي غرقت عجلاته في الأرض الموحلة في منزلهم.
"خسرنا كل ما كنا نملكه"
تعيش العائلات مؤقتاً بالقرب من العاصمة إلى أن تتمكن من إعادة بناء منازلها التي أصبحت كومة من الألواح الخشبية والقش المضفر على الجانب الآخر من النهر، نتيجة غضب إيرل.
في الأيام القادمة، تخطط المفوضية بالتعاون مع منظمة Help for Progress ووكالات أخرى تابعة للأمم المتحدة للبدء بتوزيع مواد الإغاثة ولوازم إعادة البناء على الأشخاص الضعفاء مثلهم، بدعم من حكومة بليز، لمعالجة الدمار الذي خلفته العاصفة.
وتشمل الإمدادات مواد إعادة بناء المنازل كالسقوف المغلفنة والألواح الخشبية والفرش والبطانيات وحزم مواد التنظيف لترميم المنازل التي أصبحت غير صالحة للسكن بسبب الحطام والطين والأضرار الناجمة عن المياه.
وصرّح سفيان أدجالي، ممثل المفوضية في بليز قائلاً: "نحن نعمل مع وكالات الأمم المتحدة الشقيقة ومع شريكتنا المحلية منظمة Help for Progress وغيرها لدعم الجهود الكبيرة التي تبلذلها حكومة بليز لضمان وصول المساعدة الفعالة إلى الأشخاص الأكثر حاجةً إليها".
وقد ثار إيرل لـ15 ساعة وبلغت سرعة رياحه 75 ميلاً في الساعة وألحق الضرر بكافة المقاطعات الست في بليز. وكانت مقاطعات أورانج ووك وكايو – حيث يقيم الكثير من الأشخاص الذين تعنى بهم المفوضية- وستان كريك الأكثر تضرراً. فعلى سبيل المثال، فإن منطقة أرمينيا هي عبارة عن مجتمع ريفي يتألف من عائلات هاجرت إلى بليز في تسعينيات القرن العشرين وأخرى وصلت مؤخراً.
"نحن نعمل لضمان وصول المساعدة الفعالة إلى الأشخاص الأكثر حاجة إليها".
خورخي وعائلته هما جزء من موجة اللاجئين الجديدة من بلدان المثلث الشمالي لأميركا الوسطى الذين أتوا إلى بليز هرباً من عنف العصابات المنتشر والخطير في المنطقة. وصلت عائلة خورخي في العام الماضي؛ وطلبات لجوئهم معلقة حالياً لدى حكومة بليز.
في فالي أوف بيس، وهو مخيم تاريخي آخر للاجئين، أفاد قادة المجتمع عن تضرر 100 عائلة على الأقل جراء الإعصار إيرل. وفي منطقة زراعية يعتمد سكانها على المحاصيل الزراعية لكسب عيشهم، لم يعد هنالك أي وسيلة متاحة أمام هؤلاء لكسب العيش.
ومنذ أن ضرب إيرل المنطقة، قامت المفوضية بالتعاون مع شريكها التنفيذي المحلي منظمة Help for Progress بالتجول في مجتمعات المهاجرين في المناطق المحيطة ببلموبان، حيث تفتقر الكثير من العائلات المتضررة إلى المواد الأساسية والمآوي والأسرّة وخدمات الصحة العامة المناسبة. وبينما تواصل المفوضية إجراء تقييمات ميدانية، اتجه عدد كبير من الأشخاص إلى منظمة Help for Progress لطلب المساعدة في مجال الأغذية ومواد البناء.
وبالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، طلبت المفوضية المساعدة الإنسانية الطارئة لدعم السكان الذين تعنى بهم خلال هذه الأزمة. واستجاب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بتقديم منحة بقيمة 46,000 دولار أميركي، منها 25,000 دولار أميركي ستُخصص للمساعدة في الجهود المبذولة لإغاثة العائلات الضعيفة بشكل خاص في بليز.
* تم تغيير الأسماء لأسباب تتعلق بالحماية