المفوضية تقدّم الطعام ومواد الإغاثة إلى اللاجئين من جمهورية الكونغو الديمقراطية في أنغولا
يشعر المزارع الثري بالراحة بعد الفرار من أعمال العنف في جمهورية الكونغو الديمقراطية التي تسببت بفرار أكثر من 20,000 شخص.
دوندو، أنغولا - لم يتوقع القائد كازينزي كاموينزا أن يصل العنف فى مقاطعة كاساي في جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى قريته في كاماكو، التي تبعد بضعة كيلومترات عن الحدود مع أنغولا. وأجبره الخطر المحدق على الأفق على الإسراع في جمع عائلته المؤلفة من تسعة أفراد والفرار باتجاه الجنوب عبر الحدود.
يقول: "توقعت أن أعود إلى منزلي بعد بضع ساعات. ففي النهاية، إن حياتنا وكل ما يتعلق بها هناك".
للأسف، تضاءل أمله في العودة قريباً إلى المنزل بعد أن أصبح واضحاً أن العودة ستكون مستحيلة. ومركز الاستقبال في موسونج، حيث يقيمون حالياً، مزدحم وحار وجاف، وغالباً ما يتصاعد فيه الدخان نتيجة النيران التي يشعلها اللاجئون في العراء للطهي.
ومنذ وصولهم، يجد كاموينزا صعوبة في تأمين معيشة أسرته بانتظام.
ويقول: "أكثر ما يشعرني بالتوتر هو أنني تركت حقولاً من الكسافا في الوطن بينما يشعر أفراد عائلتي بالجوع هنا".
كان رجلاً ثرياً في قريته بكافة المقاييس. كان لديه موظفون يعملون في حقول الكسافا بينما كانت زوجته تدير متجر البقالة الذي تملكه العائلة. ومن عائدات حقوله، كان يقرض المال للقرويين الذين يعيدونه إليه مع الفائدة.
ويقول يائساً: "أن تعود إلى ما نقطة الصفر جراء الصراع الذي احتجزنا كرهائن منذ أغسطس من العام الماضي أمر مرير جداً. وإذا لم يستطع الرجل إطعام عائلته فأي نوع من الرجال هو؟"
وكاموينزا وعائلته هم من بين أكثر من 3,000 واصل حديثاً وصلوا إلى أنغولا خلال الأيام القليلة الماضية. وصرّحت المفوضية بالتفصيل خلال مؤتمر صحفي عُقد في وقت سابق من اليوم قائلةً بأن أكثر من 20,000 لاجئ كنغولي سعوا إلى اللجوء في أنغولا منذ أوائل أبريل.
كان الجيش الأنغولي ينقل الواصلين الجدد من النقاط الحدودية إلى مركزي الاستقبال في كاكندا وموسونجي. وتم نقل تفومبا سوليسو، البالغة من العمر 29 عاماً، وأطفالها الثلاثة من الحدود بعد أن قضوا أربعة أيام يركضون في الأدغال.
تقول تفومبا: "سمعنا لأول مرة بميليشيا كاموينا نسابو عندما أخبرونا بضرورة الهرب لأنها ستقتل الناس. وبعد أربعة أو خمسة أيام، عادت الميليشيا وأخذت تحرق منازلنا وعندها قررنا الهرب".
أرسلت المفوضية فريق طوارئ إلى دوندو منذ أسبوعين لتنسيق استجابة متعددة الوظائف تشمل وكالات أخرى تابعة للأمم المتحدة ووكالات إغاثة وحكومة أنغولا. وتساعد الاستجابة المشتركة في تلبية الاحتياجات الفورية للاجئين وتوفير الطعام والمأوى ومواد إغاثة أخرى.
"إن استطاع أطفالي الذهاب إلى النوم بعد تناول الطعام، سأهدأ قليلاً".
يقول الدكتور أسيس داس، كبير مسؤولي الصحة العامة في المفوضية في أنغولا: "منذ وصولنا قبل أسبوعين، أثمرت جهودنا المبذولة للدعوة إلى نقل اللاجئين بصورة عاجلة من مراكز الاستقبال المؤقتة". وتقوم المفوضية حالياً بمساعدة السلطات الأنغولية على تحديد موقع مناسب لنقل اللاجئين على بعد 50 كيلومتراً على الأقل من الحدود.
ويوضح الدكتور داس أيضاً أن المفوضية تمكنت من تقديم الطعام إلى اللاجئين في الوقت المناسب، إذ تم شراء الذرة والفاصوليا والملح والزيت من موردين محليين في دوندو. وفي هذه اللحظة، تعود ابنة القائد كازينزي كاموينزا حاملةً طبقاً من الخضروات المطبوخة المقدم إلى العائلة.
ويقول: "كانت زوجتي تشعر بالإحراج من طلب الطعام ولكن إن استطاع أطفالي الذهاب إلى النوم بعد تناول الطعام، سأهدأ قليلاً".
يشعر كاموينزا بالامتنان كونه أصبح يعيش في مكان آمن ويملك المأوى والطعام. "إلى حكومة أنغولا والمفوضية وكل المشاركين، لا يمكننا أن نشكركم بما فيه الكفاية".
تقارير إضافية بقلم كاثرين واسيايا في نيروبي، كينيا